توج برنامج أعمال الدورة 16 للجنة العليا المشتركة التونسية المغربية، التي ترأسها الوزيرالأول الأستاذ عباس الفاسي ونظيره التونسي الأستاذ محمد الغنوشي بتوقيع 12 اتفاقية وبروتوكولاً وبرامج تنفيذية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة. وعبر الوزيران الأولان عن ارتياحهما للنتائج الايجابية التي تمخضت عن اجتماعات اللجنة الكبرى المشتركة وأكدا عزمهما المشترك للعمل سويا من أجل ترجمة ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع وتذليل العقبات التي تحول دون بلوغ الأهداف المرسومة في إطار التعاون والشراكة تنفيذا لتوجيهات قائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس والرئيس زين العابدين بن علي. الأستاذ عباس الفاسي أكد في تونس أن المقاربة المغربية للتعاون تكتسي طابعا شموليا ومتكاملا، وتهم كافة المجالات الاجتماعية والبشرية والبيئية، وغيرها من المجالات التنموية، التي تحظى لدى المغرب بالاهتمام والأولوية، باعتبارها روافد مهمة ومصيرية في سبيل تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة والمستدامة. لقاء تونس لم يمر دون استحضار واقع مؤسسة الاتحاد المغاربي المعطلة, حيث أجمع العضوان الفاعلان بهذا التجمع الاقليمي على أهمية تكثيف الجهود لدفع مسيرة العمل المغاربي المشترك وتفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا ومصيريا لكل شعوب المنطقة، مشددا على ضرورة العمل على تحقيق الاندماج الاقتصادي، من أجل دفع مسيرة التكامل وتحقيق التقارب بين الشعوب ورفع قدرة البلدان المغاربية على الانخراط الفاعل في المنظومة الاقتصادية العالمية، والأخذ بأسباب التقدم والرفاه. المسؤولان المغاربيان استحضرا كذلك مصالح البلدين الاستراتيجية في إطار الفضاء الأورو- متوسطي والتي تقتضي تنسيق المواقف وتضافر الجهود لإعطاء الدفعة المنشودة للشراكة المتكافئة بين ضفتي المتوسط، وتكريس مبادئ التنمية المتضامنة وإكساب الهياكل والآليات المؤطرة للتعاون الأورو - متوسطي النجاعة المرجوة، وبلورة المشاريع الكبرى المشتركة، التي جرى إقرارها. الصحف التونسية ووسائل الاعلام التي واكبت الحدث بالقطر الشقيق نوهت بالعلاقات المتميزة القائمة بين المغرب وتونس وبالروابط الأخوية التي تجمع قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس زين العابدين بن علي ،معتبرة أنها علاقات" إستراتيجية ونموذجية". افتتاحيات وتعاليق الجرائد التونسية التي واكبت زيارة الوفد الوزاري المغربي برئاسة الوزير الأول، السيد عباس الفاسي لتونس توقفت عند دلالات استقبال الرئيس بن علي للوزير الأول المغربي وفي مقدمتها التأكيد على الرغبة التي تحدو المغرب وتونس ،قيادة وشعبا ،للارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين والعمل سويا على بناء اتحاد المغرب العربي الذي يظل بالنسبة لهما "خيارا استراتيجيا" لا بديل عنه و التنويه بتطابق وجهات النظر بين تونس والمغرب حول مختلف القضايا التي تهم الفضاء المغاربي وكذلك المنطقة المتوسطية ،هو تطابق "نابع عن وعي مشترك بأن تحقيق التقدم والرفاه ومواجهة تحديات العولمة يمران ضرورة عبر توحيد المواقف.