حل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بطرابلس في أول زيارة رسمية لهما إلى ليبيا بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. وتعد هذه الزيارة المشتركة الأولى على هذا المستوى لليبيا التي شهدت منذ بضعة أشهر عمليات عسكرية لحلف شمال الأطلسي ساهمت في الإطاحة بالنظام الليبي السابق ووصول المعارضة الليبية إلى السلطة. وتعد زيارة ساركوزي وكاميرون إلى ليبيا نصرا سياسيا لزعيمي فرنسا وبريطانيا خاصة أن دولتيهما كانتا في طليعة الدول التي دعت وشاركت في الحملة العسكرية الدولية ضد نظام القذافي. ومن المتوقع أن يعود هذا النصر في ليبيا على ساركوزي وكاميرون بمكاسب سياسية واقتصادية بعد تفكك نظام القذافي 7 أشهر بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام العقيد الفار. ولم يتأخر وزير الاقتصاد الفرنسي فرانسوا باروان في وصف هذه الزيارة بالتاريخية وبأنها دليل على النجاح الدبلوماسي والعسكري اللذين سيدعمان دور فرنسا في العالم كدولة ذات" تصور معين للحرية" . في حين قال جان ليونيتي وزير الشؤون الأوروبية إن هذه الزيارة تأتي كدعم أوروبي للعملية الانتقالية في ليبيا والدول العربية إجمالا للتحرر من الديكتاتورية. مما يعتبر "منعطفا تاريخيا" في السياسية الفرنسية. وتدور زيارة نيكولا ساركوزي وديفيد كاميرون في ظروف أمنية استثنائية حيث شارك أفراد شرطة فرنسيون في تطويق وتأمين الفندق الذي يقيم فيه الصحافيون وحدائقه وتم منع السيارات من دخوله كما تم تأمين الطريق بين مطار المعيتقية ووسط العاصمة طرابلس. ومن المتوقع أن يتوجه ساركوزي وكاميرون إلى معقل المعارضة بمدينة بنغازي بعد زيارتهما لطرابلس ويأتي ذلك في ظل تواصل المعارك العنيفة في مدينة بني الوليد التي لا تزال تضم جيوبا تابعة لفلول القذافي، كما أن العقيد القذافي لا يزال حرا ويقول المتحدث باسمه موسى إبراهيم إنه بصدد حشد قواته لمواصلة القتال. ومن المنتظر أن يحل غدا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بطرابلس الذي يقوم حاليا بزيارة إلى تونس بعد أن زار يوم أمس مصر.