حل الروائي واسيني الأعرج المتوج مؤخرا بجائزة الإبداع الروائي العربي لسنة 2013، عن روايته "أصابع لوليتا" ضيفا على "صدى الأقلام" بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي. وكانت المناسبة فرصة للإبحار في إبداعاته ومناقشة أفكاره. وفرصة لصاحب كتاب "الأمير" أيضا للتوضيح والوقوف عند بعض محطات النقد والإشاعة، حيث علق على محاولة البعض النيل من نجاح "أصابع لوليتا" بالترويج لفكرة أنها مجرد دعاية لماركة العطر الفرنسي "لوليتا" بالقول مازحا "على الأقل قد أحصل على مال وفير ". كما رفض في نفس السياق أن تصنف روايته التي غاصت في أعماق نفسية فتاة عصرية تتحول إلى العمل الإرهابي بسبب تأثرها بعدة عوامل أهمها اغتصابها على يد والدها، والتي خاضت في الممنوع أو المسكوت عنه بأسلوب أدبي راق أن تصنف على أنها أدب ملتزم. فالأدب الملتزم _حسب واسيني- ولى زمنه وأصبح من الماضي. وتطرق في معرض حديثه إلى الظروف التي ساهمت في تغذية "أصابع لوليتا" وإنضاجها، خاصة وأنها تزامنت مع أشرس الحملات الفرنسية ضد المسلمين والعرب .وأكد أنه ورغم إقامته لعشريتين في فرنسا إلا أن الفترة الأخيرة كانت الأكثر تحريضا على العنصرية. وهي الظروف التي زادته إلهاما وقربته من مشاعر الانهزام والسلبية التي سكنت بطلة الرواية ودفعتها دفعا إلى الانتحار. ودافع واسيني عن لغة الرواية التي حرص على أن تكون مزيجا بين الشعرية والسرد كما وضح خلفية خيار الكتابة باللغة العربية، رغم أن الموضوع كان إنسانيا ويعني القارئ الغربي كثيرا، ولكن واسيني اختار أن يقدمه باللغة التي تربطه بها علاقة تجاوزت "الإرث" إلى "الغرام"-حسبه-. كما نفى واسيني الأعرج أن يكون قد قصد الدفاع عن شخصيات وطنية أو سياسية من خلال رواياته، مؤكدا أن تلك مهمة السياسة، معلقا "بن بلة أيقونة الوطنية وهو بمثابة الراحل نيلسون مانديلا الجزائر، وفضلت أن يبتعد عن أضواء السياسة ويكتفي بتلك الصورة التي رسمتها الأجيال عن هذه الشخصية الرمز وألا يظهر في المشهد السياسي مرة أخرى حتى لا تتلطخ صورته. واستحضرته في روايتي التي تعكس تجربة شخصية لأنني فقدت والدي خلال الثورة التحريرية بعد اعتقاله وتعذيبه وللأسف لا أعرف مكان دفنه حتى يومنا هذا، ومن المفروض أن نقدم هؤلاء الشخصيات الوطنية للجيل الجديد بصورة إنسانية وليس سياسية".