أعلن المشير عبد الفتاح السيسي، استقالته رسميا من منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي و اعتزامه الترشح لرئاسة مصر. وقال خلال حوار مباشر عبر التلفزيون المصري، الأربعاء، ''شعب مصر أقف امامكم للمرة الأخيرة بالزي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي وقضيت عمري كله جندي في خدمة الوطن وتطلعاته وآماله وسيستمر إن شاء الله''. وأضاف ''اللحظة الحالية مهمة جداً بالنسبة لي أول مرة 1970 في طالب الثانوية الجوية عمره 15 سنة يعني من حوالي 45 سنة وأنا بتشرف بارتداء هذا الزي بالدفاع عن الوطن، واليوم أترك هذا الزي أيضاً للدفاع عن الوطن، والسنوات الأخيرة من عمر الوطن أن أكدت أن يستطيع أن يصبح رئيساً للبلاد ولا يمكن أحد أن ينتخب رئيس مش عايزينه''. وتابع "هناك ملايين من المصريين يعانون من المرض وهذا غير مقبول ومصر بلد غنية بمواردها وشعبها تعتمد على المساعدات والمعونات وهذا غير مقبولا، والمصريين يستحقوا أن يعيشوا بكرامة وحرية ويكون لهم الحق في الحصول على العمل والغذاء والتعليم والعلاج والمسكن وكل هذا لابد أن يكون في يد كل المصريين وأحنا أمامنا كلنا كمصريين مهام عسيرة، ولابد من إعادة بناء جهاز الدولة الذي يعاني بحالة من الترهل تمنعه من النهوض بواجباته". واستكمل "لابد من استعادة ملامح الدولة وهيبتها ومهمتنا استعادة مصر وبناءها وما شاهدناه خلال السنوات الأخيرة سواء على الساحة السياسية أو الإعلامية داخلياً أو خارجياً جعلت من هذا الوطن في بعض الأحيان أرض مستباحة للبعض، وآن الأوان أن يتوقف هذا الاستهتار وهذا العبث هذا بلد له احترامه وله هيبته ويجب أن يعلم الجميع أن هذه لحظة فارقة والاستهتار بحق مصر لها عواقب ولها حساب ومصر ليست ملعباً لطرف داخلي أو إقليمي أو دولي ونحنً لا نتدخل في شؤون الآخرين ولن نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا". واستطرد:" نجحنا في تنفيذ خارطة المستقبل ونحنُ الآن نتخذ الخطوة الثانية بإجراء الانتخابات الرئاسية التي يعقبها الانتخابات البرلمانية بإذن الله، واعتزامي الترشح لا يصح ولا يجوز أن يحجب حق الغير وواجبه إذا رأى لديه أهلية التقدم للمسؤولية، وهيسعدني أن ينجح من يختاره الشعب ويحوز ثقة الناخبين، وأدعوا شركاء الوطن أن نمضي في قارب واحد نرجوا له الرسو على شاطيء النجاة". وقال: "رغم كل الصعاب التي يمر بها الوطن أنا أقف أمامكم وليس بي ذرة يأس أو شك بل كلي أمل في الله وفي إرادتكم القوية لتغيير مصر إلى الأفضل والدفع بها إلى مكانها الذي تستحقه بين الأمم المتقدمة"، مضيفاً: "لم يكن القوى السياسية أو القوات المسلحة اللذان أزاحا النظامين السابقين بل الإرادة المصرية العظيمة ونحنُ نعرفها وشهدناها ولكن يجب علينا أن ندرك أنه سوف يكون محتم علينا أن نبذل جميعاً أقصى الجهد لتجاوز الصعوبات التي تواجهنا في المستقبل". وتابع: "لن ينجح الحاكم بمفرده بل بمشاركة شعبه، وأنا أكون أول من يقدم الجهد والعرق دون حدود من أجل مستقبل مصر تستحقه فالوقت هذا وقت الاصطفاف عشان خاطر بلدنا عشان خاطر مصر، ولدي رؤية واضحة تهدف لبناء دولة ديمقراطية وسيتم عرض الرؤية بمجرد سماح اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، واسمحوا لي أن يتم بدون إسراف في الإنفاق والممارسات، وهذا غير ملائم للظروف الحالية". وأضاف: "نحنُ مهددون من الإرهابيين، صحيح اليوم آخر يوم لي بالزي العسكري لكني سأظل أحارب كل يوم من أجل مصر الخالية من الخوف والإرهاب والفزع، وليست مصر فقط بل المنطقة بأكملها إن شاء الله، وقولت قبل كده وأكررها نموت أحسن ولا يموت المصريين اسمحوا لي أن أتحدث عن الأمل وهو الأمان وهو الاستقرار والحلم أن نقود مصر لتكون في مقدمة الدول وتعود لعهدها قوية ومؤثرة تعلم العمل". وأشار السيسي إلى أنه لا يستطيع أن يقدم كل شيء، ووعد المصريين بأن يحقق لمصر الاستقرار والأمان والأمل شعباً وقيادة، مضيفاً: "نستطيع معاً شعبا وقيادة.. حفظ الله مصر وحفظ الله شعبها العظيم".