يخيم جدل على الساحة السياسية بالجزائر حول خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد خروج أسماء مسؤولين سابقين إلى العلن، في وقت لا يزال فيه المعني « غائبا » في مستشفى فرنسي. وتتداول الصحافة الجزائرية أسماء عدة مرشحين لخلافة بوتفليقة، أبرزهم الرئيس الأسبق الأمين زروال، ورؤساء الحكومة السابقون علي بن فليس، وعبد العزيز بلخادم، وأحمد أويحيى، ومولود حمروش، والوزير الحالي عبد المالك سلال، بالرغم من أنه بقيت قرابة سنة على انتهاء الدورة الرئاسية الحالية. وبرزت أسماء عديدة تقلدت مسؤوليات كبيرة في فترة سابقة، أهمها اسم الرئيس الأسبق زروال (1994-1999)، الذي يحظى باحترام لدى شريحة كبيرة من المواطنين والجيش، وعُرف عنه رفضه الاستجابة لأي دعوة رسمية من الرئيس بوتفليقة بخلاف الرؤساء السابقين، وكشف مصدر عسكري أن وفدا من الضباط التقى الرئيس زروال ببيته بولاية باتنة (440 كلم)، وأخبره أنه « الرجل الأنسب لهذه المرحلة » ولم يفصح الرجل صراحة عن موقفه، إلا أنه أكد "أنه لم يتوقف عن خدمة الجزائر بالطرق السلمية منذ مغادرته السلطة". أما الاسم الآخر الذي بدأت "آلة الترويج" له تعمل بكثافة، فهو رئيس الحكومة الأسبق والمرشح السابق لرئاسيات 2004 علي بن فليس، فقد دعته جمعية أبناء الشهداء لمنطقة الجزائر الحرة صراحة إلى الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة باعتباره الرجل الأجدر والأنسب. وفي المقابل يأتي اسم رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش (1989-1991). وبالرغم من التزامه الصمت منذ انسحابه من انتخابات 1999، فإن للرجل أصدقاء كثرا داخل المؤسسة العسكرية وفي حزب الأغلبية جبهة التحرير الوطني. ويرى أستاذ الإعلام والاتصال عبد العالي رزاقي أن هذه الأسماء -وجلها رؤساء حكومات سابقون- أهمها اسمان هما عبد العزيز بلخادم وعلي بن فليس، اللذان ينشطان ميدانيا في صمت. ويعتقد رزاقي في حديث للجزيرة نت أن السلطة الحقيقية في البلاد قد استقرت على جعل الوزير الأول عبد المالك سلال هو الرئيس المقبل للبلاد، ولكنه في الدور الثاني سيتنافس مع بلخادم أو علي بن فليس. لكن الكاتبة الصحفية حدة حزام لها رأي آخر إذ ترى أن الفصل في من سيخلف بوتفليقة على رأس البلاد لم يتم بعد، وأن الأسماء المتداولة أغلبها ليس له أي وزن في الساحة السياسية. وتعتقد حزام أن لرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس حظوظا كبيرة في الانتخابات المقبلة، لكن إذا ما دخل سلال السباق فسيختلف الأمر حسب تعبيرها. ويذكر أن الرئيس بوتفليقة نُقل في 27 أبريل الماضي إلى مستشفى فال دوغراس الفرنسي بعد جلطة دماغية عابرة لم تترك آثارا، حسب تعبير وكالة الأنباء الرسمية.