قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تحقق في ما إذا كانت إيران زودت نظام العقيد معمر القذافي بالمئات من القذائف المدفعية الخاصة بالأسلحة الكيمائية التي أبقتها ليبيا سرية لعقود. ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) اليوم الاثنين عن مسؤولين أمريكيين وليبيين إنه تم العثور على القذائف التي عبأتها ليبيا بغاز الخردل السام من قبل الثوار في موقعين بوسط البلاد، وهي تخضع لحراسة مشددة ومراقبة على مدار 24 ساعة من طائرات من دون طيار. وقد دفع الاكتشاف إلى تحقيق تقوده الاستخبارات الأمريكية حول كيفية حصول الليبيين على هذه القذائف، وقالت عدة مصادر أن الشكّ الأكبر يحوم حول إيران. وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه "نحن شبه واثقين أننا نعرف" أن القذائف صممت حسب الطلب وأنتجت في إيران من أجل ليبيا. وقال مسؤولون أمريكيون ذكرت الصحيفة إنهم مطلعون على معلومات سرية إنه يوجد "قلق جدي" من أن تكون إيران قد زودت لبيا بالقذائف قبل عدة سنوات. وأشارت الصحيفة إلى أن إثبات إنتاج إيران لهذه القذائف سيزيد الضغوط المفروضة عليها والاتهامات الموجهة لها بالسعي لإنتاج سلاح دمار شامل. غير أن رئيس مجلس حقوق الإنسان في إيران محمد جواد لاريجاني نفى في رسالة الكترونية التهم ، وقال "أعتقد أن الولاياتالمتحدة تفبرك هذه التصريحات لإتمام مشروعها بالإيران فوبيا في المنطقة وحول العالم، وبالتأكيد هذه قصة أخرى من دون أساس لإظهار الجمهورية الإسلامية في إيران كشيطان". وتتناقض الترسانة التي عثر عليها في ليبيا مع الوعد الذي قطعه العقيد الراحل معمر القذافي عام 2004 للولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة بالإعلان عن كل الأسلحة الكيميائية الليبية والبدء في تدميرها. وقال مسؤول أمريكي آخر إن حكومة القذافي "كانت تخفي أشياءً لم تكن مؤمنة والعالم لم يعلم عنها". وأضاف مسؤول إن إيران قد تكون باعت القذائف إلى ليبيا بعد انتهاء حربها مع العراق التي استمرت 8 سنوات التي استخدم خلالها العراقيون غاز الخردل وغازات الأعصاب ضد عشرات الآلاف من الجنود الإيرانيين. وقال مسؤول إن ليبيا حصلت على القذائف خلال عدة سنوات. وكان مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي أيه) قالوا إن إيران أطلقت قذائف مدفعية كيميائية على جنود عراقيين عام 1988 وهي معلومات دعمتها وثائق سرية عثر عليها في العراق بعد سقوط بغداد.