توحدت خطب صلاة الجمعة، أمس، عبر مساجد الجمهورية كافة للتذكير بوجوب الشهادة في حق ضحايا تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي والتي أودت بحياة 77 شخصا بينهم عساكر وأسرهم قادمين من تمنراست، وتعالت أدعية أئمة المساجد لتشمل رحمة الله شهداء الواجب الوطني، عقب الفاجعة الأليمة التي ألمت بالشعب الجزائري. وقد اصطف المصلون، عقب انتهاء صلاة الجمعة وراء أئمتهم لتأدية صلاة الغائب على ضحايا الطائرة التي تحطمت على مستوى جبل فرطاس بولاية أم البواقي، الثلاثاء الماضي، رافعين أكف الضراعة لمناجاة المولى عزّ وجل أن يسكن المتوفين فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. وفي خطبة الجمعة تحدث الأئمة عن الحادثة بكثير من الخشوع، وذكر بعض الأئمة بحادثة فقدان النبي صلى الله عليه وسلم لابنه، لتكون عبرة للمصلين ولعائلات ضحايا تحطم الطائرة. حزن في وادي نيني مسقط رأسه عاش سكان بلدية وادي نينى بفكيرينة بأم البواقي، أياما سوداء منذ تلقيهم نبأ هلاك الفقيد الطيار في القوات الجوية بولاية تمنراست، النقيب رمزي حمديكن، البالغ من العمر 30 سنة، أحد ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية بمرتفعات جبال الفرطاس ببلدية أولاد قاسم بعين مليلة. "الشروق" تنقلت إلى مسكن عائلة الضحية، فوجدنا شقيقه الأصغر عبد اللطيف، ووالدته وعمه يتأهبون للحاق بمقر قيادة الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، الوالدة العجوز انفجرت بالبكاء بمجرد أن ذكرنا اسم فلذة كبدها رمزي الذي خلف والده في رعاية إخوته منذ وفاته منذ سنوات، وهي الأسرة المتكونة من 4 أفراد وهو في سن الثانوية إلى أن تحصل على شهادة البكالوريا سنة 2000، بمعدل 15 من 20 ليلتحق بمدرسة الطيران بطفراوى سنة 2001، ليقضي بعد ذلك 13 سنة قبل أن يتخرج طيارا في سلاح القوات الجوية التي قضى بها 13 سنة. ويضيف أفراد العائلة وهم يذرفون دموعا حارقة لأنهم انتظروا عودة رمزي، وزيارة أهله لاسيما الوالدة، بعد أن غاب عنها منذ عطلة عيد الأضحى، في وقت تحوّل بيت عائلة الضحية التي تنتظر حسبما قيل لنا، تسليم جثمان الضحية رمزي خلال الساعات القليلة القادمة، إلى مزار للجزائريين لاسيما أصدقاؤه في الخدمة. عائلتان في الولاية تنتظران جثة فقيديهما تشييع جثمان جندي من ضحايا سقوط الطائرة بتيبازة تم امس بسيدي غيلاس غرب ولاية تيبازة، تشييع فقيد الولاية الثالث جعفر محمد إلى مثواه الأخير في جو مهيب بحضور السلطات العسكرية والمدنية، فيما لاتزال عائلتا خطاب وبوجدية، تنتظران التعرف على جثة فقيديهما لنقلهما وتشييع جثمانهيما بمسقط رأسيهما ببلديتي بني ميلك وتيبازة.. وأفاد أفراد من عائلتي حطاب وبوجدية انه وبعد ما تأكدا من ان ابنيهما ضمن تعداد ضحايا سقوط الطائرة العسكرية بولاية أم البواقي نهاية الأسبوع الماضي، توجه والدا الفقيدين إلى المستشفى العسكري بقسنطينة، غير انهما لم يتمكنا من التعرف على الجثتين المتفحمتين، الأمر الذي تطلب الخضوع إلى التحاليل الطبية