بني وليد : الجرج الليبي ما زال نازفا أنحسر الإهتمام بالملف التونسي بعد إطفاء شموع الذكري الأولي لرحيل بن علي وعادت الإشتباكات في بني وليد، لتذكر الصحفيين أن الجراح الليبية لم تندمل بعد، وأن بعضها لا زال يقذف دما، في حين أن بعضها أصبح ينفث قيحا وأن ليبيا قد تسقط و تجر المنطقة معها بأكملها إلي فوضي لا قرار لها ، كما حذر من ذلك رئيس المجلس الليبي الانتقالي الذي هدد بالإستقالة بعد أن استقال نائبه . الفوضى في ليبيا والمنطقة ليست احتمالا واردا بل هي حقيقة قائمة بالفعل يجسدها أمنيا تمكن القاعدة في منطقة المغرب العربي ، ودول الساحل وتممدها العنيف في عمق القارة السوداء مع حركة "بكوحرام ". غير أن الفوضى الليبية تتجسد بطريقة أخري تشبه الميلودراما الإغريقية وتتمثل في عودة إبني القذفي: سيف الإسلام والساعدي إلي واجهة الأحداث : سيف الإسلام الذي ترفض قبائل الزنتان تسلميه للدولة أو لمحكمة الجنايات الدولية وذلك التزاما بمعاهدة قديمة مع قبيلة القذاذفة تعود إلي أكثر من مأتي سنة ، والساعدي بظهوره لاعبا في كأس إفريقيا للأمم ضمن الفريق الوطني لدولة النيجر!. الثورة المصرية : إسلام دون رافعة نفطية الإهتمام بالحدث الليبي لم يكن ليسرق الاضواء من الحدث المصري . فهذا الأسبوع هو اسبوع الثورة المصرية بامتياز ، ففيه تم إنتخاب أول برلمان مصري يتم اختياره بطريقة ديمقراطية منذ انقلاب الضباط الأحرار ، وفيه أيضا تم انتخاب أول رئيس لهذا البرلمان من جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها سنة 1928 . وفي هذا الأسبوع حلت كذلك الذكري لأولي لسقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك ، وعقدت الجلسة الأولي لمجلس الشعب وجلس الكتاتيني علي مقعد فتحي سرور، وبكي بعض النواب فرحا، لا كبكاء "باسندوا" خوفا من الشتم ، و نام بعضهم ، وألغي المشير حالة الطوارئ. كل هذه الأحداث تمت تغطيتها في الصحافة العربية والغربية باعتبارها أحداثا تاريخية لم تعرفها مصر منذ أن بني الفراعنة الأهرام . إلا أن الصحافة لم تكتف بمطاردة الحدث المصري ، بل حاولت أن تستبقه وأن تستقرئ ما تخبئه الأيام لدولة مصر في ظل هيمنة الإخوان وحزب النور . ولقد وجد فيلسوف العولمة ، الكاتب الأمريكي المتصهين "توماس فريدمان" في هذه الهيمنة نموذجا فريدا لإشباع فضول الباحثين واختبارا عمليا لقدرة الإسلام السياسي علي الإندماج في عصر العولمة دون رافعة نفطية ، كما هو الحال مع كل من السعودية وإيران، التين جنتا ثمار الحداثة دون أن تكونا حداثيتين حسب رأيه . فمصر- حسب رأي الكاتب - لا تملك نفطا ويواجه إقتصادها تحديات كبيرة ستفرض عليها الإستدانة من البنك الدولي ، والإعتناء بالسياحة ، والعمل علي استقطاب الإستثمارات الأجنبية ، وهذا يتوقف علي موقف الإسلاميين من اتفاقية السلام والعلاقات مع إسرائيل ،والقدرة علي الإندماج في النظام العالمي . ويختم الكاتب مقاله بالقول" إن الإخوان متلهفين للدخول في العولمة من أوسع أبوابها " كما أسر له بذلك " خيرت الشاطر " الذي يعتبر المنظر الإقتصادي للإخوان عندما كان يشرب معه عصير الفراولة في منزله ! الجيش المصري: عملاق اقتصادي في الظل موضوع آخر استرعي كتاب الرأي يتعلق بدور الجيش المصري علي الساحة السياسية ، وهل سيتخلي عن السلطة ويبتعد عنها أم سيبقي حاكما في الظل كما كان الحال في تركيا وفي باكستان ، وهي تخوفات ظهرت بشكل صريح في وثيقة " السلمي " المشؤومة التي كانت تقترح مسودة للدستور- رفضتها القوي السياسية - يكون للجيش فيها مكانة فوق دستورية . وقد عادت الشكوك مجددا حول نية الجيش في البقاء غير بعيد عن السياسية في تصريحات جيمي كارتر أدلي بها بعد لقائه بالمجلس العسكري الحاكم . حول هذا الموضوع وحول الأسباب التي تدفع الجيش " للقتال " عن مواقعه في السلطة كتبت جريدة لموند مقالا تحت عنوان " الجيش المصري .. عملاق اقتصادي في الظل " قالت فيه إن الجيش المصري لا يريد أن يتخلي عن مكاسب اقتصادية تَحصَّل عليها منذ اتفاقية كامب ديفيد حيث إن آلاف المصانع التي تحرك عجلة الإقتصاد المصري هي مصانع تابعة للجيش وهو حاضر بشكل قوي في قطاع الزراعة وتربية الدواجن والمقاولات . ويقدر صاحب المقال بأن ربع الإقتصاد المصري .. تابع لمؤسسة الجيش . وأن الجنرالات هم من يديرون الشركات الكبري في البلد مثل خطوط الطيران ، والسكك الحديدية . والجمارك ، هذا بالإضافة إلي تخصيص المناصب القيادية في الإدارة الإقليمية ( رؤساء المحافظات ) للجنرالات المتقاعدين . ويضيف صاحب المقال أن انغماس الجيش في الشأن الإقتصادي " أضعف من جاهزيته العسكرية وقدرته التكتيكية والعملياتية " كما كشفت ذلك إحدى وثائق ويكيليكس المسربة التي يعود تاريخها إلي 2008 . ويعتبر هذا الموضوع من التابوهات التي يمنع التعرض لها في الإعلام المصري وتصادر كل الصحف التي تتطرق له من قريب أو من بعيد كما حدث مع صحيفة " المستقل " الصادرة بتاريخ فاتح دجنبر 2011 . جرد لآثار الإعصار العربي الآن وقد أسدل الستار على المشهد الأخير من الإنتخابات البرلمانية المصرية يكون " الربيع العربي " قد امتد حولا كاملا ، مر كالإعصار ، ترك دمارا هائلا هنا ، ودمارا أقل هناك . أسقط رؤوسا وأقتلع أنظمة، و خرب دولا . ويمكن القيام بجرد أولي وحصر للأضرار أو المنافع التي خلفها في الدول العربية الخمس التي مر بها علي النحو التالي : في تونس سقط الرئيس، و سقط النظام ، وبقيت الدولة. في مصر سقط الرئيس وبقي النظام، وبقيت الدولة . في اليمن بقي الرئيس، وبقي النظام، وسقطت الدولة . في ليبيا سقط الرئيس، وسقط النظام، وسقطت الدولة . في المغرب بقي الملك، وتجدد النظام، وبقيت الدولة. الحرب الألكترونية : تدمير أمريكا في 12 دقيقة ! أنشغلت الصحافة العالمية والعربية طيلة الأسبوعين الماضين بموضوع الحرب الألكترونية التي ستكون نموذج حروب المستقبل حيث ستخاض الحروب فتخسر أو تكسب ألكترونيا . وهذا هو جوهر الإستراتيجية الأمريكية للعشرية القادمة التي كشف النقاب عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أخيرا ، والتي تتوجه إلي أعداء أمريكا المستقبليين وعلي رأسهم الصين التي أنشأت جيشا ألكترونيا تحت إسم " الجيش الأزرق" بلغت استفزازاته - حسب ما يقول الأمريكيون - حدا أصبح يهدد الأمن الأمريكي حيث اخترق وزارة الدفاع ، وصندوق النقد الدولي ، وقصر الأليزي ،ووكالة الإستخبارات الأمريكية ، وسرق معلومات حساسة في كل من شركة ابونيغ للطيران وشركة ميتشيبيشي اليابانية المسؤولة عن بناء المقاتلة الأمريكية f15 . . ومن بين الأعداء المفترضين الذين وضعتهم الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة ضمن أهدافها كلا من إيران ... والهاكرز !. وفي جلسة الإستماع التي عقدتها لجنة الدفاع في الكونجرس مع وزير الدفاع بانيتا لم يستبعد هذا الأخير أن تتعرض الولاياتالمتحدةالأمريكية لهجمة ألكترونية من طرف