تنتظر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة)، لغاية اليوم ، موافقة وجواب السلطات الجزائرية على رسالة مكتوبة وجهتها المنظمة أخيرا ، عبر السفارة الجزائرية بالرباط ، إلى رئيس الحكومة الجزائرية ، بشأن السماح لوفد منها بالذهاب إلى مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) . لمعاينة الوضعية الصحية المتردية لثلاثة صحراويين ، تقول المنظمة، إن جبهة البوليساريو ، تعتقلهم ، حسب إفادات عائلية توصلت بها ، وناشدتها بالتدخل لصالحهم. وكان بيان للمنظمة المغربية ، أشار في وقت سابق ، إلى أنها تلقت شكوى من عائلة، أحمد بلوح حمو، المعتقل بمركز غير نظامي ، يقع حسب البيان، بالقرب من مدرسة 9 يونيو بمخيمات" تندوف " تتخوف العائلة في الشكوى ،على مصير ابنها وتطالب بمؤازرة الهيئات الحقوقية المغربية والدولية . وطبقا لمعلومات توصلت بها عائلة المعتقل ،من أحد أبناء عمومته في تندوف ، فإنه دخل في إضراب عن الطعام ،منذ أكثر من شهر،و أنه حسب ذات المصدر يتعرض للتعذيب وإلى إشكال مختلفة من المعاملات الحاطة بالكرامة الإنسانية ، على يد قائد الناحية وتقول عائلة السجين إنه اعتقل منذ خمسة أشهر، ضمن مجموعة تتكون من :أحمد سالم شيباني حمو ومحمد السالك ولد كية، على خلفية معارضتهم العلنية لاستفراد قيادة جبهة البوليساريو بالقرار، وكذا رفض المعتقلين تحويل المساعدات الإنسانية لصالح عناصر محسوبة على قيادة الجبهة التي تشرف على اللاجئين في المخيمات. وحسب بيان المنظمة المغربية ، استنادا إلى عائلة بلوح ، فإن هذا الأخير سيحال على المحكمة العسكرية التابعة لجبهة البوليساريو، بناء على اتهام وجهه إليه مدير مركز الاعتقال الذي يوجد به. وتقول ، أمينة بوعياش ، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ، إن استعداد المنظمة للتوجه إلى تندوف، يندرج ضمن عملها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، مبرزة في هذا الصدد أن المنظمة تقوم بتتبع ورصد أوضاع حقوق الإنسان في المحافظات الصحراوية المغربية وذلك منذ سنوات ، وأوفدت في لذات الغاية ، لجنة لمتابعة المحاكمات التي تعرض لها ناشطون صحراويون على خلفية مشاركتهم في أحداث شغب واصطدامهم بقوات الأمن في مدينة العيون. وإلى جانب ذلك شاركت المنظمة في مراقبة أطوار العمليات الانتخابية في الأقاليم الصحراوية ، وأعلنت مواقفها في مناسبات عديدة ذات صلة بمجالات حقوق الإنسان. وانسجاما مع مواقفها ، ناشدت المنظمة المغربية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للتدخل العاجل لحماية ومساعدة السكان المدنيين ، إعمالا لمقتضيات لاتفاقية الرابعة لجنيف وتستغرب إحالة المعتقلين على المحكمة العسكرية بناء على اتهام صادر عن مدير السجن . وأخيرا فإنها تطلب من السلطات الجزائرية السماح بزيارة المعتقلين الثلاثة للاطمئنان على أوضاعهم الإنسانية. إلى ذلك ، أوضحت رئيسة المنظمة ، أنها تعتزم القيام بهذه المبادرة ، باستقلال تام عن السلطات المغربية ، كما أنها أخبرت ، الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ، مؤملة أن تسهل السلطات الجزائرية القيام بالمأمورية. يذكر أنها المرة الأولى التي تعبر فيها منظمة حقوقية مغربية عن الرغبة في التوجه إلى مخيمات "تندوف " لمعاينة أوضاع حقوق الإنسان بها. وتتزامن مبادرة المنظمة الحقوقية المغربية ، مع الجدل الدائر بين المغرب وجبهة البوليساريو ، بشأن أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء ، حيث فشلت الجبهة في إقناع مجلس الأمن الدولي ، توسيع صلاحيات بعثة "المينورسو " لتشمل التأكد من احترام حقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية ، في حين يطالب المغرب بفك الحصار المضروب على المخيمات ، وترك الحرية للاجئين ليقرروا الاختيار بمحض إرادتهم بين البقاء في جحيم المخيمات أو العودة إلى أرض الوطن كما فعل آخرون غيرهم نجحوا في تجاوز الأسلاك والحصار.