كانت للمقادير كلمتها، حين غيرت مسار حياته - على غير رغبته - من الالتحاق بكلية الطيران بعد تخرجه فى الثانوية الجوية، ليلتحق بالكلية الحربية. ولعل القدر كان يهيئه لدور أكبر، فبدلاً من أن يصبح قائداً لسلاح الجو، وهو قمة المناصب القيادية للطيارين المقاتلين، صار قائداً عاماً للقوات المسلحة كلها، فى ظرف تاريخى غير مسبوق، وعند مفترق طرق مصيرى فى تحديد مستقبل مصر وشعبها. ومن يدرى ماذا تخبئ الأقدار لابن حى الحسين، الذى كانت صورته ممنوعة من الظهور، وكان اسمه محظورا الإفصاح عنه قبل ثلاث سنوات مضت، بحكم حساسية منصبه حينئذ كمدير للمخابرات الحربية، ثم أضحت صورته معلماً فى المنازل، وبات اسمه هتافاً على الشفاه منذ الثالث من يوليو الماضى.يؤمن السيسى إيماناً عميقاً بالقدر، ويرضى بما قسمه الله، لكنه يؤمن أيضاً بالسعى والاجتهاد والتفانى والتضحية من أجل بلوغ المقصد. يتمنى أن يرى »مصر قد الدنيا«، يدرك أن الطريق شاقة والتحديات جسام، لكنه أول من يعرف كم هى غلاّبة إرادة المصريين. فى الجزء الثالث من حواره ل»المصرى اليوم«.. أفاض الفريق أول السيسى فى الحديث عن القوات المسلحة بعد 40 عاماً من نصر أكتوبر.. تناول التحديات والتهديدات التى تجابه البلاد.. وتطرق إلى المساعدات العسكرية الأمريكية. كشف «السيسى» عن مفاجأة فى التحقيقات الخاصة بمذبحة الجنود الصائمين فى رفح، وعرض نتائج العملية «سيناء». تحدث «السيسى» أيضا عن خارطة المستقبل.. عن الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية. سألناه عن نشأته واهتماماته وعن الزعيم عبدالناصر الذى يقترن ذكره باسمه، وعن الرئيس السادات. وطرحنا عليه السؤال الذي ينتظر الملايين سماع إجابته عنه: ماذا لو طلبت منك الجماهير الترشح للرئاسة؟.. فى يوم 5 أغسطس عام 2012.. وقعت مذبحة رفح الأولى.. هل توصلت التحقيقات إلى نتائج محددة فى كشف المتورطين فى هذه المذبحة البشعة ؟ وهل صحيح أن مرسى عرقل التحقيقات وطلب من القوات المسلحة عدم الاستمرار فى العملية سيناء؟ أقدر فى البداية الاهتمام الوطنى لدى الناس، بالتعرف والإلمام بحقائق هذه المذبحة البشعة التى استهدفت أبناءنا، وهم يتأهبون للإفطار فى شهر الصيام، وسبق أن أكدت أن دم الشهداء لن يذهب أدراج الرياح، وتعهدت بالقصاص، والعملية سيناء الجارى تنفيذها على أراضى سيناء اليوم خير شاهد على العهد، إلا أننى أيضا أطلب الانتظار لحين انتهاء التحقيقات الكاملة بشأن الحادث، التى ستكشف لشعبنا عن معلومات وحقائق ذات أبعاد كثيرة وآثار متعددة تتطلب التأنى والتحسب والتدقيق. وأريد أن أقول إننا لسنا بحاجة فى الفترة الحالية لأن نقول كلاما يجعلنا نرى الأمر بنظرة قاصرة، حتى إن بعض المتدينين متألمون لما حدث، لأن الأمر يتعلق بضباط وجنود مصريين من نسيج المجتمع المصرى، وليسوا تابعين لجيش دولة أخرى، وأنا قلت وحذرت من أن هناك إشكالية كبيرة جدا، هى أننا لابد ألا نحول الخلاف السياسى إلى صراع دينى، وكثيرا ما حذرت من ذلك لأن هناك بعض الناس تتصور أن الأمر صراع ضد الإسلام، وهذا ليس حقيقيا بالطبع ولا يمكن أن يفكر مصرى وطنى بهذا الشكل. وكثير من الناس لم يكونوا يدركون حجم المخاطر المترتبة على غياب المؤسسة الأمنية، فى التعامل مع فكرة التطرف، لأنه يجب أن نكون على علم بأن هناك تديناً عاقلاً وسطياً وأن هناك تطرفاً، ونحن نريد الممارسة الدينية الرشيدة، ولابد أن تكون الدولة لديها جميع المؤسسات القادرة على رصد ومتابعة تطورات المجتمع، لأننى لا