أفادت أنباء من داخل سجن الزاكي بسلا إصابة «زكرياء بن علي» أحد معتقلي ما بات يعرف ب»السلفية الجهادية» برصاصة على مستوى عنقه، على الساعة 8:45 من صباح الثلاثاء 17 ماي 2011، في حين تم إنقاذ «عبد الصمد الشردودي» المعتقل بسجن تيفلت على خلفية ملف «الرايضي» من الموت بعد محاولته الانتحار ليلة أول أمس الإثنين بوضع مشنقة على عنقه، وفي السياق ذاته، رمى أحد المعتقلين بالسجن المحلي بطنجة بنفسه من فوق سور السجن المحلي لطنجة ولا يزال في حالة غيبوبة. وفيما تتحدث مصادر من داخل سجن سلا عن إصابة 15 معتقلا بجروح متفاوتة، وأفاد والي جهة الرباط أنه تم نقل ما يقارب 41 فردا من قوات الأمن إلى المستشفى لتقديم الإسعافات إليهم. وبعد ليلة مشهودة من الرعب والترقب، فك المعتقلون المعتصمون بسطح سجن الزاكي بسلا قبيل ظهر أول أمس الإثنين اعتصامهم بعد مفاوضات قادها أحد قادة جهاز الدرك الملكي ومجموعة من المسؤولين، كما تدخلت صبيحة أمس الثلاثاء عناصر الدرك الملكي مستخدمة طائرات مروحية، كانت تحلق فوق سماء سجن الزاكي الذي عرف حالة طوارئ عشية وليلة أول أمس الإثنين استمرت إلى حدود ظهر أمس الثلاثاء. ومقابل الاعتصام الذي ينفذه المعتقلون بسطح السجن، عرفت جنبات سجن الزاكي منذ عشية أول أمس الإثنين حضورا كبيرا لقوات التدخل السريع، وأكثر من 30 سيارة للأمن وسيارات الوقاية المدنية وكذا سيارات الإسعاف، في مشهد يوحي بالاستعدادات الحربية، واستمرت التعزيزات الأمنية تتوافد إلى السجن إلى حدود الساعة الثانية والنصف صباحا، في حين نفذت عائلات المعتقلين ومجموعة من المعتقلين السابقين وبعض الحقوقيين اعتصاما أمام باب السجن مرددين شعارات أقواها «بنهاشم ديكاج». هذا، وعرفت مجموعة من السجون حالة من الطوارئ بعد صعود ما يقارب 240 معتقلا على ذمة قانون مكافحة الإرهاب إلى سطح سجن الزاكي، للاحتجاج على محاولة أشخاص مقنعين محاصرتهم وترحيلهم إلى باقي السجون، في حين تم أخذ المعتقل «بوشتى الشارف» للتحقيق معه ولم يتم إرجاعه إلى السجن. ومقابل رشق المعتقلين لقوات التدخل السريع بالحجارة، استعمل هؤلاء القنابل المسيلة للدموع، والقنابل المطاطية، وخراطيم المياه لحثهم على النزول من السطح، في حين سمع ذوي رصاصة في وقت متأخر من الليل خلقت نوعا من الخوف والهلع في صفوف عائلات المعتقلين والإعلاميين الذين كانوا يرابطون قبالة باب السجن. وتعرض مجموعة من المعتقلين للاختناق بفعل القنابل المسيلة للدموع بمن في ذلك معتقلو الحق العام وكذا بعض عناصر قوات التدخل السريع. وبالموازاة مع اعتصام سلا، اعتصم 18 معتقلا بسجن بوركايز بفاس فوق سطح السجن احتجاجا على ما يحدث بسجن سلا. وفي وقت متأخر من الليل، حضرت لجنة رسمية مكونة من 10 مسؤولين تقريبا، وطلبت إدارة السجن من الشيخ رفيقي عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص تشكيل لجنة للتحاور محاولة منهم في التأثير على المعتصمين الذين رفضوا النزول للحديث مع الإدارة. واشترطت اللجنة المكونة من «أبو حفص، سعد الحسيني، عبد الغني بوعسرية، محمد رويان» انسحاب القوات التدخل السريع التي حضرت بالعشرات وطوقت السجن، كما ألزمت اللجنة بأن تقدم لها وعودا تفيد بأن هذا الملف الذي طال لتسع سنوات سيعرف انفراجا في القريب، وألا تمس المكتسبات التي ناضل عليها السجناء منذ سنوات، وبعد نقاش لأكثر من ساعة انتهى على الساعة السادسة ونصف تقريبا من صباح أمس الثلاثاء وافقت اللجنة على شروط المفوضين، مما أسفر عنه تعليق الاعتصام. ومن جهة أخرى، عرف السجن المركزي بالقنيطرة حالة من الترقب في صفوف المعتقلين على خلفية الملف نفسه، وحسب مصادر «التجديد» فقد وضع بعض المعتقلين مشانق على أعناقهم مهددين بالانتحار في حال تعرض المعتصمين بسجن سلا لأي مكروه، وتم تسجيل ذلك في فيديوهات نشرت عبر اليوتوب. حالة الطوارئ هاته استنفرت قوات مختلف السلطات، والي جهة الرباطسلا زمور زعير، عامل عمالة سلا، مندوب إدارة السجون وإعادة الإدماج، والي أمن الرباط، القائد الإقليمي للدرك الملكي، رئيس المنطقة الإقليمية لمدينة سلا، رئيس الشرطة القضائية بولاية الرباط، رئيس الشرطة القضائية لسلا.