نظم أئمة وخطباء مساجد مدينة ورزازات، صباح أمس الأربعاء، مسيرة احتجاجية شارك فيها أزيد 1200، يتحدرون من مدن طاطا، زاكورة، تنغير وورزازات وتارودانت. وقد ابتدأت المسرة من وسط المدينة في «ساحة 3 مارس»، مرورا بشارع محمد الخامس ومقري المجلس العلمي ومندوبية الأوقاف، حيث وقف المتظاهرون لتلاوة قصيدة نظمت في هذا الصدد، تُعبّر عن مطالبهم المشروعة، كما تمت تلاوة رسالة تضمنت جردا شاملا للأوضاع المزرية التي يعيش عليها القيّمون الدينيون، قبل ن تحط المسيرة الرحال بمقر عمالة الإقليم، حيث تم تكليف لجنة خاصة، سلمت رسالة خطية إلى عامل الإقليم، تضمنت لائحة بملفهم المطلبي. وقد ردد المتظاهرون، خلال هذه المسيرة الاحتجاجية، مجموعة من الشعارات المطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمنددة، في الآن نفسه، بالوضعية الاجتماعية المزرية للفقهاء والأئمة، التي يطبعها التهميش والإقصاء و»التصدق» على الأئمة بأجور شهرية عبارة عن «صدقات» لم تتجاوز في مجملها مبلغ 800 درهم، كما طالب المتظاهرون برحيل الوزير الحالي وتعويضه بوزير كفء من أسرة العلماء. وكان من جملة الشعارات التي رفعها المحتجون، «يا وزير يا توفيق، هاد الشي ما شي معقول».. «هذا عارْ، هذا عار، الائمة في خطرْ».. «يا وزير يا توفيقْ، باركا من التلفيق». وحسب بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي في ظل تعنُّت وزارة الأوقاف في الإقليم في الاستجابة لمطالبهم، «العادلة والمشروعة»، ولرفع الظلم والحيف اللذين يتعرض لهما الأئمة من طرف الجهات المسؤولة، المتمثلة في مندوبيات وزارة الأوقاف، «التي تمارس سلطة القمع ضد الأئمة وتنظر اليهم نظرة احتقار وازدراء، تحت ذريعة الوصاية على الشأن الديني، واعتبار القيمين الدينيين عبارة عن موظفين تابعين للمندوبية بدون مقابل، وبالتالي عليهم أن ينصاعوا للأوامر، كيفما كانت وإلا فإن مصيرهم الطرد». «فهل من المعقول -يتسائل البيان- أن يكون نواب أمير المومنين في المَحارب والمنابر «عالة» يتكففون الناس ويعيشون من العطايا والصدقات، وهم سروج الأمة وهداتها؟». واستطرد البيان نفسه أن «الوزير ما فتئ يظهر، في كل مرة، أمام وسائل الإعلام ليتحدث عن أن أوضاع القيّمين الدينيين على أحسن ما يرام، متحدثا عن الإنجازات الباهرة، التي تحققت في عهده وعلى منواله ينسج المناديب، وهذا جله تضليل للرأي العام وتسفيه لعقول الأئمة، ذلك أن جل مبادرات الوزير مبادرات مرتجَلة لا يرجى منها الكثير، وقد اتضح ذلك للقصي والداني». ومن جانبهم، أفاد مجموعة من الأئمة المتظاهرين، في اتصالات هاتفية مع «المساء»، أن «الأئمة عازمون على سلك كافة الأشكال النضالية، حتى تحقيق مطالبهم العدالة والمشروعة، والمتمثلة في إدماج الأئمة في الوظيفة العمومية، المتعلقة بالمساجد، ورفع «وصاية» وزارة الداخلية عن أئمة المساجد وإرجاع كافة الموقوفين، الذين لم يثبت في حقهم ما يسوغ فصلهم، وتمتيع الأئمة والمؤذنين من كبار السن بحقوقهم المشروعة، حفظا لكرامتهم، وفتح المدارس القرآنية والعلمية المغلقة وكذا معادلة الشواهد القرآنية والعلمية بشواهد أخرى، ثم طرح «دليل الإمام»، لمراجعة بعض بنوده «المجحفة» في حق القيّمين الدينيين. يشار إلى أن مندوب الشؤون الدينية في ورزازات حضر في الساعات الاولى من الصباح إلى مكان تجمع الأئمة قصد ثنيهم عن تنظيم مسيرتهم، مستعملا لغة التهديد والترهيب بدون جدوى، كما قام مراقبو المساجد، بدورهم، بمحاولات يائسة لم تنل من عزيمة الأئمة المحتجين، الذين صمّموا على مواصلة مسيرتهم، مهددين بتنفيذ اعتصام مفتوح، بمعية عائلاتهم، في حالة منعهم من حقهم المشروع في التعبير والإحتجاج. قد اتصلت «المساء» بالمندوب الإقليمي للشؤون الدينية لمعرفته وجهة نظره في الموضوع، غير أنه رفض الإدلاء بأي تصريح في الموضوع.