ساد جو من التقارب إحدى جلسات الحوار بين علماء دين وسلفيين معتقلين في السجن المدني بنواكشوط. وأنصت الجميع للدروس التي ألقتها بعثة وزارة الشؤون الإسلامية، وبثها التلفزيون الموريتاني، ضمن المراجعات التي تحاول السلطات من خلالها زجر معتنقي الفكر السلفي الجهادي عن الغلو. وتناول الفقيه اليدالي ولد الحاج احمد الكلام مستدلا بالقرآن والسنة وإجماع علماء الأمة على حرمة استباحة دم المسلم، وضرورة اتباع الكتاب والسنة كلما ورد خلاف في فهم وتأويل الأحكام. وأسهب الشيخ اليدالي في تعزيز دروسه بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحاح، وهو ما ذهب إليه المتدخلون من بعده، خصوصا الفقيه محمد عبد الرحمن ولد فتى، والفقيه محمد فاضل ولد محمد الأمين. وفيما لم تبتعد مداخلات السلفيين عن ذات النسق، غاب عدد من الذين يوصفون بأنهم عناصر بارزة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إذ لم يكن الخديم ولد السمان ولا ولد سدينا وهما من بين ابرز المتهمين بقتل السياح الفرنسيين في دجمبر 2007 عن الجلسة العلمية التي احتضنها السجن المدني في إطار الحوار الذي انطلق الثلاثاء. وكان الخديم ولد السمان قد طالب بتغطية الإعلام للنقاشات داعيا العلماء إلى التوبة في حال تم إقناعهم، متعهدا بتوبته هو وزملائه إذا ثبت لهم أنهم على ضلال. واستجابت الحكومة الموريتانية لطلب السلفيين نقل الجلسات للرأي العام، وقال الناطق باسم منسقية التفاوض مع المعتقلين إن الحوار مبشر جدا.