أعلن المشير عبدالفتاح السيسى ترشحه للرئاسة، وقال فى بيان ألقاه أمس إنه لايمكن أن يجبر أحد المصريين على انتخاب رئيس لايريدونه، وأضاف مخاطبا المصريين: أتقدم لكم معلنا اعتزامى الترشح لرئاسة الجمهورية، وأن تأييدكم هو من يمنحنى هذا الشرف العظيم. وأضاف أننى سأكون فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب، وقال: لدينا مهمة شديدة الصعوبة ثقيلة التكاليف من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وقد وصلنا إلى حد لابد أن يكون هناك مواجهة أمينة وشجاعة لتلك التحديات. وأشار إلى أن هناك ملايين يعانون البطالة، وهذا أمر غير مقبول، وملايين يعانون المرض ولا يجدون علاجا، وهذا أمر غير مقبول، فمصر غنية بمواردها، وشعبها يعتمد على الإعانات والمساعدات، وهذا أمر غير مقبول، فالمصريون يستحقون حياة أفضل، بكرامة وأمن وحرية، ويكون لهم الحق فى الحصول على العمل والغذاء والمسكن، وشدد المشير على أنه لابد من إعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى حالة من الترهل تمنعه من النهوض والقيام بواجبه، ولابد من مواجهة ذلك بكل حزم، حتى يصبح وحدة واحدة، مشيرا إلى أنه يجب أن تعود عجلة الإنتاج للدوران بكل قوة لإنقاذ الوطن من مخاطر حقيقية. فيجب إعادة ملامح الدولة وهيبتها التى أصابها الكثير خلال الفترة الماضية. وأوضح أن ماشهدته مصر فى السنوات الأخيرة على الساحة السياسية والإعلامية داخليا وخارجيا جعل من هذا الوطن فى بعض الأحيان أرضا مستباحة للبعض، وقد آن الأوان ليتوقف هذا الاستهتار وهذا العبث، ويجب أن يعلم الجميع أن الاستهتار فى حق مصر مغامرة لها عواقبها ولها حساباتها، ومصر ليست ملعبا لطرف داخلى أو إقليمى أو دولى، ولن تكون، وقال إن اعتزامى الترشح لايصح أن يحجب حق الغير وواجبه إذا رأى لديه أهلية التقدم للمسئولية، وسوف يسعدنى أن ينجح أى من يختاره الشعب ويحوز ثقة الناخبين. كما شدد على أنه لن تكون هناك حسابات شخصية نصفيها، أو صراعات مرحلية نمضى وراءها، فنحن نريد الوطن لكل أبنائه دون إقصاء أو استثناء أو تفرقة، نمد أيدينا للجميع فى الداخل والخارج، معلنين أن أى مصرى أو مصرية لم تتم إدانته بالقانون الذى نخضع له جميعا هو شريك فاعل فى المستقبل بغير حدود أو قيود. وقال: يجب علينا أن نبذل جميعا أقصى الجهد لتجاوز الصعوبات التى تواجهنا فى المستقبل، مشيرا إلى أن صناعة المستقبل هى عقد بين الحاكم وشعبه، فالحاكم مسئول عن دوره وملتزم به أمام الله وشعبه، والشعب أيضا عليه التزامات من العمل والجهد والصبر، ولن ينجح الحاكم بمفرده، بل سينجح بشعبه والعمل المشترك معه. وقال نحن مهددون بالإرهاب من قبل أطراف تسعى لتدمير حياتنا وأمننا وسلامنا، مشددا على أنه سيظل يحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الخوف والإرهاب، وليس مصر فقط، بل المنطقة بأكملها. وأكد أن الأمل هو نتاج العمل الجاد، وهو الأمان والاستقرار والحلم فى أن نقود مصر لتكون فى مقدمة الدول وتعود لعهدها قوية وقادرة ومؤثرة تعلم العالم كما علمته من قبل. وقال: أنا لا أقدم المعجزات بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلا حدود، مضيفا: إننى أعدكم بأننا نستطيع معا شعبا وقيادة أن نحقق لمصر الأمن والأمان والاستقرار والأمل. وفيما يلى نص الكلمة: شعب مصر العظيم اليوم ، أَقِفُ أمامَكم للمرةِ الأخيرة بزيّى العسكريْ ، بعد أن قررتُ إنهاء خدمتى كوزير للدفاع ... قضيتُ عمُرى كله جندى فى خدمة الوطن ، وفى خِدْمةِ تطلعاته وآمالِهِ ، وسأستمرْ إن شاء الله . " اللحظة دى لحظة مهمة جداً بالنسبة لى ، أول مرة لبست فيها الزى العسكرى كانت سنة 1970 ، طالب فى الثانوية الجوية عمره 15 سنة ... يعنى حوالى 45 سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن ... النهارده ، أترك هذا الزى أيضاً من أجل الدفاع عن الوطن " . السنوات الأخيرة من عمر الوطن بتأكد أنّه لا أحدٌ يستطيع أنْ يُصبحَ رئيساً لهذهِ البلادِ دونَ إرادةِ الشعبِ وتأييدهِ ... لا يمكنُ على الإطلاقِ ، أنْ يجبرَ أحدٌ المصريينِ على انتخابِ رئيسٍ لا يُريدونَهُ ... لذلكَ ، أنا وبكلِّ تواضعٍ أتقدمُ لكمْ مُعلِناً إعتزامى الترشح لرئاسةِ جمهوريةِ مصرِ العربيةَ ... تأييدكم ، هو الذى سيمنحنى هذا الشرفَ العظيمْ . أظهرَ أمامَكمْ مُباشرةً لكى أتحدثُ معكم حديثاً من القلب - كما تعودنا - لكى أقولُ لكم إننى أمتثلُ لنداءِ جماهيرَ واسعةٍ من الشعبِ المصريِ ، طلبت منى التقدمُ لنيلِ هذا الشرفِ ... أعتبرُ نفسى - كما كنتُ دائماً - جندياً مكلفاً بخدمةِ الوطنِ ، فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب . مِن اللحظةِ الأولى التى أقفُ فيها أمامَكم ، أريد أن أكونَ أميناً معكم كما كنت دائماً ، وأميناَ مع وطنى ، وأميناً معَ نفسى . لدينا نحن المصريين ، مهمةَ شديدةُ الصعوبةِ ، ثقيلةُ التكاليفِ ، والحقائقَ الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية فى مصر ، سواء ما كانَ قبلَ ثورةِ 25 يناير ، أو ما تفاقمَ بعدَها حتى ثورةِ 30 يونيو - وصلَ إلى الحد الذى يفرضُ المواجهةَ الأمينةَ والشجاعةَ لهذه التحديات . يجبُ أنْ نكونِ صادقينِ مع أنفسِنا ، بلدُنا تواجهُ تحدياتٍ كبيرةٍ وضخمةْ ، واقتصادُنا ضعيف . فى ملايين من شبابنا بيعانوا من البطالةِ فى مصر ، هذا أمرٌ غيرُ مقبولْ . ملايينُ المصريين بيعانوا من المرضِ، ولا يجدوا العلاجِ ، هذا أمرٌ آخر غيرُ مقبولْ. مصر البلدُ الغنيةُ بمواردها وشعبها - تعتمدُ على الإعاناتِ والمساعدات ، هذا أيضاً