رفض رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، دعم مسعى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لفرض عقوبات جديدة صارمة ضد إيران، وتساءل عن مغزى غض النظر عن نووي إسرائيل. ولفت رئيس الحكومة التركية، في كلمته بقمة الأمن النووي التي أنهت أشغالها، أول أمس بواشنطن، إلى أن العالم ما زال يغض الطرف عن إسرائيل، وهي ليست طرفاً موقعاً على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ويعتقد بامتلاكها لأسلحة نووية، فيما لا تزال عضواً في الوكالة الذرية. وأضاف متسائلاً لماذا لا يمكننا أن نقول الشيء ذاته للدولة التي لا تعترف بمعاهدة حظر الانتشار النووي؟ هذا أيضا مدعاة قلق بالنسبة لي.. من المهم أن نحاول اتخاذ خطوات للتغلب على تلك الصعوبات، حتى يتسنى لنا أن نعزز السلام في الشرق الأوسط. وتدافع أنقره عن مبدأ عدم امتلاك أي دولة في منطقة الشرق الأوسط للأسلحة النووية بما فيها الكيان الصهيوني الإجرامي ومحاسبة الجميع على قدم المساواة. وجاءت تصريحات أردوغان بعد تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن الولاياتالمتحدة تعمل على فرض عقوبات مشددة وذات عواقب على إيران في توقيت مناسب. وكان أوباما قال خلال مؤتمر صحفي، في ختام القمة التي استمرت يومين، إن عددا من أعضاء مجلس الأمن الدولي يعتقدون أن فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي هو الصواب. ولاحظ متتبعون أن أوباما تجنب الحديث عن البرنامج النووي الإسرائيلي بشكل صريح، بالرغم من امتلاكها أزيد من 200 رأس نووي مدمر تدميرا شاملا. وقال أوباما خلال المؤتمره الصحفي إنه لن يعلق على برنامج إسرائيل النووي، لكنه أضاف أن الولاياتالمتحدة دعت مرارا كل الدول للانضمام إلى اتفاقية حظر الانتشار النووي. وأشار أوباما إلى أن الصين تتعاون في الجهود التي تبذل لصياغة مشروع بهذا الشأن، وأوضح أنه أبلغ نظيره الصيني هو جينتاو أنه لا بد أن تكون هناك عواقب بالنسبة إلى إيران. والتقى الزعيمان الاثنين على هامش القمة. لكن الصين أعلنت، أول أمس، على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوي أن بلادها تعتبر أن الحوار والتفاوض يشكل أفضل السبل لحل هذه الأزمة، مشيرة إلى أنها تؤيد إستراتيجية المسار المزدوج مع إيران. ولم يشر الرئيس الصيني في كلمته أمام القمة إلى برنامج إيران النووي، لكنه قال إنه من الضروري اتخاذ تدابير فعالة لحماية الأسلحة والمواد النووية. وتعد إيران ثالث أكبر مصدر للنفط إلى الصين. وقالت جيانغ يوي المتحدثة باسم الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحفي في بكين تؤيد الصين استراتيجية المسار المزدوج وهي تؤمن دائما بأن الحوار والمفاوضات هما القناة الأمثل لتسوية القضية النووية الإيرانية. ويعني المسار المزدوج تقديم حوافز اقتصادية وسياسية لطهران إذا علقت تخصيب اليورانيوم والتهديد بفرض عقوبات في حالة رفضها. وكان نائب رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية بهزاد سلطاني قد أعلن، أول أمس، أن إيران ستنضم إلى النادي النووي العالمي خلال شهر واحد، في محاولة لردع أية اعتداءات محتملة على بلاده. من جهته، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي كان يتحدث في مركز أبحاث في واشنطن، إن أي عقوبات قد تفرض بسبب برنامج طهران النووي يجب أن لا تعاقب الشعب الإيراني. وتعليقات مدفيديف التي عبر فيها أيضا عن القلق من احتمالات