بعض القراصنة تشل المؤسسات الحيوية في أمريكا وتحدث دمارا لا يقل عن الدمار الذي أحدثه اليابانيون في هجومهم علي بيرل هاربر أثناء . أماريتشارد اكلارك ، المنسق السابق لشؤون الإرهاب في البيت الأبيض فقد حذر من شن هجوم ألكتروني إرهابي يدمر أمريكا في 12 دقيقة !. إنطلاق المقاومة الألكترونية لتحرير فلسطين وتتابع الصحافة العربية والإسرائيلية أخبار الهجمات الألكترونية المنسقة التي تتعرض لها إسرائيل منذ أكثر من أسبوعين والتي قادها الشاب السعودي " أوكسو عمر " وكذلك جماعة " الكابوس " المناصرة للقضية الفسلطينية . وأعتبر العديد من الكتاب العرب أن " النضال الألكتروني " أصبح بديلا للنضال المسلح ، وهو أقل كلفة ، ولا يحتاج إلي إذن من الحكومات أو فتح لجبهات ،ويمكن أن يحدث أضرارا كبيرة لإسرائيل إقتصاديا وأمنيا . وكان " أكسو عمر " قد اقتحم مواقع مصارف وشركات إسرائيلية ونشر آلاف البطاقات الإئتمانية التي تعود لأفراد إسرائليين . أما جماعة " الكابوس " ققد شلت عمل البرصة الإسرائيلية ، وعطلت موقع شركة العال الإسرائيلية . أما اليوم( الخميس) فقد تعرضت شبكة الإنترنت في إسرائيل لشلل جزئي إثر هجمات وصفت في إسرائيل بأنها الأشد منذ أن بدأت هذه الحرب الألكترونية . وقد استهدفت الهجمات هذه المرة مواقع شركات الإتصالات الكبري ، و شركات المواصلات العامة ، والمستشفيات ، والصحف القومية مثل صحيفة " هارتس " التي كتب المناضلون علي صفحتها الرئيسية : الموت لإسرائيل .. الحرية لفلسطين ..الكابوس سيصل إليكم قريبا .. سنختطف أربعة مثل جلعاد شليط ..!. وتحمل السلطات الإسرئيلية فريق Team Poison المسؤولية عن هذه الهجمات وهو فريق – كما تقول إسرائيل – يتكون من الكثير من القراصنة العرب ، من ضمنهم 50 فردا علي مستوي عالي جدا من الإحتراف !. كاتبة سعودية تتهم الشيخ عائض القرني بسرقة كتابها انشغلت وسائل الإعلام السعودية ،والخليجية بصورة عامة، بالحكم الذي أصدرته لجنة حقوق المؤلف في وزارة الإعلام السعودية علي الداعية المشهور عائض القرني ، بدفع غرامة قدرها 330 ألف ريال ومنع كتابه " لا تيأس " من التداول ، وسحبه من المكتبات . وكانت الكاتبة السعودية سلوي العضيدان قد رفعت دعوي ضد الداعية اتهمته فيها بسرقة كتابها " هكذا هزموا اليأس ". وقد وجه الشيخ الداعية رسالة طويلة إلي الكاتبة قال فيها :" إنه ليس عاجزا عن التأليف و أنه – لله الحمد - يستطيع تأليف كتاب كامل دون الرجوع إلي أي مصدر، وأنه قد حصل علي جائزة المؤلف العربي في البحرين . وقال إن المتنبي اتهم بالسرقة حتى أن بعضهم ألف كتاب " سرقات المتنبئ " وهو موجود في الأسواق ، وأن الحريري اتهم بسرقة مقاماته من مؤلف في الكوفة ،وأن إبن دريد سرق كتاب الجمهرة من كتاب العين للخليل بن أحمد ، وأن قصيدة " هذا الذي تعرف البطحاء " ليست للفرزدق ، وأن قصيدة " ثورة الشك " ليست للأمير عبد الفيصل بل هي لشاعر مصري ، فمن هو هذا الشاعر المجهول ؟ ( يقال والله أعلم إنه صلاح عبد الصبور!) . وقال إنه يضع بين يدي السيدة العضيدان تسعين من مؤلفاته تأخذ منها ما تشاء وتدع ما تشاء ..وما أخذت أحب إليه مما تركت ! وقال إنه لو كان مخالفه رجلا لكان الخِطاب أخذا وعطاء ، ومناقشة ومناصفة ، ولكن كما قال الشاعر : ولو أن فارسا خصمي لاتقيته ولكنها أنثي تعز وتكرم . وقد أنشا المتعاطفون مع السيدة العضيدان صفحة علي الفيسبوك لمساندتها والدفاع عن حقوق الملكية الفكرية .