أستطيع أن أقول إن ال90 مليوناً الموجودين فى مصر على قلب رجل واحد، ولن يكون ذلك، فكيف تكون هناك دولة قوامها كل هذا العدد ولا توجد بها الأجهزة القادرة على رصد النشاط غير الآمن على المصريين وعلى الدولة المصرية ومتابعته، وكل الإشكاليات التى نواجهها الآن من أسبابها أن هذه الأجهزة غابت نحو 3 سنوات. هل توصلت نتائج التحقيقات فى مذبحة رفح الأولى إلى مؤشرات حول المتورطين ومدى صلة جماعة الإخوان أو حركة حماس بالمذبحة.. ومتى ستعلن نتائج التحقيقات؟ أستطيع أن أقول إن نسبة من المتورطين فى المذبحة تم القبض عليهم ويتم التحقيق معهم، وأرجو ألا نقفز على نتائج التحقيقات، نحن لا نسىء إلى أحد ولا نبرئ أحداً فى المرحلة الحالية. كم عدد المتورطين فى المذبحة؟ عددهم ما بين 25 و30 شخصاً، بعضهم دخل إسرائيل فى مركبة »فهد« استولوا عليها وماتوا بعد أن تم تدمير المركبة داخل الحدود الإسرائيلية، وهذا عمل طبيعى بالمناسبة، لكن العدد الأكبر كان قد هرب وتم القبض على بعضهم، وأنا لا أريد أن أختزل الأمر فى مسألة القبض عليهم وهل هم مرتبطون بجهة ما أم لا، فلابد أن يكون لدينا تصور للبناء الفكرى للتيارات المتطرفة، حتى نستطيع التعامل معها، لأن هذه القضية تحتاج منا كمجتمع وقفة، ولا تمر هكذا، فنحن لدينا إشكالية يجب أن نتصدى لها بالعقل والعلم والإرادة، لأننا فى النهاية نتعامل مع جزء من جسدنا ولو نجحنا فى أن نداويه أفضل من أن نقوم ببتره. هل لنا أن نتوقع نتائج حاسمة للعملية سيناء فى القريب؟ بالتأكيد، فقد شهدت الفترة الأخيرة تقدما كبيرا فى العملية »سيناء« بفضل شجاعة وإقدام وتضحية أبنائنا من القوات المسلحة وأشقائهم فى الشرطة، وتعاونهم مع سكان سيناء الذين يثبتون كل يوم مدى وطنيتهم وتضحياتهم من أجل هذا الوطن. إلا أننى أتوقع استمرار العمليات لفترة قادمة، ارتباطا بتعقيدات العملية، نتيجة تعدد أبعادها بحكم الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية ودائرة الجريمة التى تتشابك فيها أصابع الإرهاب مع عمليات التهريب والجريمة المنظمة بأنواعها، وكذلك احتياجات التنمية والتوعية الدينية. نحن حققنا نتائج مرضية فى الفترة الماضية، والقوات موجودة فى كل مكان بسيناء. هل نستطيع أن نقول إن هناك قدرا من السيطرة على سيناء؟ لأ مش قدر.. هناك سيطرة.. لكن لا نستطيع أن نقول إنها كاملة، لأن هناك عناصر فى منطقة العريش بالذات تعيش فى وسط الناس، ونحن نتحسب فى التعامل معها حتى لا نؤذى أحداً من الأبرياء. ننتقل إلى خارطة المستقبل.. هل ترى سيادتك أن مدة الشهور التسعة المحددة للمرحلة الانتقالية الثانية كافية لإنجاز الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خاصة فى ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة؟ إنجاز استحقاقات خارطة المستقبل دون تقييد وفى التوقيت المحدد أعتبره التحدى الرئيسى الذى يجب أن يعمل الشعب المصرى على تحقيقه من أجل تنفيذ أهداف ثورته، وإثبات أن الإرادة الشعبية تعلو جميع الرغبات والإرادات وهى دعوة لاحترام العالم لهذه الإرادة، وتحقيق ذلك خلال مدة 9 شهور أمر ممكن إذا توفرت الإرادة الوطنية، وتعاونت وتكاتفت القوى والأحزاب السياسية فى العمل، وإجهاض جميع محاولات عرقلة وإجهاض خارطة المستقبل. بالقطع.. تتابع مناقشات لجنة الخمسين، هناك من يطالب بتعديلات دستورية فقط، وهناك من يتحدث عن وضع دستور جديد.. هل ترى أنه بالإمكان الوصول إلى دستور عصرى حديث يليق بمصر؟ لابد من تكاتف كل الجهود، الإعلام والمجتمع المدنى والنخبة من أجل الوصول إلى المصلحة العليا للبلاد عن طريق الحوار والتوافق، لأنه فى النهاية لن يعلو صوت على صوت الحق، حتى لو كان التوافق على الدستور أو أى قضية مصيرية أخرى فى حدود نسبة 70%، المهم الحفاظ على تماسك البلاد، وأن نتجاوز المرحلة الخطيرة التى نمر بها حالياً. أما عن مسألة إجراء تعديلات أو وضع دستور جديد, فعبقرية القرار تأتى من القراءة الصحيحة المتأنية والعاقلة للمشهد، لقد اتفقنا على مطالب معينة ويجب أن نحترمها ولا نتجاوزها. إننى أدرك أن من حق الجميع أن ينشد المثالية فى كل الأمور، ومن بينها كتابة دستور مصر العظيم الذى يأتى بعد ثورة أبهرت العالم، لكن لابد أن ننتبه إلى شىء أهم هو أن الوطنية »مش مجرد كلام«، الوطنية عبارة عن ممارسة وسلوك وترجمة على أرض الواقع، وتغليب المصلحة العامة، على ما دونها، مهما كانت التضحيات، ومهما بلغت الخسائر الشخصية، ولابد لكل حزب أن يعى أن المهم فى النهاية ليس مجرد حصة فى البرلمان، أو مكاسب سياسية يمكن أن يحققها، لكن المهم هو المصلحة الوطنية العليا، فهى الهدف الأسمى الذى ينشده جميع الشرفاء، وهذا الهدف هو أغلى ما نرجوه، وأنا أرى أنه لو لم يدخل شخص أو حزب ما داخل منظومة الدولة فإنه من الأفضل فى هذه الحالة أن يتكاتف مع الجمع الموجود داخل هذه المنظومة، من أجل تحقيق الحلم المتمثل فى دولة ذات كرامة ومواطنين أحرار، هذا أفضل بكثير من أن أكون داخل هذه المنظومة دون أن أتمكن من خدمة البلاد، ولابد على كل من يشغل منصباً سياسياً أو حزبياً، أن يغلب المصلحة العليا للبلاد، لأن هذه المصلحة هى التى ستجعل »الكرامة« تسرى فى جميع العروق، بعد سنوات ذاق خلالها الشعب »مر الهوان« وقهر الظلم. والأهم أن البناء والتنمية والتقدم لن تتحقق فقط بدستور جديد وبرلمان ومؤسسات مجردة، لكن لابد أيضاً من أجل الوصول إلى الدولة العصرية الحديثة المتقدمة التى ننشدها وأن نكون صادقين مع أنفسنا، مؤمنين بأهمية التوافق والوحدة والتماسك مدركين خطورة العقبات التى تواجهنا، والتحديات التى تنتظرنا ونعمل جاهدين على الوصول لهدف واحد، هو كرامة ونهضة وريادة مصر والحفاظ عليها، وسط كم التحديات والمخاطر التى تواجهها، ولابد أن نتجاوز المرحلة الحالية بأقل جهد ممكن ليس بسبب أننا بذلنا جهداً كبيراً خلال المرحلة الماضية، لكن أيضاً لأننا نريد أن يكون هذا الجهد أقل دائماً، لنركز فى جوانب أخرى، ومنها التنمية والإنتاج. هناك من يطالب بانتخابات رئاسية قبل البرلمانية، هل تتفق مع هذه المطالبة؟ أم تفضل الإبقاء على مراحل خارطة المستقبل دون تغيير؟ بالتأكيد إن من يطالب بهذا له أسبابه ومبرراته وشواغله التى علينا أن نحترمها فى إطار حرية الرأى والتعبير. إلا أننا نقف فى مرحلة شديدة الحساسية والخطورة تستدعى منا السرعة فى التحرك للأمام لبناء مؤسسات الدولة وتوفير الظروف المناسبة لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق طموحات شعبنا وأهداف ثورته فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وتحقيق ذلك يتطلب منا الإسراع بتنفيذ خارطة المستقبل، التى جرى التوافق الوطنى حولها، وتجنب أى إجراءات تعرقل تنفيذها. فأى تغيير أو عرقلة لتنفيذ خارطة المستقبل لا يخدم الأهداف القومية وإنما يضر بالمصالح وأهداف الثورة. وأنا أفضل أن نقبل بتعديل الدستور فى أسرع وقت للانتقال إلى المرحلة التالية فى خارطة المستقبل، فالتحديات التى تواجه مصر جسيمة ونحن لا نملك ترف تضييع الوقت. هل كنت مستعداً لدفع الثمن، وأنت تنتصر لشرعية الشعب الذى قام بالثورة؟ أولاً أنا مش هاعمل أكثر من اللى أنا عملته فى التحديات اللى واجهتها بسبب موقفنا من الشعب وثورته، ولا أعتقد أن هناك ثمناً أكبر مما يحدث الآن، لكى تكون الأمور واضحة، أنا جئت موقعى ووجدت تياراً يحكم البلد، كنا نعامله بمنتهى الأمانة والإخلاص، وذمة وشرف، وحاولنا أن ينجح ليس حباً فيه ولا انحيازاً له، لكن كنا نتعامل بمنطق الوطنية الذى يتطلب التضحية بالنفس وبأى منصب، من أجل البلد. وكنت أنا أقول إن محصلة سقوط هذا التيار ستمس مصر، ونحن لم نكن نستهدف سوى مصلحة البلد، نريد للناس أن تتعلم تعليماً لائقاً، وتشعر بالأمان، وتعيش بكرامة وتكبر على عشق تراب الوطن، هذا ما كنت أتمناه. وأقسم بالله العظيم، أننى لم أفعل شيئاً ضد هذا البلد أو أعبث به لأننى أعلم جيداً أنا عملت إيه زى ما أنا شايفك أمامى الآن. وهذا ما يجعلنى واثقاً جداً من نفسى، مش بس عشان المصريين، لكن عشان ربنا اللى أنا رايح له، لأننى مهما فعلت ومهما وصلت إلى أى منصب وكان ربنا مش راضى عنى مش هاكون كسبان أى شىء، لأن هذا الموضوع يقلقنى جداً، لأننى يوماً ما سأقف أمام يدى الله، وسوف أسأل عن كل ما فعلت، فلا يمكن أن أكون قمت بأى عمل لا أدرك تماماً من واقع اجتهادى أنه الحق والصواب، على مدار عمرى منذ تشكل وعيى، وأنا فى هذا الإطار، كنت متيقناً تماماً، من خلال اجتهادى المتواضع، أنه الحق والصواب. وأقول لك إن كثيراً من النخب والسياسيين نسوا شكل الدولة المصرية، وما كانت ستصل إليه الأمور، لو الأوضاع استمرت على ما كانت عليه، قبل 30 يونيو، لمدة شهرين أو ثلاثة لأن الحرب الأهلية كانت ستقع خلال هذه الشهور القليلة لو استمرت الأوضاع على حالها. وهذا يقودنا إلى الحرب المعلوماتية التى تحدثت عنها، وهى أن تكون هناك »منصة« تقوم بهذا الدور، وهذه المنصة قد تكون مجرد »دويلة« يتم ترشيحها واختيارها فى ضوء مقومات تمتلكها وتمكنها من النجاح فى القيام بالدور المرسوم لها جيداً، وأنا أسأل سؤالاً مهماً جداً هو: »حد ييجى جنب المارد اللى اسمه مصر وينهش فى لحمه». المهم أريد أن أقول لك إنه لم يكن هناك ثمن أكبر من الذى كان يمكن دفعه يوم 3 يوليو. هل كانت أمنيتك منذ الصغر أن تكون ضابط جيش؟ لأ.. طيار حربى. أعرف أنك التحقت بالثانوية الجوية وتخرجت فيها، لكن الاختبارات الطبية حوّلت مسارك من الكلية الجوية إلى الكلية الحربية.. هل شعرت وقتها بالإحباط؟ لأ.. بالألم ولسنوات طويلة. تصاريف القدر إذن هى التى حولت مسارك، لعله لحسن حظك وحظنا، فلو تخرجت طيارا لكان أقصى منصب تصل إليه هو قائد القوات الجوية، لكنك أصبحت القائد العام للقوات المسلحة، وقُدت تدخل الجيش استجابة لثورة 30 يونيو.. ما الذى تقوله لأى شاب شعر بالألم مثلك فى بداية حياته؟ أقول له أن يسعى ويرضى، فلا يكتفى بالسعى دون الرضا، ولا بالرضا وعدم السعى، أقول له عليك بالسعى والقدر آت. من الشخصية التى تأثرت بها وتعتبرها قدوة أو مثلاً أعلى؟ سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الذين أقتدى بهم فى رشدهم فى فهم صحيح الدين. نشأت فى منطقة الأزهر والحسين، كيف تأثرت بأجواء تلك المنطقة التى تعتبر قلب مصر؟ فعلا هذه المنطقة المفعمة بالحياة هى قلب مصر، وهى التى شكلت الشخصية المتوازنة الوسطية التى نتعامل بها مع كل الناس.. المسلم والمسيحى، المصرى والأجنبى، وتأثرت كثيرا بفضيلة الإمام متولى الشعراوى، وعلم الشيخ صادق العدوى، وغيرهما.. ووجدانى، كمصرى متدين وسطى يعشق وطنه، تشكل فى ربوع الأزهر والحسين. أعرف أنك تحمل تقديرا كبيرا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات، كيف ترى كلاً منهما فى جملة؟ جمال عبدالناصر الزعيم الذى حمل هموم الشعب بإخلاص فلم ينسه الشعب، وأنور السادات.. اختيار القدر لاستكمال مسيرة الحرب والسلام. بماذا تشعر عندما ترى صورك مرفوعة بجانب صور عبدالناصر، وكيف أحسست عندما قال لك نجله عبدالحكيم إنك امتداد للزعيم والأقدر على قيادة الأمة؟ عندما يذكر أحد اسمى بجانب اسم الزعيم عبدالناصر.. أقول دائما يارب أكون على قدر هذه الثقة. أعرف أنك قارئ جيد، هل مازلت نهماً للقراءة رغم مشاغلك؟ أنا أعشق القراءة، وظللت قارئا نهما، أقرأ فى كل الأوقات والأماكن.. حتى عندما كنت قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية.. ولكن مشاغل العمل بعدها كمدير للمخابرات الحربية ثم قائد عام للقوات المسلحة قلصت الوقت المتاح للقراءة. من كاتبك المفضل؟ الأستاذ محمد حسنين هيكل. هل تجد وقتا بين مشاغلك لممارسة هواياتك القديمة؟ أهوى الرياضة والتأمل، ومازلت أمارس رياضة المشى. لك عبارة مفضلة، وهى أن مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا، كيف تصبح مصر قد الدنيا وتشهد نقلة كبرى فى التنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية..؟ متى نرى بلدنا كما نتمناه؟ مصر تمتلك مقدرات القوة الشاملة، من كتلة حيوية كالأرض والسكان والموقع الجيوبولتيكى/الجيواستراتيجى والمناخ، ومن موارد اقتصادية وسياسية، وعناصر القوى الناعمة، كالحضارة والثقافة والعقيدة، ما يسمح أن تكون قوة إقليمية فاعلة بمحيطها الإقليمى الذى هو صمام الأمن والسلام للنظام العالمى، وتحويل هذه المقدرات لقوة فاعلة مؤثرة، يتطلب توافقا وطنيا وإرادة قوية من الجميع للتعاون والعمل الحقيقى، ثم تخطيطاً واستراتيجية عملية تضع فى اعتبارها طموحات وآمال الشعب فى استعادة مشروعه الوطنى والقومى بالمنطقة.. ولا يتحقق هذا الإنجاز إلا بالإدراك الحقيقى للخطر والاحتياجات والإمكانيات والتكافل الاجتماعى حتى النهوض، وأمامنا نموذج الهند التى اقتربت عام 1991 من إعلان الإفلاس، ولم تملك فى حينه سوى ما يقرب من احتياطى نقدى يكفى أسبوعين، إلا أنها قررت العمل ووضعت هدفا ثابتا لتقدمها ونموها، حتى صارت اليوم ثالث أقوى اقتصاد فى العالم بعد الولاياتالمتحدة والصين.. ومازالت تعمل لتحتل المركز الأول. ما الرسالة التى تود أن توجهها للمصريين الآن؟ أقول: مصر منتظرة منكم الكثير، »مصر منتظراكم ارفعوا من شأنها«، فهى تستحق منكم أن تعانوا من أجلها.. مصر صبرت علينا كثيرا ولا يجب أن »نكسر بخاطرها أكثر من كده«. متى يعود الترابط واللُحمة بين كل أبناء الشعب؟ اللُحمة والترابط والتكاتف تعود بأفكار مبدعة وإدارة رشيدة. نأتى للسؤال الذى ليس منه بُد.. دائما تردد أنك تحت أمر الشعب وإرادته.. ماذا لو طلبت منك جماهير الشعب أن ترشح نفسك وتخوض انتخابات الرئاسة.. كيف سيكون موقفك؟ الأمر الذى تتحدث فيه أمر عظيم وجلل، لكنى أعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لطرح هذا السؤال، فى ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خطوات خارطة المستقبل التى سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن. ثم صمت السيسى لحظات.. وقال: الله غالب على أمره. متفائل بالمستقبل؟ متفائل.. علشان ربنا موجود. حواره: ياسر رزق عن «المصري اليوم»