تعيش أسرة المعتقل زكريا بلعريف حالة من الترقب والقلق لمآل الوضعية الصحية لابنها الذي أصيب خلال التمرد الذي قاده المعتقلون في إطار ما يعرف ب "السلفية الجهادية" بداية الأسبوع الجاري بسجن الزاكي بسلا، برصاصتين، الأولى في عنقه والثانية في أسفل كتفه، حسب ما ظهر في شريط مصور تم تداوله على نطاق واسع عبر المواقع الالكترونية، حيث ظهر المعتقل بلعريف وهو يلفظ الدماء من فمه بعدما اخترقت إحدى الرصاصتين جسده حيث دخلت جهة وخرجت من الأخرى. وقد انتشرت أنباء في بادئ الأمر تؤكد وفاته. وفي اتصال ل "أخبار اليوم" بشقيق زكريا، أكد انه يرقد حاليا في مستشفى ابن سينا بالرباط، وأفاد بأنه توجه رفقة بعض أفراد أسرته الى الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، محمد الصبار، لطلب تدخله لتمكين أسرة بلعريف من رخصة زيارة ابنها والاطمئنان عليه في المستشفى. وأضاف شقيق زكريا بلعريف أن الصبار أكد له ولباقي أفراد أسرته ان حالة زكريا مستقرة حاليا. وعلى صعيد آخر، توجه نحو 60 شخصا من أفراد عائلات المعتقلين السلفيين طالبين تدخله لتمكينهم من زيارة ذويهم، إلا أنهم تيقنوا من ان إدارة السجن فرضت عقوبات على السجناء الذين قادوا التمرد بداية الأسبوع الجاري بالسجن المحلي بسلا، حيث تم عزلهم لمدة ستمتد الى أربعين يوما، كما ان بعض موظفي السجن يستعدون لرفع دعاوى قضائية ضد السجناء الذين يتهمونهم بالاعتداء عليهم. وفي السياق نفسه، انقطعت كل خطوط الاتصال التي كانت تربط بين المعتقلين والعالم الخارجي، وذلك مباشرة عقب الأحداث الخطيرة التي شهدها "الزاكي" وعدد من السجون في أنحاء المملكة بداية الأسبوع الجاري، والتي تمت على إثرها إعادة توزيع المعتقلين على مختلف سجون التراب الوطني، فبعدما كانت الهواتف النقالة هي وسيلة هؤلاء المعتقلين لنشر تصريحاتهم المصورة وشهاداتهم الحية للتعبير عن مواقفهم وإيصالها الى الرأي العام، يبدو أنه تم سلبهم هذه الوسيلة، حيث كشف مصدر مطلع ل "أخبار اليوم" أنه وعقب أحداث سجن "الزاكي" وما تلاها من تطورات، تم تفتيش المعتقلين وتجريدهم من كل وسيلة كانت تتيح لهم الاتصال بالعالم الخارجي، ولعل من ابرز هؤلاء المعتقل بوشتى الشارف الذي كان أول من أدلى بشهادة مؤثرة من داخل أسوار السجن، فجر من خلالها تفاصيل مروعة للتعذيب الذي يؤكد انه تعرض له داخل المعتقل السري بتمارة، فالشارف نقل الى وجهة مجهولة أو بالأحرى اختفى ولا يعلم أحد، بمن في ذلك زوجته، الوجهة التي تم نقله إليها. وقد كشف عبد العالي بريك، المتحدث باسم عائلات المعتقلين في إطار ملف "السلفية الجهادية" ل "اخبار اليوم" ان أنباء وصلت اليه تفيد بان السلطات كانت تعتزم الإفراج عن حوالي 120 معتقلا خلال الشهر الجاري في إطار الدفعة الثانية عقب المفرج عنهم منتصف شهر ابريل المنصرم، إلا أن الأحداث التي شهدها السجن المحلي وعدد من السجون الأخرى في عدد من المدن عطل هذه العملية وربما ألغاها كليا.