أعلن الجيش الجزائري مقتل مسلحين اثنين في عملية نفّذها في «أغريب» شمال شرقي تيزي وزو، شرق العاصمة الجزائرية، في إطار عملية متواصلة منذ نحو أسبوعين في إقليم منطقة القبائل. وبذلك يرتفع عدد المسلحين القتلى المنتمين إلى فرع «القاعدة» المغاربي في ذلك الموقع بالتحديد إلى ثمانية خلال أيام قليلة، ما يعطي انطباعاً بأن الجيش يحاصر مجموعة كبيرة من مسلحي «النواة الصلبة» للتنظيم. وليس واضحاً إذا كان أمير التنظيم «أبو مصعب عبدالودود» بين هؤلاء القادة. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن «عملية التمشيط التي ينفذها الجيش منذ 11 آذار (مارس) الجاري بمحافظة تيزي وزو، وبالضبط بمنطقة أغريب، أسفرت اليوم (أمس) عن مقتل مسلحين اثنين ومصادرة سلاحين من نوع سيمينوف»، وهو سلاح قنص روسي الصنع. وكانت قوات الجيش قتلت خمسة مسلحين في بداية العملية التي ما زالت مستمرة. كما أعلنت الجهات الرسمية مقتل سالمي بشير، وهو أحد أمراء السرايا، يوم الثلثاء خلال عملية التمشيط في منطقة أغريب بتيزي وزو. ويعطي تركيز عمليات الجيش على محور قرية أغريب الصغيرة انطباعاً بأن هناك تمشيطاً واسعاً بحثاً عن مجموعة كبيرة من المسلحين الذين يحاولون فك الطوق عنهم. وتقع أغريب على طريق المحور البحري الرابط بين تيزي وزو وبجاية، وهي منطقة غابية كثيفة صعبة التضاريس ويُعتقد منذ سنوات أن الصفوف الأولى ل «القاعدة» تحتمي فيها. وفي الإطار ذاته، تقوم قوات الجيش بعمليات عسكرية بعضها في قلب منطقة القبائل، وأخرى في محور البويرة التي تُعتبر طريق عبور لمسلحي «القاعدة» في طريقهم إلى جنوب البلاد أو شرقها. أما العمليات الأخرى للجيش، فتتوزع بين حدود تونس ومنطقة الصحراء. ويأتي تصعيد الجيش عملياته في وقت تستعد الجزائر لإجراء انتخابات رئاسية ترشح فيها الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة. ورخّصت وزارة الداخلية أمس لتنسيقية الأحزاب والشخصيات المنادية بمقاطعة الرئاسيات لتنشيط تجمع شعبي مقرر في 21 الشهر الجاري بقاعة حرشة في وسط العاصمة الجزائرية. ويأتي الترخيص لتحرك المعارضين بعدما منعتهم السلطات في السابق من تنظيم وقفة احتجاجية في مقام الشهيد في العاصمة. وكان وزير الداخلية الطيب بلعيز قال في وقت سابق إن الوزارة لن تسمح لدعاة مقاطعة الرئاسيات بالنشاط خلال الحملة الانتخابية. وفُسّر تراجع السلطة عن هذا الموقف والرضوخ لمطالب المعارضة بأنه يشير إلى خوفها من خروج المحتجين إلى الشارع لتنشيط تجمعات قد يصعب التحكم فيها.