سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تاج الدين الحسيني: الجزائر تحفظت على انضمام المغرب لمجلس التعاون.. والرباط متشبثة بالمغرب العربي قال إن حرية تنقل المغاربة بين دول المجلس غير وارد على المدى القريب
الرباط "مغارب كم": عثمان صديق يحضر المغرب لأول مرة اجتماع مجلس التعاون الخليجي المزمع عقده يوم الأحد المقبل بمدينة جدة السعودية ،من أجل التباحث بشأن أهم النقاط التي ستمكن المملكة من الانضمام الرسمي لنادي ملكيات دول الخليج. وقال تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية في حديث مع موقع "مغارب كم" إن المغرب أعرب بصيغة رسمية عن موافقته على الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا وجود تحفظات مغربية سواء فيما يتعلق بالمنهج أو المسطرة التي ستتبع من أجل الانضمام. مبرزا أن انضمام المغرب لا بد أن يتحقق وفق مجموعة من الشروط، أولها وضع استراتيجية متكاملة لتحديد مبادئ وشروط المسطرة المتعلقة بهذا الانضمام. وفي السياق ذاته، قال الحسيني إن هذا الاندماج يجب أن يتم بشكل تدريجي وعقلاني، مؤكدا على ضرورة التركيز في البداية على المنهج الاقتصادي باعتباره المنهج الحقيقي لتحقيق الاندماج، قبل الانتقال إلى مرحلة ثانية تسعى إلى التبادل الحر ورفع الحواجز الجمركية، ثم بعد ذلك السوق المشتركة، قبل التفكير في نماذج اندماج أخرى خصوصا فيما يتعلق بالميزان النقدي وميدان الاستثمارات. كما دعا المصدر نفسه إلى ضرورة تكييف المصالح المتبادلة بين الطرفين كأساس عقلاني لهذا الاندماج، معتبرا مسألة التكامل بين الطرفين مسألة ممكنة بالرغم من البعد الجغرافي الذي يشكل عائقا بين المغرب ودول الخليج. في سياق آخر، اعتبر الحسيني انضمام المغرب والأردن إلى دول الخليج يصب في محاولة إحداث توازن استراتيجي مع إيران من قبل الدول الخليجية، موضحا أن عدد سكان إيران يوازي عدد سكان دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى عدد سكان المغرب والأردن. وردا على سؤال "مغارب كم" بخصوص استفادة المغرب من هذا الاندماج. قال الحسيني إن المغرب بإمكانه الاستفادة من الجانب الاقتصادي والمالي، مشيرا إلى توفر بلدان الخليج على غلاف يسمى "الصناديق السيادية" والتي تفوق قيمته 700 مليار دولار. سيكون المغرب بوضعه الجديد أحد المستفيدين منه، خصوصا في دعم المبادرات الاقتصادية. كما سيستفيد المغرب، حسب الحسيني من تشجيع هذه الدول للاستثمارات الخليجية الخاصة من أجل الانفتاح على السوق المغربية. وأبرز أن المغرب يبقى بمثابة وجهة أساسية سياحية للسياح الخليجيين. داعيا في نفس الصدد إلى تأهيل السياحة كي لا تبقى وجهة للهو والعبث، حسب قوله. أما عن استفادة دول مجلس التعاون الخليجي من المغرب.فأوضح الحسيني أن المغرب بإمكانه أن يقدم نوعا من المساعدة في الميدان الأمني عبر تقنياته وخبرته العسكرية وكذا المساعدة في تكوين الفنيين والضباط الخليجيين، اعتبارا لسمعته العسكرية المعروفة في بعض دول الخليج، مشيرا إلى أن المغرب يشكل منصة من أجل ربط علاقات أفضل مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية من خلال وضعه المتقدم مع المجموعة الأوربية، و علاقته مع واشنطن التي وقع معها اتفاقية للتبادل الحر. وأضاف الحسيني أن العمالة المغربية إذا تحقق الاندماج الكلي للمغرب مع التعاون الخليجي، ستعوض عمالات أخرى حاضرة في الدول الخليجية، خصوصا المصرية والآسيوية. التي اعتبرها الحسيني وصلت حد الإشباع. معتبرا أن إمكانية استفادة المواطنين المغاربة من نفس حقوق المواطنين الخليجيين فيما يخص الحق في الإقامة والتنقل دون تأشيرة بين الدول الأعضاء تبقى غير واردة على الأقل في المرحلة الراهنة. وعن سؤال بشأن تأثير انضمام المغرب على الجارة الشرقيةالجزائر. قال الحسيني إن الجزائر تحفظت منذ البداية على هذا الانضمام، مذكرا ببعث الرئيس الجزائري مبعوثا خاصا عقب الإعلان عن نبأ الانضمام إلى كل من قطر والسعودية لمعرفة أسباب المبادرة. مؤكدا أن المغرب استبق الأشياء حين أكد تشبثه بالاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي، معززا ذلك بسمو الأعراف والمواثيق الدولية التي لا تمنع مثل هذا التعاون.