سيتوجه يوم الأربعاء القادم وفد يمثل عددا من الزوايا التي تنشط عبر مختلف الولايات، للمشاركة في المؤتمر العالمي حول نصرة المسلمين وإصلاح ذات البين، ويستعد الوفد الجزائري للقيام بوساطة بغرض جمع شمل الأشقاء الليبيين وحق الدماء، عن طريق الجلوس إلى طاولة الحوار وتنتظر مجموعة من الأئمة والمشايخ الحصول على ترخيص من قبل وزارة الشؤون الدينية، قبل التوجه إلى العاصمة الليبية طرابلس التي ستحتضن يومي الأربعاء والخميس القادمين مؤتمرا عالميا يتمحور حول إصلاح ذات البين، وهو يتزامن مع اشتداد الأزمة الليبية وتزايد مخاطر الانقسام التي عمقها التدخل الأجنبي بالمنطقة، فضلا عن إصرار المجلس الانتقالي الليبي على ضرورة رحيل العقيد معمر القذافي، وتغير مواقف فرنسا التي قالت بأنها تقبل ببقاء القذافي في ليبيا بعد تنحيه عن السلطة. وحسب ما أكده للشروق الشيخ محمد نور من زاوية عبد الرحمان الثعالبي بيسر ولاية بومرداس، فإن المؤتمر سيشارك فيه أئمة ومشايخ من مختلف البلدان الإسلامية والعربية، وبأن المشايخ الجزائريين اتفقوا مبدئيا على إلقاء مداخلات يدعون من خلالها الليبيين إلى جمع الشمل ووقف الاقتتال، بحجة أن العنف لا يحل لأبدا الأزمة، وبأنه ينبغي تبني منطق الحوار "وهي الرسالة التي يجب أن يتولاها العقلاء". ويؤكد ممثل الزاوية الثعالبية بأن المشايخ الجزائريين لا يميلون لأي طرف في لبيا، رغم أن الدعوة وصلتهم من الحكومة الليبية، وبأن غرضهم الأساسي هو الدعوة إلى الصلح وإصلاح ذات البين، ملمحا بأن الجزائر سبق وأن مرت بأزمة عصيبة خلال العشرية السوداء، واستطاعت أن تتجاوزها بفضل الاحتكام إلى العقل وتبني لغة الحوار والمصالحة . ومن المزمع أن يشارك في هذه التظاهرة مشايخ من مختلف الزوايا، الذين اتفقوا مسبقا على طبيعة الخطاب الذي سيتم إلقاؤه على الحضور، تناسبا مع فحوى المؤتمر الذي يدعو إلى التسامح والأخوة وترك الضغائن وإراقة الدماء، والتخلي عن العنف وإزهاق الأرواح، مستندين في ذلك إلى تجربة الجزائر في تجاوز المحنة التي عاشتها سنوات التسعينيات .