واصلت أسر معتقلي «السلفية الجهادية»، أمس، احتجاجها أمام السجن المحلي بسلا المعروف ب«الزاكي»، بعد محاولات انتحار معتقلين عبر إحراق نفسيهما، غير أن تدخلات النزلاء حالت دون تنفيذ هذه العملية، وهو ما دفع أهليهم إلى المبيت أمام السجن أول أمس. وأكدت حسناء مساعد، عن تنسيقية «الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة»، ل«المساء» أن اعتصامات أسر المعتقلين استمرت طيلة اليوم، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى الثامنة ليلا. لكنها قررت قضاء الليل أمام بوابة السجن بعدما علمت، حسب مساعد، بإقدام معتقلين على محاولة حرق ذاتيهما ومحاولة أحدهم الرمي بنفسه من فوق سور السجن فأصيب ببعض الكدمات، فيما وضع معتقل رابع مشنقة في عنقه وربطها برجله وهو يمشي فوق السور. وإلى جانب الأسر، يواصل أزيد من 700 من معتقلي ملف السلفية الجهادية في عدة سجون اعتصامات مفتوحة، للمطالبة بالإفراج عنهم من دون قيد أو شرط. ويوثق المعتقلون بسجن سلا احتجاجاتهم مرئيا، إذ نشروا أول أمس على موقع «يوتوب» تسجيلا يظهر معتقلين فوق السور الداخلي للسجن يرددون شعار «بفضلك مولانا جُد علينا أهلك من طغى وتجبر علينا» ويحملون لافتات تطالب بإطلاق سراحهم. ويخوض هؤلاء المعتقلون اعتصامهم بكل من سجون القنيطرة وتيفلت وآيت ملول وسلا والجديدة ووجدة، ويرفضون الدخول إلى الزنازن. كما صعد بعضهم فوق أسوار السجون وهددوا بإحراق ذواتهم. وبدأ الاعتصام في صفوف المعتقلين، يوم الخميس الماضي، بعدما سرى حديث حول إمكانية الإفراج عن المعتقلين السياسيين الخمسة، المعتقلين على خلفية ملف «بليرج»، وهو ما اعتبره بعض معتقلي «السلفية الجهادية» محاولة لتقليص ملفهم، خصوصا أن عددا منهم وضع طلبات من أجل الاستفادة من العفو الملكي. وأوضحت تنسيقية «الحقيقية للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة» أن محمد الصبار، الكاتب العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، زار المعتقلين المعتصمين وأجرى حوارا معهم. وأشار البيان إلى أنه أكد بأن المجلس لم يتلق أي تعليمات مباشرة للحل الشامل للملف، مبينا أن ملفات المعتقلين السلفيين قيد الدراسة حاليا.