أمرٌ غيرُ مقبول . فالمصريون يستحقونَ أنْ يعيشوا بكرامةٍ وأمنٍ وحريةٍ ، وأنْ يكونَ لديهِمُ الحقُ فى الحصولِ على عملٍ وغذاءٍ وتعليمٍ وعلاجٍ ومسكنٍ فى متناولِ اليدْ . أمامَنا كلنا كمصريين ، مهامٌ عسيرةٌ : - إعادةُ بناءِ جهازِ الدولةِ الذى يعانى حالةِ ترهلٍ تمنعه من النهوضِ بواجباتِهِ ، وهذه قضيةٌ لابد من مواجهتِها بحزمٍ لكى يستعيدَ قُدرتَهُ ، ويستردَ تماسكَهُ ، ويصبحَ وحدةً واحدةً ، تتحدثُ بلغةٍ واحدةْ . - اعادةُ عجلةِ الإنتاجِ إلى الدورانِ فى كل القطاعات لإنقاذِ الوطنِ من مخاطرَ حقيقية بيمر بها . - إعادةُ ملامح الدولة وهيبتها ، التى أصابَها الكثيرُ خلالَ الفترةِ الماضيةِ . ... مهمتُنا استعادةُ مِصرْ وبناءها . ما شاهدته مصر خلال السنوات الأخيرة ، سواءً على الساحةِ السياسيةِ أو الإعلاميةِ ، داخلياً أو خارجياً ، جعلت من هذا الوطنَ فى بعضِ الأحيانِ أرضاً مستباحة للبعضِ ، وقد آنَ الأوانُ ليتوقفَ هذا الاستهتارُ وهذا العبثُ ، فهذا بلدٌ له احترامُهُ وله هيبتُهْ ، ويجبْ أن يعلم الجميعُ أن هذهِ لحظةٌ فارقةٌ ، وأنّ الاستهتارَ فى حقِ مصرَ مغامرةٌ لها عواقِبُها ، ولها حسابُها ، مصرُ ليست ملعباً لطرفٍ داخليٍ أو إقليمىٍ أو دُوَلىٍ ... ولن تكون . إننى أعتقدُ أن إنجازَ برنامجِ خريطةِ المستقبلِ ، التى وضعتها القوى الوطنيةُ الأصيلةً ، فى لحظةٍ حاسمةٍ من عمرِ الوطنِ ، كان المهمةُ العاجلةُ أمامَنا ، وعلى طريقِ تنفيذِ هذه المهمةِ فقد نجحنا بحمد اللهِ فى وضعِ الدستورِ ، وها نحن نتخذ خطوتنا الثانية بإجراء الإنتخابات الرئاسية التى يعقبها الإنتخابات البرلمانية بإذن الله . إن إعتزامى الترشح ، لا يصحُّ أن يحجبَ حقَّ الغير وواجبهِ إذا رأى لديه أهليةَ التقدمِ للمسئوليةِ ، وسوف يُسعِدُنيِ أن ينجحَ أياً من يختارَ الشعبُ ، ويحوزَ ثقةَ الناخبين . أدعو شركاءَ الوطنِ ، أن يدركوا أننا جميعاً - أبناءَ مصر - نمضى فى قاربٍ واحدٍ ، نرجو له أن يرسو على شاطئٍ النجاةٍ ، ولن يكون لنا حساباتٌ شخصيةٍ نصفيّها ، أو صراعات مرحليةٍ نمضى وراءها ، فنحنُ نريدُ الوطنَ لكل أبنائِهِ ، دونَ إقصاءٍ أو استثناءٍ أو تفرقةٍ ، نَمُدُّ أيديِنا للجميعِ فى الداخلِ وفى الخارجِ ، معلنين أنّ أى مصريٍ أو مصريةِ لم تتمُ إدانته بالقانونِ الذى نخضعُ لهُ جميعاً ، هو شريكٌ فاعلٌ فى المستقبلِ بغيرِ حدودٍ أو قيود . رغمَ كلِ الصعابِ التى يمرُّ بها الوطنُ ، أقفُ أمامَكُم وليس بى ذرةُ يأسٍ أو شك ، بلْ كلّى أملٌ ، فى اللهِ ، وفى إرادتِكُم القويةُ لتغييرِ مصرَ إلى الأفضلِ ، والدفعِ بِها إلى مكانِها الذى تستحقُه بين الأممٍ المتقدمةِ . لقد حققتُم بإرادتِكم الكثيرَ .. لم يكنْ الساسةُ أو الجيشُ هما اللذان أزاحا النظامينَ السابقينِ ، ولكن