لتحديدهما في انتظار نقلهما إلى مدينتي تيبازة وبني ميلك. الطارف تودع عريف صابر شهدت أمس بلدية العيون الحدودية بالطارف مراسيم توديع المساعد عريف صابر الذي هلك في حادث تحطم الطائرة العسكرية بجبال أم البواقي، واتسمت جنازة المساعد بحضور هائل للمعزين من كل مناطق الولاية وخارجها، بالإضافة إلى حضور قيادات من الجيش الوطني الشعبي والسلطات المدنية. وكان الفقيد في مهمة بتمنراست، أين أشرف على تدريب فرقة عسكرية وإعادتها إلى قسنطينة تحسبا لتوزيعهم على ثكنات الناحية العسكرية الخامسة. ويعد المساعد صابر أقرب إخوته الخمسة إلى والديه اللذين كانا ينتظران في كل مرة عودته إليهما، لما كان يقدمه لهما من رعاية وبر، كما أن عائلته عسكرية بمعنى الكلمة، ذلك أن المساعد هو ثالث أخوته الذكور وكلهم في صفوف الجيش الذي التحق به ولم يبلغ بعد سن ال18. وكان الجميع يمني نفسه بأن يرى صابر الشاب الذي لا تفارق البسمة وجهه عريسا هذا الصيف وقد بلغ 33 سنة من العمر قضاها في العمل على ضمان حياة كريمة لوالديه وأسرته. بوشيبة يحيى.. اختار صفوف الدرك فتوفي في تحطم طائرة تعيش بلدية امجدل بالمسيلة أجواء حزينة بعد أن تأكدت مؤخرا عائلة بوشيبة أنه من بين ضحايا تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي، ابنها الشاب يحيى بوشيبة من مواليد 1991 الذي دخل صفوف الدرك الوطني في أوت2011 بعد أن أنهى دراسته الثانوية، ومن خلال المعلومات التي استقتها "الشروق" من العائلة أن الخبر المأساوي وصلها بعد مرور حوالي 48 ساعة من زمن وقوع الحادث على اعتبار أن تحديد هوية الضحايا يقول المعنيون حالت دون ذلك. حالته وصفت بالخطيرة ووالدته هزّت مشاعر الملايين تحويل الناجي من حادثة الطائرة إلى مستشفى عين النعجة تم أول أمس، نقل الناجي الوحيد من حادثة الطائرة العسكرية التي أودت بحياة 77 شخصا، الشاب العسكري جلول نمير، ابن منطقة سيد عيسى بولاية الشلف، من المستشفى العسكري علي منجلي بالخروب بقسنطينة، إلى مستشفى عين النعجة العسكري، ووصفت مصادر ل"الشروق" حالته بالخطيرة جدا، وعكس ما تداولته بعض الأوساط عن استرجاع الناجي لوعيه وخروجه من الغيبوبة التي دخل فيها منذ حادثة الثلاثاء، ونفت مصادر "الشروق" أي تحسن في حالته الصحية بدليل عدم تمكن عائلته ومنهم والدته الحاجة خضرة، من التحدث إليه أو مشاهدته بعد أن توجهت إلى المستشفى العسكري بقسنطينة، ومنه إلى عين النعجة في العاصمة، وكان تصريح الوالدة ل"الشروق" قد أثار مشاعر الجزائريين الذين بقدر ما دعوا بالرحمة على روح الضحايا بقدر ما دعوا في صلاة جمعة نهار أمس، بالشفاء ونجاة الشاب جلول نمير، ابن الواحدة والعشرين من العمر، الذي طلب من والدته أن لا تكلمه هاتفيا لأن خطه سيكون خارج مجال الغطية، عندما باشر ركوب الطائرة من مطار تمنراست، حتى لا تكلف نفسها ماديا ومعنويا، إلى أن يكلمها هو، وهو الوعد الذي طالبت به الأم التي أصرت أمام الأطباء على أن تسمع حديث ابنها لأنه وعدها أن يكلّمها، ولم يحدث وأن وعدها وأخلف في حياته.