"الشرق الاوسط" الجزائر: بوعلام غمراسة بحث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، العلاقات الثنائية على خلفية التحضير لأشغال اجتماع اللجنة العليا المشتركة المرتقب في طهران قريبا، وتسلم دعوة للمشاركة في قمة «مجموعة ال15» التي ستعقد في إيران. واستقبل بوتفليقة أمس متقي في قصر الرئاسة بحضور الوزير المنتدب للشؤون الأفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل. وقال وزير الخارجية الإيراني لدى وصوله إلى مطار «هواري بومدين الدولي» إنه قدم إلى الجزائر حاملا دعوة من الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى الرئيس بوتفليقة، للمشاركة في قمة «مجموعة ال15» التي ستحتضنها إيران في منتصف مايو (أيار) المقبل. واعتبر الجزائر «من بين البلدان الهامة في المجموعة التي قررت أن يكون لديها برامج لمزيد من التعاون في ما بينها». ونقلت وسائل الإعلام الحكومية المحلية عن متقي قوله، إن زيارته «تهدف أيضا إلى التحضير لاجتماع اللجنة المشتركة العليا بين البلدين»، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية «متينة» وأنه «سيعمل خلال الزيارة على تعزيز روابط التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات». وأضاف: «سأتبادل مع المسؤولين الجزائريين وجهات النظر حول آخر المستجدات، سواء في المغرب العربي، أو في ما يخص نزاع الصحراء الغربية، أو أفريقيا، أو في ما يتعلق بالدول المجاورة، خاصة ما يجري في العراق وفلسطين». وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن محادثات جمعت متقي بمساهل «تناولت تقييم خريطة العمل التي اتفق عليها البلدان في اجتماع لجنة المتابعة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في طهران. وتتضمن خريطة العمل برنامج تعزيز التعاون المشترك في بعض المجالات هي التعليم العالي والصناعة والبناء والزراعة». كذلك، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن قضايا دولية وإقليمية، خاصة الوضع في فلسطين، ستكون في صلب محادثات متقي مع المسؤولين الجزائريين خلال الزيارة التي تدوم يومين. وأفادت أن البلدين وقعا 40 اتفاق تعاون في السنوات الماضية، خاصة أثناء زيارة نجاد إلى الجزائر العام الماضي. وشهدت العلاقات الجزائرية - الإيرانية تطورا هاما، منذ إنهاء القطيعة عام 2000 بعد وصول بوتفليقة إلى الحكم، وكانت الجزائر قطعت علاقاتها مع طهران في 1993 بسبب «ضلوعها في دعم الإسلاميين المتشددين». وتم تبادل الزيارات بين رئيسي البلدين، وأثمر التطور النوعي في العلاقات التوقيع على اتفاق إنشاء لجنة مشتركة تجتمع سنويا لبحث التعاون السياسي والاقتصادي والتبادل التجاري. وأبدت طهران رغبة في إقامة تعاون مع الجزائر في مجال الطاقة والمناجم. وتفيد إحصاءات رسمية أن حجم التبادل التجاري ارتفع من 9 ملايين دولار أميركي سنة 2006 إلى 25 مليون دولار سنة 2007. ووقع البلدان على مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع للإسمنت بالجزائر، وهو استثمار قيمته 220 مليون يورو، إلى جانب مشروع صناعة عربات القطار بين شركة «فيروفيال» الجزائرية وشركة «فاغون بارس» الإيرانية. وتم فتح مكتب تجاري لشركة صناعة السيارات «خودرو» الإيرانية التي تبيع منتجاتها في الجزائر منذ 2005.