أنتم الشعب . الإرادةُ المصريةُ عظيمةٌ ، نحنُ نعرِفُها وشهدناها ، ولكن يجبْ علينا أن ندركَ أنهُ سوف يكون محتمٌ علينا ، أن نبذلَ جميعاً أقصى الجهدِ لتجاوزِ الصعوباتٍ التى تواجَهُنا فى المستقبلِ . صناعةُ المستقبلِ هى عملٌ مشتركٌ ، هى عقدٌ بين الحاكم وبين شعبه ، الحاكم مسؤولٌ عن دوره وملتزم به أمامَ اللهَ وأمامَ شعبه ، والشعب أيضاً عليه التزاماتٍ من العمل والجهد والصبر ، لن ينجح الحاكم بمفرده ، بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه . الشعبُ المصريُ كله يعلم أنه من الممكنِ تحقيقُ انتصاراتٍ كبيرةٍ ، لأنهُ حققَها من قبلِ ، ولكنّ إرادَتَنا ورغبتَنا فى الانتصارِ لابدّ أن تقترنَ بالعملِ الجادِ . القدراتُ والموهبةُ التى يتمتعُ بها الشعبُ المصريُ منذ 7 آلاف سنة يجب أن تتحالفَ مع العملِ الجاد . العملُ الجادُ والمخلص من أجل الوطن هو السمةُ المميزةُ للدولِ الناجحةِ ، وسوف يكونُ العملُ الشاقُ مطلوباً من كلِّ مصرىٍ أو مصرية قادر على العملٍ ، وسأكونُ أولَ من يقدمَ الجُهدَ والعرقَ دون حدودٍ من أجلِ مستقبلٍ تستحقهُ مصرُ ... هذا هو وقتُ الاصطفافِ من أجلِ بلدنا . الحقيقة أنا عايز أصارحكم - والظروفُ كما ترونَ وتُقدّرونَ - أنه لن يكون لدى حملةٍ إنتخابيةِ بالصورةٍ التقليديةِ ... لكن بالتأكيد فإنه من حقّكُم أن تعرِفوا شكلَ المستقبلِ كما أتصورُهُ ، وده حيكون من خلال برنامج إنتخابى ورؤيةٌ واضحةٌ تسعى لقيامِ دولةِ مصريةِ ديمقراطيةِ حديثةِ ، سيتم طرحهما بمجرد سماح اللجنة العليا للإنتخابات بذلك ... لكن إسمحوا لى بأداءِ ذلكَ دونَ إسرافٍ فى الكلامِ أو الأنفاق أو الممارسات المعهودة ، فذلك خارجِ ما أراهُ ملائماً للظروفِ الآن . نحنُ مهددونَ من الإرهابيين . من قِبَلِ أطراف تسعى لتدميرِ حياتِنا وسلامِنا وأمنِنا ، صحيحٌ أنَ اليومَ هو آخرَ يومٍ لى بالزيِ العسكريِ ، لكننى سأظلُ أحاربُ كلَ يومٍ ، من أجلِ مصرَ خاليةٌ من الخوفِ والإرهابٍ ... ليس مصر فقط ، بل المنطقة بأكملها بإذن الله ... أنا قلت قبل كده وبكررها " نموت أحسن ، ولا يروع المصريين ". وأخيراً أتحدثَ عن الأملْ الأملُ هو نتاجُ العملِ الجادِ . الأملُ هو الأمانُ والاستقرارُ ... الأملُ هو الحلمُ بأن نقودَ مصرَ لتكونَ فى مقدمةِ الدولِ ، وتعودَ لعهدِها قويةً وقادرةً ومؤثرةً ، تُعَلّمَ العالمَ كما عَلّمَتهُ من قبلْ . أنا لا أُقَدّمُ المعجزاتِ ، بل أقدّمُ العملَ الشاقَ والجهدَ وإنكار الذات بلا حدود . وأعلموا ، أنه إذا ما أتيح لى شرفُ القيادةِ ، فإننى أعدُكُم بأننا نستطيعُ معاً ، شعباً وقيادةً ، أن نحققَ لمصرَ الاستقرارَ والأمانَ و الأملْ , بإذن الله . حفظَ اللهُ مِصرَ ، وحفظ شعبها العظيم ... والسلامُ عليكم ورحمته وبركاته.