تونس (رويترز) - غص المسرح البلدي بالعاصمة التونسية ليل الاثنين بجمهور غفير جاء لحضور حفل أحيته الفنانة التونسية سنية مبارك تكريما للشاعر الاسباني الراحل فديريكو جارثيا لوركا. وحمل الحفل الذي استمر ساعة ونصف الساعة عنوان "تحية الى لوركا وغرناطة" واشتمل على 15 أغنية باللغتين العربية و الاسبانية. وغنت سنية مبارك بعض قصائد الشاعر الاسباني التي ترجمها للعربية فرج شوشان وعبد العزيز قاسم ولحنها الطاهر القيزاني ورشيد يدعس ومنها نصوصا تترجم لأول مرة. كما شدت الفنانة التونسية بأغنية عنوانها "يا شاعر الحمراء يا آخر شاعر عربي" قالت انها تكريم للشاعر الاسباني الكبير لوركا. وكان فديريكو جارثيا لوركا شاعرا وأديبا ومخرجا مسرحيا في مطلع القرن العشرين ولقب بشاعر الثورة الاسبانية. ويقول البعض انه قتل عام 1936 في بداية الحرب الاهلية الاسبانية التي دارت بين عامي 1936 و1939 خلالة حملة عقاب جماعي في عهد الجنرال فرانثيسكو فرانكو. وقالت سنية مبارك "لوركا هو بكل صراحة عالم رائع في حد ذاته. أنا شخصيا يذكرني بمنور صمادح والشابي. هو بالنسبة الى عصره يعتبر ثوريا وما يعجبني فيه هو التمازج ين التراجيديا والفرحة في آن واحد." وكان الحنين الى الاندلس واضحا في هذا الحفل حيث غنت سنية مبارك قصيدة "جادك الغيث" للشاعر الاندلسي ابن الخطيب وقصيدة "في مدخل الحمراء" للشاعر نزار قباني في اشارة الى قصر الحمراء بغرناطة أحد أشهر الاثار الاسلامية باسبانيا. وصاحب سنية مبارك في حفلها مزيج من التخت العربي الاندلسي وايقاعات الفلامنكو الاسبانية. وقال الموسيقي والباحث التونسي محمد زين العابدين "لقد جاء الفلامنكو الاسباني من هذه التأثيرات العربية الاسلامية الاندلسية التي طبعت الموشح والزجل والفلامنكو. وكذلك آلة العود وما أفرزته من تطورات في آلة القيثارة والمندولين. وغنت سنية مبارك في الجزء الثالث والاخير من الحفل باللغة الاسبانية مجموعة من الاغنيات الشعبية مثل "نانا اشبيليا" و"لا تارارا". وذكر المسؤولون عن تنظيم الحفل الذي أقيم بمناسبة بدء فترة رئاسة اسبانيا الدورية للاتحاد الاوروبي التي تمتد خلال النصف الاول من العام الجاري أن الهدف منه هو إعلاء قيم التسامح والتعايش والتعاون علاوة على الاحتفاء بالتاريخ العربي والاسباني. وقال خوان مارتينيث السفير الاسباني لدى تونس "عبرت (سنية مبارك) بموسيقاها عن التسامح والتعايش والتعاون. نحن نتقاسم العديد من القيم التي نشترك فيها على جانبي البحر المتوسط." واستمتع الجمهور بالحفل وغناء الفنانة سنية مبارك. وأعرب الناقد الفني التونسي نجا المهداوي عن أمله في تنظيم حفلات مماثلة في الاندلس تغنى فيها قصائد شاعر تونس الكبير أبو القاسم الشابي. وقال المهداوي "من الجيد جدا أن نحترم ثقافة الاخر. ولكن أتمنى أن نسمع يوما أنهم قاموا في اسبانيا بترجمة أشعار الشابي ونظموا لها حفلات في غرناطة أو توليدو (طليطلة) أو مدريد. فلنكن نحن في طليعة من يفتح الابواب وقد فتحناها فعلا منذ زمان