رفعت الجزائر الأحد درجة استعداد 100 ألف جندي يرابطون على حدودها البرية مع كل من تونس وليبيا ومالي والنيجر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 أبريل/ نيسان المقبل، وفقا لمصدر أمني جزائري. يأتي ذلك فيما شنت قوات الجيش الجزائري عمليات تمشيط في مواقع عدة في الحدود؛ بحثا عن مخابئ تستغلها جماعات مسلحة تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بحسب المصدر ذاته. وقال المصدر الأمني إن "الجيش دمر خلال اليومين الماضيين عددا كبيرا من المخابئ في الصحراء قرب الحدود الشرقية وشرعت وحدات عسكرية في تمشيط مناطق صحراوية واسعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الشرقية مع ليبيا ؛ بحثا عن مخازن سلاح، ومخابئ يستغلها المهربون والإرهابيون". وأضاف المصدر أن قوات من الجيش الجزائري والدرك الوطني (التابعة لوزارة الدفاع) وقوات حرس الحدود بدأت عمليات تمشيط وبحث جديدة تعد الأكبر منذ عدة أشهر في مواقع عدة بالصحراء القريبة من الحدود مع ليبيا ومالي بمشاركة أكثر من 15 ألف من أفراد تلك القوات. وأوضح المصدر الأمني، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "العملية العسكرية الجديدة جاءت إثر تلقي تحذير من احتمال تسلل إرهابيين من شمال مالي، الذي يشهد عمليات عسكرية فرنسية ضد الجماعات الإرهابية ، إلى الصحراء الجنوبية للجزائر". وبحسب ذات المصدر فإن "بعض المواقع في الجنوب الجزائري تخضع حاليا لمراقبة مشددة من أجل منع أية عمليات تسلل للإرهابيين"، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية تتخوف من وقوع عمليات إرهابية كبيرة أثناء الانتخابات الرئاسية في الجنوب الجزائري. وتبحث قوات الجيش الجزائري في مواقع في الحدود مع ليبيا ومالي عن مخابئ يستغلها مهربو السلاح والتنظيمات الجهادية في الاختباء وإخفاء السيارات ذات الدفع الرباعي، والأسلحة وتمويهها عن مراقبة طائرات الاستطلاع . ولفت المصدر الأمني إلى أن العملية الحالية كانت معدة منذ عدة أسابيع، وتشارك فيها قوات خاصة معززة بوحدات من الدرك وحرس الحدود في تمشيط منطقة "عرش الشباشب" الصحراوية، التي تتشارك فيها ماليوالجزائر ومنطقة "أزجر" الجبلية على الحدود بين الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى منطقة "قارة آنستة" في الحدود مع ليبيا التي تعرف بأنها موقع مثالي يستغله المهربون والإرهابيون للتسلل من ليبيا إلى الجزائر وذكر المصدر أن عملية التمشيط الحالية ستتواصل حتى الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، من خلال تفتيش كل الصحراء على الحدود الشرقية بمشاركة طائرات مروحية، مشيرا إلى أن العملية أسفرت عن "تدمير مخابئ سرية بعضها كان يستغل من قبل مهربي المخدرات والأسلحة وبعض المخابئ المخصصة لإخفاء سيارات دفع رباعي. وبخوض الانتخابات الرئاسية الجزائرية ستة مرشحين هم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وعلي بن فليس، رئيس الوزراء الأسبق، الذي يعتبره البعض المنافس الرئيسي لبوتفليقة، وبلعيد عبد العزيز، رئيس حزب جبهة المستقبل، وتواتي موسى، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وحنون لويزة، الأمينة العامة لحزب العمال، ورباعين علي فوزي، رئيس حزب "عهد 54′′.