سباق للتسلح النووي في الشرق الاوسط هي أحدث مؤشر على أن موسكو قد تؤيد فرض عقوبات جديدة على ايران. والتقى أوباما ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء في واشنطن لبحث ملف البرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم إن دا سيلفا وأردوغان تحدثا مع أوباما بشأن مقترحهما بالسعي لحل تفاوضي مع إيران من شأنه تجنب عقوبات جديدة يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تدفع واشنطن من أجل فرضها. وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لخدمة أغراض مدنية سلمية. في غضون ذلك، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده سترد بإيجابية إذا غيرت الولاياتالمتحدة سياستها تجاه طهران. وأضاف في تصريحات للتلفزيون الإيراني أذيعت فجر أمس الأربعاء أنه يعكف على صياغة رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرا إلى أن إيران لا تسعى إلى أي مواجهة مع الولاياتالمتحدة، على حد قوله. وأكد نحن مستعدون للحديث والتعاون مع الولاياتالمتحدة إذا تم احترام حقوقنا، وأشار إلى أن أوباما كان راغبا وربما كان قادرا على تنفيذ شعاره الذي وعد به للتغيير لكن في النهاية اضطر إلى الإذعان لضغوط الدوائر الصهيونية. وكان أوباما قد قال في كلمته بقمة الأمن النووي بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة، نواجه سخرية قاسية من التاريخ: لقد انخفض خطر حدوث مواجهة نووية بين دولتين، ولكن ازداد خطر وقوع هجوم نووي. واضاف لقد حاولت شبكات ارهابية مثل القاعدة الحصول على مواد لانتاج سلاح نووي، واذا نجحت في ذلك فإنها من المؤكد ستستخدمه. وتابع واذا فعلت ذلك، فستكون هذه كارثة على العالم تتسبب في خسارة جسيمة في الأرواح وتوجه ضربة كبيرة للسلام والاستقرار العالميين. ويرغب اوباما في أن يوقع زعماء العالم على خطة واقعية وقوية لتأمين المواد النووية في غضون أربع سنوات للحيلولة دون حصول الارهابيين عليها ودون استخدامها المحتمل في شن هجوم مدمر. وسعى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الذي تستأثر بلاده بأكبر المخاوف الدولية الى تبديد الهواجس من إمكانية استيلاء متطرفين على الأسلحة النووية مؤكدا ان بلاده قوة نووية مسؤولة. وقد رفض جيلاني، المسؤول في البلد المسلم الوحيد في العالم الذي يملك سلاحا نوويا معلنا، الاثنين الماضي، الدعوات الى التوقف عن إنتاح مواد انشطارية، مؤكدا أن باكستان تحتاج إلى سلاح رادع في مواجهة الهند منافسها التاريخي. وتقول معلومات صحافية ان الولاياتالمتحدة أنشأت بطريقة سرية مجموعة من قوات النخبة قادرة على التوجه سريعا الى باكستان لحماية الترسانة النووية اذا ما انهارت الحكومة الباكستانية. وأشار تقرير حديث نشر الاثنين الماضي ويحمل عنوان تأمين قنبلة عام ,2010الصادر من مبادرة التهديد النووي، إلى 18 حالة موثقة لفقدان أو سرقة اثنين من العناصر الرئيسية لإنتاج سلاح نووي. وتعتبر كل من إيران وكوريا الشمالية أبرز دولتين تغيبان عن المؤتمر الى جانب الكيان الصهيوني الذي ألغى رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو مشاركته في القمة لتفادي أي تدقيق حول سياسة بلاده النووية، رغم تقديرات خبراء مستقلين بامتلاك كيانه الإرهابي ل200 رأس نووي. وشارك زعماء ومسؤولون كبار من 47 دولة في أكبر قمة يدعو إليها رئيس دولة منذ عام 1945 عندما تجمع الزعماء في سان فرانسيسكو لتأسيس الأممالمتحدة.