أدى العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية مالي، ابراهيم بوبكار كيتا، اليوم صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بباماكو. وفي مستهل خطبتي الجمعة بين خطيب المسجد الكبير، حرمة الظلم على النفس، ودعوة المولى عز وجل المسلمين إلى عدم التظالم بينهم، مبرزا خصلة التضامن بين المسلمين، اقتداء بقول الرسول الكريم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وأضاف في هذا الصدد، أن الخير إذا أصاب واحدا من المؤمنين، فكأنما أصاب الجميع، وأن الشر يصيب الواحد أيضا فكأنما وقع ألمه على المجموع، مشيرا إلى أنه في هذا الحديث عظمة بالغة ودرس عظيم إلى المسلمين الذين لا يهتمون بأمر إخوانهم من كوارث ومحن ومصائب وفتن. وقال الخطيب إن الله تبارك وتعالى "أتم علينا نعمه مرة أخرى، بأن شهدنا طلعة أمير المؤمنين وسبط الحبيب النبي الأمين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشريفة"، مذكرا بأن جلالة الملك نصره الله ما فتئ يقتفي سبيل أسلافه الكرام من الملوك والسلاطين الأشراف الذين كانت لهم العناية التامة والرعاية الدائمة لمسلمي هذه الربوع الإفريقية، فسهروا على نشر تعاليم الإسلام فيها وترسيخ قيمه العظيمة السمحة. وأكد أن الملك محمد السادس، لم يزل يعلي مكانة المسلمين الأفارقة، ممثلين في علمائهم ومشايخهم، وذلك بدعوتهم لحضور الدروس الحسنية الرمضانية والمشاركة في الندوات العلمية واللقاءات الصوفية. وذكر الخطيب بأن الإسلام هو رسالة خير ورحمة وعطف على البشر وسائر الخلق، مبرزا من منطلق المنطوق القرآني خيرية أمة الاسلام التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أمة واحدة في مشاريق الارض ومغاربها، أمة ساوى الإسلام بين أبنائها، فلا فرق بين عربي وعجمي، ولا بين أبيض وأسود، أمة ربها الله وحده، ورسولها محمد، وأمة كتابها القرآن المبين، ومنهجها السنة الحكيمة، أمة عقيدتها واحدة وقبلتها واحدة وغايتها واحدة، أمة أهم مبادئها الحق والعدل والاخوة والمساواة. وفي الختام رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يبقي حفظه وعنايته وعطفه على الملك محمد السادس، وبأن يوفقه لما يحبه ويرضاه، ويجازيه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء ويحفظه في الحل والترحال. وبعد صلاة الجمعة تفضل محمد السادس بإهداء الجهات المكلفة بتدبير الشؤون الدينية بجمهورية مالي 10 الاف من نسخ المصحف الشريف في طبعته الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، قصد توزيعها على مساجد الجمهورية، كدفعة أولى في إطار تنفيذ التعليمات الملكية والقاضية بأن تقوم هذه المؤسسة بتزويد مساجد بلدان غرب إفريقيا بكل ما تحتاجه من مصاحف برواية ورش عن نافع، التي هي من الاختيارات المشتركة بين المغرب وهذه البلدان.