قالت مصادر حكومية جزائرية ل'القدس العربي' إن ما قاله رئيس الوزراء عبد المالك سلال بخصوص ترشح بوتفليقة لولاية رابعة هو الموقف الذي يتبناه النظام أو من يسمون بأصحاب القرار بخصوص ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، علما أن سلال قال ردا على أسئلة الصحافيين بأن بوتفليقة سيفعل ما يمليه عليه ضميره. وأشارت المصادر ذاتها أن ما يشاع عن وجود خلاف داخل أعلى هرم السلطة غير صحيح، موضحة أن الأمور المتعلقة بالفساد لم تفسد علاقة الرئيس بمن جاءوا به إلى الحكم سنة 1999، وأن هؤلاء لم يبدوا أي موقف بخصوص ترشحه مجددا للرئاسة في الربيع القادم. وذكرت أنه في العموم هناك حالة من الرضا على حصيلة حكم الرئيس بوتفليقة خلال 15 سنة من الرئاسة، خاصة فيما يخص كسر الحصار الذي كان مضروبا على الجزائر، والاتهامات التي كانت موجهة إلى قادة الجيش بخصوص ما جرى خلال فترة الإرهاب التي عاشتها الجزائر، وكادت تؤدي إلى انهيار الدولة، وبالتالي هناك إدراك للدور الذي لعبه بوتفليقة في هذا المجال، وتحويل النقاش إلى مواضيع أخرى، تتعلق بالتسيير، وإنفاق المال العام، والتنمية، وحل مشاكل الجزائريين. وذكرت أن الكرة في مرمى الرئيس بوتفليقة، وأنه هو لوحده من يقرر إن كان سيترشح للرئاسة مرة أخرى أم لا، وأن الذين يسمون أصحاب القرار لن يقولوا لبوتفليقة صراحة ‘ارحل'، بل، كل ما يمكن أن يقولوه له هو شيء من قبيل :' إذا كنت ترى نفسك قادرا صحيا على مواصلة الحكم، فتفضل بالترشح'. لكن هناك رأيا يطعن في هذا الكلام، مؤكدا على أنه في مثل هذه الحالات ليس الكلام والوعود هي المهمة بل الأفعال، فالبعض قيل لهم انهم سيكونون رؤساء، لكنهم صدموا بالحقيقة في آخر لحظة، لأن قوة السلطة الفعلية في الجزائر، هي عدم كشف أوراقها، وتفضيلها العمل في سرية وتكتم شديدين. وذكرت المصادر ذاتها أن بوتفليقة لم يقرر بعد إن كان سيواصل في الحكم، حتى وإن كانت هناك ضغوط كبيرة من المحيطين به، والذين يريدونه أن يترشح لولاية رابعة، لكنه، تضيف ذات المصادر، لم يفصل بعد في القرار الذي سيتخذه بخصوص مستقبله السياسي. رغم أن كل المؤشرات توحي بأن بوتفليقة سيترشح لولاية رابعة، إلا أن سيناريو الانسحاب يبقى قائما، علما أن بوتفليقة الذي عدل الدستور سنة 2008 من أجل ضمان الترشح لولاية ثالثة، شعر بنوع من ‘الندم' بعد ذلك، ويكون قد ذهب إلى حد الاعتراف لبعض زواره بأنه لم يكن راغبا في الترشح لولاية ثالثة، وأنه فعل ذلك تحت ضغط من مقربيه، فربما يريد بوتفليقة أن تتزايد الأصوات المطالبة بترشحه مجددا ولولاية رابعة، حتى يقول لا في الأخير، ويضمن لنفسه مخرجا ‘مشرفا' ضيعه سنة 2009، عندمل خضع لضغوط ولرغبة في البقاء على رأس الدولة لولاية ثالثة. لكن العارفين بشخصية الرئيس واثقون بأن هذا الأخير لن يبتعد عن السلطة ما دام فيه قلب ينبض، وأنه سيترشح حتى لو كان وضعه الصحي لا يسمح له بممارسة مهامه كاملة، وأنه قد لا يرى مانعا من مواصلة الحكم على الطريقة الحالية، أي تفويض رئيس وزراء أو تعيين نائب يقوم مقامه في مسؤولياته الداخلية ويمثله خارجيا، ويكتفي هو بالظهور مرة كل شهر أو شهرين باستقبال ضيف يزور الجزائر.