أمام قبة البرلمان بالرباط، تجمع صباح اليوم أكثر من ألفي إمام، حسب تقديرات اللجنة المنظمة، قادمين من مختلف مناطق المملكة لرفع جملة من المطالب للجهات الوصية، بلغ عددها 19 في بيان وزعوه على الصحافة المتواجدة حتى المارة،حمل البيان الواقع في صفحتين عنوان "مسيرة أئمة وخطباء المساجد بالمغرب". ومن بين جملة المطالب التي تضمنها بيان الأئمة والخطباء المغاربة دعوة "الهيئات السياسية المداولة للسلطة قديما وحديثا مسؤولية إقصاء وتهميش وتفقير أسرة المساجد الذي أدى إلى تعطيل دورهم في المجتمع" وطالب الأئمة كذلك "بالإسراع في إقرار النظام الأساسي" للأئمة المتفرغين و"بجبر الضرر وبجبر الضرر وإرجاع كافة الأئمة المتفرغين المعزولين الذين لم يثبت في حقهم ما يسوغ فصلهم". "نعاني من التهميش والحرمان والمضايقات التي يتعرض لها أئمة المساجد والقيمون عليها بصفة عامة"، يقول عبد العزيز خربوش، عن اللجنة المنظمة. وأضاف أن الأئمة يعانون مما اسماه تعسف مندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وأنه يتم "السطو على المنح" المخصصة للأئمة كما أنهم تلقوا تهديدات من طرف المندوبيات لثنيهم عن المشاركة في المسيرة.على حد قوله. وتحدث خربوش عن أشكال أخرى من التعسف الذي يلحق أئمة المساجد على يد بعض رؤساء المجالس العلمية الإقليمية حيث أورد مثالا لجهة "تارودانت" بالجنوب المغربي ، التي عرفت "عزل ما يزيد على 100 إمام" مما اضطرهم إلى الهجرة إلى بلدان أوروبية وعربية كالإمارات العربية المتحدة "التي استقبلتهم وأكرمت وفادتهم"، يقول خربوش. وذكر عضو اللجنة المنظمة لمسيرة أئمة وخطباء المساجد بالمغرب أنهم وجهوا رسائل مكتوبة إلى الوزارة الوصية (الأوقاف) وراسلوها كذلك في مختلف وقفاتهم الاحتجاجية إلا أن "الوزارة لها أذان صماء لا تسمع"، حيث نهجت، يضيف خربوش، "سياسة الإهمال والإقصاء واللامبالاة في حق الفئة التي يتحدث باسمها. وسرد بعض الأئمة أمثلة لبعض "فقهاء الكتاتيب القرآنية ممن لا يتلقون أي تعويض" ومنهم من "يقوم بدور الإمام ومؤذن المسجد والقيم عليه" دفعة واحدة. وأوضحوا أن هناك أئمة آخرين "ممن يتعرضون للطرد من المساجد من طرف مسؤولين في الأمن أو الجماعة" التي يشتغلون بها. "الإمام ليست له أي حماية، يمكن أن يتعرض للطرد من طرف أي مسؤول"، يقول أحدهم. وتساءل إمام آخر "كيف يمكن أن يهان الإمام وهو يحمل لقب نائب أمير المؤمنين داخل المسجد؟". وطالب مجموعة من الأئمة الذين تحدثت إليهم "مغارب كم" "بإدماجهم في الوظيفة العمومية" مشددين على أن مبلغ 800 درهم الذين يتقاضونه مبلغ هزيل لا يكفي لسد احتياجاتهم. ولخص احدهم الموقف باللهجة الدارجة "800 درهم ما عندها ما تدير لينا" إلى ذلك، كان منظر الأئمة بجلابيبهم البيضاء ومنهم من كان يتأبط لبدة الصلاة، كان مثيرا حقا، لم يسبق للعاصمة المغربية أن رأت مثل ذلك العدد من حفظة القرآن يتظاهرون بهدوء وانتظام في قلب العاصمة المغربية في يوم حار. وعلى الرغم من أن الساحة المقابلة لمبنى البرلمان، باتت شبه محتلة يوميا، بالمطالبين بالحقوق من أي صنف، فإن الائمة، احتلوا الساحة في الصباح دون أن ينازعهم أحد فيها. ولوحظ في فترة أنهم كانوا ينتظمون في صفوف، طويلة ربما للتوجه إلى وزارة الأوقاف لإسماع مطالبهم.