باتت "المرحلة الانتقالية" ليس فقط مطلبا للشخصيات والأحزاب السياسية الرافضة والمتحفظة على "العهدة الرابعة"، بل امتدت حتى إلى محيط الرئيس المترشح، ولعل في التصريحات التي صدرت على لسان كل من وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وعبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، خير دليل. فكيف ينظر الموالون للعهدة الرابعة والمعارضون لها إلى "المرحلة الانتقالية" وما هي مواصفاتها لدى الطرفين؟ يرى النائب والقيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن حديث أنصار الرئيس المترشح عن "مرحلة انتقالية"، ليس سوى "مجرد محاولة من طرف الجناح الرئاسي لامتصاص غضب الجزائريين والوجوه المعارضة خاصة، الناتج عن ترشح رئيس مريض للانتخابات الرئاسية". ومضى بن خلاف معلقا على وعود الجناح الداعم لترشح بوتفليقة قائلا: "سمعنا الكثير من الوعود، لكننا لم نر أثرا لهذه الوعود على أرض الواقع. سمعنا الرئيس بوتفليقة عندما قال ذات مرة من سطيف: جيلي طاب جنانو، غير أن هذا الجيل لم يسلم المشعل للشباب، لذلك أقول إن هذا الكلام موجه للاستهلاك، والهدف من ورائه واضح، وهو تفويت الفرصة على المعارضة، لا غير". وكان وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، قد تحدث عن عزم الرئيس بوتفليقة تحويل "العهدة الرابعة" إلى مرحلة انتقالية (لو فاز بها)، فيما قال مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح، عبد المالك سلال، إن الرئيس بوتفليقة سيوسّع من صلاحيات المجالس المنتخبة في التعديل الدستوري الذي سيقدم عليه لاحقا. واعتبر النائب بالمجلس الشعبي الوطني مثل هذه التصريحات، في اتصال مع "الشروق" أمس، محاولة "لتبني مطالب المعارضة أمام الرأي العام لإظهار نوع من الانفتاح على الآخر، وبالمقابل يعمد (الجناح الرئاسي) إلى إفراغ هذه المطالب من محتواها"، واستدل المتحدث على قراءته هذه، بما حدث لحزمة الإصلاحات السياسية التي أطلقها الرئيس في خطابه يوم 14 أفريل 2011، والتي جاءت "ممسوخة" بعد مرورها على البرلمان، بالرغم من تسلم هيئة عبد القادر بن صالح أنذاك، تصورات الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية لمقترحاتها بشأن "حزمة" قوانين الإصلاحات. أما عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، رشيد عساس، فيتحفظ على إمكانية توجه البلاد نحو "مرحلة انتقالية" بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويرى أن "البلاد مرت بهذه المرحلة في النصف الأول من عشرية التسعينيات، عقب (إقالة أو استقالة) الرئيس الراحل، الشاذلي بن جديد، وأن ذلك سوف لن يتكرر مرة أخرى". وقال عساس في اتصال مع "الشروق" أمس: "مفهوم المعارضة للمرحلة الانتقالية واضح من خلال تصريحاتها، وهو يقوم على إنشاء مجلس تأسيسي مفتوح على الجميع، وتأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، ونحن نعتقد أن تلك المرحلة عاشتها الجزائر وباتت من الماضي، والتاريخ لا يعيد نفسه، وبالتالي أنا أعتقد أن بلخادم لا يقصد هذا الأمر إطلاقا". وأوضح القيادي بحزب جبهة التحرير الوطني: "نحن نعتقد أن البلاد عادت إلى مسار الانتخابات منذ رئاسيات 1995 بانتخاب الرئيس السابق اليامين زروال، ثم تشريعيات ومحليات 1997 رغم ما شابها من تزوير.. ونحن اليوم مقبلون على انتخابات رئاسية في 17 أفريل المقبل". وتابع عضو مجلس الأمة: "أعتقد أن بلخادم عندما تحدث عن المرحلة الانتقالية إنما كان يقصد مواصلة الإصلاحات السياسية التي أطلقها الرئيس بوتفليقة في العهدة المنتهية، والتي ينتظر أن تكلل بتعديل الدستور في العهدة المقبلة، ولا أظن أنه يتحدث عن بناء مؤسسات انتقالية أو تأجيل الانتخابات الرئاسية، وفق ما تريد المعارضة".