قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج إن تكوينه الأولي كان فرانكفونيا لكن العربية تظل لغة تعبيره الأعمق عن الوجود٬ التي اختارها لبناء عالمه السردي. وأوضح الروائي الجزائري٬ الذي حل ضيفا على المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء٬ أن علاقته بالعربية "عشقية واستثنائية"٬ بها ومن خلالها يجسد وفاءه لجدة حرضته على تعلم لغة الأجداد دون إغلاق الباب أمام انفتاحه على لغات العصر. وقال صاحب "أصابع لوليتا" إن علاقته بالفرنسية "طبيعية" وغير صدامية٬ أما العربية فهي اللغة التي يبني بها "عالما صغيرا من السعادة أتقاسمه مع القارئ". واحتفى الأعرج٬ خلال هذه الجلسة التي أدارتها الإعلامية المغربية سعيدة شريف٬ بعبقرية السرد الشعبي التاريخي في الثقافة العربية٬ معربا عن أسفه لتقاعس المبدعين العرب عن استثماره في الكتابة المعاصرة٬ على غرار المأثرة الخالدة "كليلة ودمنة" التي عدد بعض تأثيراتها على تجارب رائدة في الرواية٬ في أوروبا وحتى أمريكا اللاتينية. واعتبر الكاتب الجزائري أن الروائيين المحدثين لم يستفيدوا من العبقرية السردية القديمة في هندسة الحكاية٬ في حين أن كاتبا من حجم الفرنسي مارسيل بروست اعترف بتأثير "كليلة ودمنة" على عالمه الروائي. وكشف واسيني الأعرج أنه انتهى مؤخرا من كتابة رواية بعنوان "مملكة الفراشة" يتناول فيها قصة حب افتراضي على صفحات الفايسبوك٬ ذلك الوسيط الذي "بقدر ما يمد جسور التواصل٬ يكرس عزلة الكائن". واغتنى اللقاء المفتوح مع كاتب "رماد الشرق" بإضاءات حول تجربته في كتابة الرواية التاريخية وخصوصا في كتابه "الأمير" الذي أثار جدلا حول المصداقية التاريخية للنص٬ علما أنه يقارب سيرة الأمير عبد القادر الجزائري. من أهم المحطات الروائية لواسيني الأعرج٬ الذي حصل عام 2007 على جائزة الشيخ زايد للآداب٬ "مصرع أحلام مريم الوديعة" عام 1984٬ و"الليلة السابعة بعد الألف .. رمل الماية" عام 1989٬ و"سيدة المقام" 1995٬ و"ضمير الغائب" 1995 و"شرفات بحر الشمال2001.