أعلن حزب العدالة والتنمية فوزه اليوم السبت في الانتخابات البرلمانية المغربية التي يتوقع ان تسفر عن تشكيل حكومة أقوى بعد تخلي الملك محمد السادس عن بعض السلطات لمنع اي امتداد لانتفاضات الربيع العربي الى بلاده. وسيكون حزب العدالة والتنمية ثاني حزب إسلامي معتدل يقود حكومة دولة بشمال افريقيا منذ بدء انتفاضات الربيع العربي بالمنطقة بعد تونس. ويحظى الحزب بتأييد الى حد كبير بين فقراء المغرب. ولكن الحزب سيضطر لتوحيد الصفوف مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومة. وقال عبد الاله بن كيران زعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي انه بناء على المعلومات التي تم تلقيها حتى الآن فان الحزب في طريقه لتجاوز توقعاته. وأضاف انه يعتقد ان الحزب في طريقه للحصول على ما بين 90 و100 مقعد من مقاعد البرلمان المؤلف من 395 عضوا. ولم يتسن للمسؤولين الحكوميين ان يؤكدوا على الفور إعلان الحزب والذي سيجعل حزب العدالة والتنمية واحدا من انجح الأحزاب السياسية في التاريخ الحديث. واحيا الملك محمد السادس عملية إصلاح هذا العام على أمل تقويض زخم حركة احتجاجية وتفادي الثورات التي شابتها أعمال عنف في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا. وسلم العاهل المغربي قدرا اكبر من السلطات للحكومة على الرغم من احتفاظه بالكلمة الأخيرة بشأن الاقتصاد والأمن والدين. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 6ر13 مليون من بين سكان المغرب البالغ عددهم نحو 33 مليون نسمة. وهذه تاسع انتخابات برلمانية يشهدها المغرب منذ استقلاله عن فرنسا عام 1956. وقال الطيب الشرقاي وزير الداخلية المغربي ان نسبة الإقبال على التصويت بلغت 45 في المائة بارتفاع عن انخفاض قياسي سجل عام 2007 عندما صوت 37 في المائة فقط من بين الناخبين المسجلين والذين بلغ عددهم 5ر15 مليون شخص. ولم تقدم الوزارة سببا للتغيير في عدد الناخبين المسجلين. وقال الشرقاوي للصحفيين ان الانتخابات جرت في ظروف عادية وفي جو من التعبئة التي تميزت بمنافسة عادة واحترام القوانين الانتخابية. وأضاف انه سيتم نشر النتائج الأولى في وقت لاحق اليوم السبت . وفي تناقض مع الانتخابات السابقة كان من المتوقع ان تشهد الانتخابات التي جرت امس الجمعة منافسة متقاربة بين حزب العدالة والتنمية وتحالف جديد من الليبراليين تربطه علاقة قوية بالقصر الملكي. ولكن مصطفى الخلفي وهو عضو في المكتب السياسي لحزب العدالة والتنمية ابدى تحفظا بين صيحات الانتصار. وأضاف انه لابد من انتظار النتائج النهائية لانه يوجد قدر كبير من التحايل ولذلك فان الحزب يأمل الا يكلفه ذلك ما ينبغي ان يكون نصرا مدويا له. وقال الحسن الداودي نائب زعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل ل "رويترز" انه بناء على التقارير التي قدمها ممثلو الحزب في مراكز الاقتراع في كل أنحاء المغرب فقد فاز حزب العدالة والتنمية. وأضاف ان الحزب فاز في الرباط والدار البيضاء وطنجة والقنيطرة وسلا وبني ملال وسيدي ايفني وذلك على سبيل المثال لا الحصر. وقال ان الحزب فاز بأكبر عدد من المقاعد. وامتنع الحسن الداودي وهو عضو بارز فيما يسمى بالتحالف من اجل الديمقراطية عن التعليق. وابلغ ادريس اليزمي الذي يرأس المجلس الوطني الرسمي لحقوق الإنسان لمحطة أصوات الاذاعية الخاصة ان مراقبين سجلوا انتهاكات من بينها إعطاء بعض الناخبين المحتملين طعاما. وقال انها لم تصل الى حد انها يمكن ان تؤثر الى المسار العام للانتخابات. وسيختار الملك رئيس الوزراء المقبل من الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد. ولكن من غير المحتمل ان يتمكن الحزب او الكتلة الذي يأتي في المركز الأول ايا كان من تشكيل حكومة بمفرده. وقال حزب العدالة والتنمية انه يهدف الى الحصول على أغلبية بتوحيد الصفوف مع ثلاثة أحزاب في الائتلاف الحالي الحاكم بما في ذلك حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال الذي ينتمي اليه الطيب الفاسي الفهري رئيس الوزراء.