انتقد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس الإثنين عدم دعوته من طرف إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما لحضور مؤتمر الأمن النووي الذي انعقد هذا الشهر في واشنطن .وقال إن هذا الاستبعاد قد يضر بالمساعي من أجل التخلص من الأسلحة النووية. وذكرالقذافي،الذي كان يتحدث عبر شريط فيديو، ان الفشل في دعوة ليبيا كان "خطأ سياسيا فادحا" بما أنها كانت آخر بلد يقوم بالتخلي طواعية عن برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل. مشيرا الى ان عدم مكافأة ليبيا على ذلك بدعوتها لحضور المؤتمر سيجعل من الصعب إقناع إيران أو كوريا الشمالية بالتخلي عن طموحاتهما النووية. وزاد القذافي قائلا في مؤتمر صحفي حول العلاقات الأمريكية- الليبية: "لقد كان خطأ ،كان يجب دعوة ليبيا، كان يجب شكر ليبيا". واضاف "لم يكن الأمر مفيدا للسلم العالمي ،ولم يكن مفيدا لنزع التسلح. هذا لا يشجع الآخرين على اتباع نموذج ليبيا. أريد أن أعبر عن أسفي الشديد لعدم دعوة ليبيا لحضور هذا المؤتمر". هذا،ولم يسبق للولايات المتحدة أن قدمت تفسيرا رسميا لماذا لم تتم دعوة القذافي. "لم تكن هناك أي محاولة لإقصاء أي بلد كان، لقد كانت هناك ببساطة حاجة لحصر عدد المشاركين لجعل الحوار مثمرا"، يقول المتحدث باسم الخارجية الاميركية ، مارك تونر. لكن بعض المسؤولين أشاروا إلى أنه كان هناك قلق من انخراط القذافي في ميولاته نحو إلقاء خطاب طويل أو استغلال الفرصة لانتقاد إسرائيل بسبب اتهامها بالتوفر على أسلحة نووية. وكرر القذافي انتقاده السابق لإسرائيل حول الموضوع النووي قائلا إنه ليس من العدل أن تتوفر دولة واحدة في الشرق الأوسط على أسلحة ذرية بينما ينكر هذا الحق على الآخرين. وقال أيضا إن الغرب لم يظهر امتنانا كافيا لليبيا جراء مساهمتها في الحد من انتشار التسلح. وقام القذافي عام 2003 بتفكيك برنامج لتطوير أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، مما أدى إلى تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة بعد عقود كانت تعامل فيها ليبيا كبلد منبوذ. وكانا الرئيس باراك أوباما وسابقه جورج بوش قد أشارا إلى ليبيا كمثال حي على أن الدول يمكن أن تستفيد من تخليها عن أسلحة الدمار الشامل. لكن القذافي اشتكى من أن المكافأة من تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة والغرب لم تترجم إلى مكاسب اقتصادية كبيرة. وقال لم يكن لذلك تأثير كبير على إيران أو كوريا الشمالية لإقناعهم بأن يحذو حذوه "لأن ليبيا لم تعوض عما قامت به من أعمال جيدة"، "بالتالي،يقول القذافي ، فان النموذج الليبي غير مغري بالنسبة لها. ويضيف" لم نستدع حتى لمؤتمر الأمن النووي بالتالي ليس لدينا في الواقع حجة قوية لاستعمالها أمام إيران أو كوريا الشمالية". واستقبل أوباما أكثر من 40 قائدا ومسؤولا رفيع المستوى من العالم في بمؤتمر الأمن النووي الذي التأم يومي 12 و 13 أبريل الجاري في واشنطن ، وكان من بين المشاركين دول تخلت عن أسلحة نووية أو برامج لتطويرها. ولم تتم دعوة ليبيا للحضور. وقال مسؤولون أمريكيون بعد المؤتمر أن ليبيا استدعت السفير الأمريكي لدى طرابلس لتنفس عن غضبها من الاستبعاد. *ترجمة: سعد الدين المزوق