أعلن موسى إبراهيم المتحدث باسم العقيد الليبي الفار معمر القذافي ان الزيارة التي قام بها الى طرابلس الخميس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هي "لتدشين المشروع الاستعماري واقتسام الكعكة الليبية". وقال إبراهيم في تصريح لقناة الرأي التي تبث من دمشق ان "الزيارة إعلان لتدشين المشروع الاستعماري في ليبيا وإعلان رسمي لبدء تنفيذ هذه المؤامرة (...) إنهم يستعجلون ثمار سقوط طرابلس في أيديهم لفترة مؤقتة، فهم يخشون طبعا من قدوم أمريكا وبعض الدول الأخرى لجني الكعكة الليبية كما يرونها". وأضاف "لقد أسرعوا بالحضور الى طرابلس كي يقيموا الاتفاقات السرية مع العملاء والخونة ويضمنوا الاستيلاء على النفط وعلى الاستثمار تحت مسمى أعادة الإعمار، وها هم الان يتكلمون عن إعمار ليبيا بمئات المليارات (...) هم يدمرونها ثم يعمرونها هم بأموال الليبيين، وهم ابعد ما يكون عن الإعمار، إنهم يتسابقون لنيل الكعكة الليبية". وقدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بحضورهما التاريخي الى طرابلس وبنغازي الخميس دعما عسكريا وسياسيا للسلطات الليبية الجديدة التي تسعى الى تعزيز شرعيتها الدولية بعد إمساكها بالعاصمة في موازاة معاركها المستمرة للسيطرة على المعاقل المتبقية لمعمر القذافي. وأكد إبراهيم الذي لم يكشف في الاتصال الهاتفي المباشر بالقناة عن مكان وجوده، ان الهدف من زيارة ساركوزي وكاميرون وسواهما من المسؤولين الأجانب الى طرابلس هي "تقوية عملائهم في ليبيا". وقال "تحاول فرنسا تقوية مراكز العملاء التابعين لها، وبريطانيا تحاول الدفع بوجوه سياسية تدور في فلكها مقابل من يدور في فلك الولاياتالمتحدة وقطر"، مؤكدا ان الهدف من هذا هو "تحويل ليبيا الى إقطاعية للغرب". وأضاف ان "هذه الزيارة قامت في ظروف امنية مشددة وغير مركزة في العاصمة طرابلس لأنهم حضروا في سيارات حربية وبحماية عسكرية ضخمة جدا وانتقلوا من المطار الى الفندق بطائرات مروحية وكانت زيارة خاطفة لأنهم يعرفون ان مجموعات من المجاهدين المقاومين موجودون في طرابلس". وأكد إبراهيم ان المعركة لم تنته وان القذافي سينتصر في النهاية. وقال "مستمرون في ملحمة الجهاد والمقاومة لتحقيق الانتصار واسترجاع ليبيا وتحريرها تماما من هذا المشروع الاستعماري. اؤكد ان المعركة ابعد ما يكون عن النهاية، نحن ما زلنا قادرين على الجهاد والمقاومة والانتصار"، داعيا الى "المقاومة السلبية والعصيان المدني". وأضاف "اطمئن الليبيين ان شراذم العصابات ضعيفة ومشتتة ومجموعات كبيرة منها توقفت عن القتال وأخرى غادرت ليبيا بالغنائم التي حصلت عليها واخرى توقفت عن القتال لخسارتها الكثير من الدماء والبقية ينتمون لجماعات متطرفة او يحركهم الحقد والشعور بالانتقام". وتابع "نحن لدينا آلاف (المقاتلين) والسلاح والذخائر والأموال والمشروعية (...) ولدينا الالاف المؤلفة من الشباب المتطوع الجاهز على كل الجبهات وكلهم حماسة وجهادية من الطراز العالي (...) وليس أمامنا من طريق الا الانتصار". ودعا المتحدث كلا من مصر والجزائر والسعودية الى "الانتفاضة ضد هذا المشروع الاستعماري". وعن سير المعارك في المدن التي لا تزال تحت سيطرة القوات الموالية للقذافي، أكد المتحدث انه "ابتداء من الغد ستكون هناك هجمات من حلف الناتو على المدن المجاهدة في سرت وبني وليد وسبها، سيكون هجوما متعدد المحاور والجبهات، ولكن اطمئن نحن جهزنا أنفسنا تجهيزا جيدا في هذه المحاور وسوف ندحر العدوان". وكان المجلس الانتقالي أعلن ان مقاتليه دخلوا اليوم الخميس مدينة سرت مسقط رأس القذافي ومعقل القوات الموالية له. وأضاف "عندما ينكسرون على أبواب سرت (شرق طرابلس) وبني وليد (جنوب شرق طرابلس) وسبها (جنوب) ستكون هزيمة قاصمة لظهورهم ومقدمة لتحرير طرابلس".