يجد مترشحو الانتخابات الرئاسية صعوبة في حشد المواطنين إلى تجمعاتهم الانتخابية، في عدد من الولايات، وإن كان معروفا أن نسق الحملات الانتخابية خارج الرئاسيات، في الجزائر، يبدأ ضعيفا في الأيام الأولى، إلا أن العزوف الشعبي عن تجمعات بحجم انتخابات رئاسية، يبقى يبحث له عن إجابة، في ظل ظروف سياسية واجتماعية استثنائية تمر بها البلاد. سجل حضور محتشم في التجمع الذي نشطه كل من عمارة بن يونس وعمار غول بسوق أهراس، حيث التحق بالتجمع عمال البلدية ومديرية الصناعة والمناجم، قبل أن ينتظر ممثلا الرئيس المترشح أكثر من ساعة حتى يتسنى للمنظمين ملء الكراسي الشاغرة، رغم حضور قادة خمسة أحزاب مساندة، وكذلك بالنسبة لعمار سعداني الذي وجد نفسه في قاعة شبه فارغة، ولوحظ أيضا صعوبة في حشد الجمهور في تجمع رباعين بخنشلة، وإن كانت القراءة الأولى، مثلما هو معتاد، تشير إلى أن نسق الحضور يبدأ بالارتفاع من الأسبوع الثاني للحملة. وقع "كوموندو" الحملة الانتخابية، لعبد العزيز بوتفليقة، إنزالا بولايات الشرق الجزائري، دون مدير الحملة عبد المالك سلال، من حيث التحق "العمارين" بن يونس وغول، بولاية سوق أهراس، لتنشيط تجمع انتخابي، في مسعى إلى محو آثار ما سموه الشاوية ب«الانحراف"، الذي سجله سلال، بينما شهد اليوم الثاني من الحملة، غزلا لسكان الشرق من حيث نشط الأمين العام للأفالان عمار سعداني ثلاثة تجمعات بكل من سطيف وعين ولمان والعلمة، والتحق بلخادم بسكيكدة لنفس الغرض. ونشطت أيضا مرشحة حزب العمال لويزة حنون، تجمعين بكل من سكيكدة التي حل بها بلخادم أيضا، بالإضافة إلى تنشيطها تجمعا آخر بقسنطينة، وبنفس الجهة، غازل مرشح "عهد 54" علي فوزي رباعين سكان خنشلة في تجمع شعبي. وكما التقى بلخادم وحنون بسكيكدة أمس، التقى كذلك المترشح الحر علي بن فليس ومرشح "الأفانا" موسى تواتي طلبا لأصوات الناخبين بأدرار، وهي الولاية التي بدأ منها مدير حملة بوتفليقة، عبد المالك سلال، كما التقى بن فليس أيضا بمرشح "جبهة المستقبل" عبد العزيز بلعيد، بولاية البليدة، ووجدا هناك أن عبد المالك سلال قد نشط حملته الانتخابية، وكلاهما من مدرسة الأفالان، ورغم ذلك، وجد ناخبو البليدة أنفسهم أمام خطابين، واحد موال للرئيس وآخر عكسه. ونأى المترشحون، خارج ممثلي حملة المترشح بوتفليقة، عن إبداء موقف حيال دعوة الانسحاب التي أطلقتها تنسيقية الأحزاب المقاطعة، وعكس ذلك، اعتبر تواتي أن "المقاطعة ليست حلا"، في تجمعه بإدرار، ويحاكي الجدال السياسي للمعارضة، بشان المشاركة والمقاطعة، منطق انقسامي، وسط المعارضة نفسها، ليس فقط في الجزئيات، ولكن في الكليات أيضا، من حيث رفع المترشح علي بن فليس، من سقف دفاعه عن ترشحه، في تجمعه بالبليدة، بالقول إنه "واجب وطني كما نادى الواجب الوطني الرجال في نوفمبر 1954". بينما لوحظ أن المترشحة لويزة حنون، خاضت أكثر من غيرها في تفاصيل برنامجها، ودعت إلى "تداول على السلطة لا يشمل من كان في النظام من قبل"، وبدا أنها كانت تقصد بن فليس. والملاحظ أن "المادة الانتخابية" في يوم الحملة الثاني، انزلقت من الشؤون السياسية، التي بقي، متمسكا بها ممثلو الرئيس المترشح، إلى "المناحي الاجتماعية"، لما دافع بن فليس عن معاشات المتقاعدين، وتأسيس نقابة الشرطة وتطوير الصحة والمدرسة، بينما راهن تواتي على "الاحتكاك بالمواطن في الشارع والحفاظ على كرامته ومحاربة مظاهر الحڤرة وحماية الطبقة الهشة من المجتمع وكذا الشباب".