قرر أخيرا ملك أغنية الراي خالد حاج براهيم وضع حد للصمت وحالة "السوسبانس" التي التزم بها في المدة الأخيرة، وهي التي جعلته مادة دسمة لوسائل الإعلام ووضعته عرضة لسهام النقد والإشاعات بداية بتهمة تنصّله من جزائريته وصولا إلى قضية توريطه في قضايا فساد وحتى متاجرته في الكوكايين، وقد تحدث حصريا للشروق (من خلال مكالمة هاتفية مطولة من ليكسنبورغ) بكل حرقة عن ما بات يعانيه في الفترة الحالية بفعل الشائعات التي أثرت كثيرا على نفسيته وجعلته يفضل العزلة ورفض التعامل مع وسائل الإعلام لأنه، كما قال، هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة والتنافس على ترويج الإشاعات التي أثرت على الكينغ كثيرا وعائلته أيضا، وهو ما سيتحدث عنه خالد في هذا الحوار الشيق. * في البداية حدثنا عن أحوالك الشخصية في خضم كل هذه المعطيات والكلام الكثير الذي قيل عنك. -والله أنا جد حزين ومستغرب كثيرا من الحملة الشرسة التي تستهدفني وتحاول تحطيمي بشتى الطرق، وما حزّ في نفسي أكثر أن المؤامرة لم تأت من وراء البحار كما تعودت أنا عليها، بل جاءت من أبناء وطني حين تفنّن البعض في إيذائي بتلفيق التهم وإثارة الإشاعات.. *تحدث لنا عن تفاصيل ما وقع والأسباب التي جعلتك عرضة لسهام النقد سواء عبر الصحف أو حتى بعض القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي. -البداية كانت مع قضية الجنسية المغربية وحديثهم عن تنصّلي من جزائريتي، حيث صعقت ليس للخبر بحد ذاته بل الطريقة التي تم الترويج بها له، حتى جعلوا مني شخصا عديم الأخلاق ومنعدم الضمير والوطنية، وسأقولها بصوت مرتفع: خالد جزائري وسيموت جزائريا، مازلت أسافر بجواز سفر جزائري الذي أعتز به كثيرا، ولدي الدليل على ما أقول من خلال التأشيرات المدونة عليه خلال سفرياتي الأخيرة. *إذن ما حكاية الجنسية المغربية التي أثيرت حولها ضجة؟ -حتى أختصر الكلام، أقول لك إن الجهات العليا المغربية جاملتني، وكعربون على المحبة التي يكنها القصر الملكي لشخصي بصفتي فنانا مغاربيا، عرضوا عليّ الجنسية المغربية كهدية. وبدوري، سعدت بها لأنني تيقنت أنني كسبت القلوب والعقول وتعدّت شهرتي الحدود حتى صار بعض الشباب المغاربي يتمنى لو كنت أحمل جنسيته، تعبيرا منهم عن المحبة والتقدير الذي يكنوه لي، وسأكون عادلا لو تمكنت من حمل باقي الجنسيات المغاربية الأخرى كالتونسية والليبية وغيرهما. لكن، حتى يفهم الجميع فأنا جزائري ابن الباهية وهران وسأبقى دائما كذلك ولا أسافر لبقعة إلا والعلم الجزائري رفيقي الأول في الحقيبة. *بعض الناس اعتبروا أن الفعل العدواني الذي انتهى بنزع العلم الجزائري من أعلى مبنى القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء كفيل برفضك مثل هذه المجاملة الصادرة عن القصر الملكي، حتى تثبت نوعا من المساندة لشعبك والغيرة على بلدك. - لا يجب أن نجعل من تصرف مجنون صادر عن شخص معتوه حجّة لطمس تاريخ مشترك بين بلدين شقيقين، لست أنا من يقول هذا الكلام فقط، بل اسألوا التاريخ كم من مغربي حمل جنبا إلى جنب بندقيته مع أخيه الجزائري لتحرير الجزائر، وهناك حتى شهداء ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا الجزائر، كما أن هناك ملايين من المغاربة يعيشون في الجزائر ويوجد جزائريون يقطنون بالمغرب مند سنوات من دون أي مشكل. واسمح لي أن أضيف فكرة في نفس السياق. تفضل... يتحدثون عن الجنسية المغربية وكأنني تقمّصت جنسية إسرائيلية، وأنا أقول من هذ المنبر لماذا لا تنتقدون من يحمل الجنسية الفرنسية سواء من فئة الشعب أو حتى المسؤولين بالرغم من أنهم تجنّسوا باسم الدولة التي قتلت مليون ونصف مليون شهيد. *قيل أيضا إن زوجتك هي من شجعتك على حمل الجنسية المغربية كونها ذات جذور مغربية. -يجيب بنبرة الغاضب، من قال إن زوجتي مغربية فهو كاذب، هي جزائرية حد النخاع تستمد جذورها من منطقة جبالة التابعة إداريا لولاية تلمسان والدليل أن صهري والد زوجتي ووري الثرى مؤخرا بتلك المنطقة، وقد حضرنا في أربعينيته لنقدم واجب العزاء. *حتى نطوي ملف الجنسية نهائيا هل صحيح أنك ناقشت قضية فتح الحدود مع الملك محمد السادس بحكم الصداقة التي تجمعكما؟ -يضحك ... أنا لست سياسيا ولست وزير خارجية حتى أحشر أنفي في ملف كهذا، ومع ذلك أمنيتي كبيرة أن يتوصل الساسة إلى اتفاق ينتهي بفتح الحدود. وكما تعلمون فإنني مطرب محب للسلام والأخوة وأتطلع إلى اليوم الذي يوحد فيه العرب كلمتهم وعملتهم وحتى علمهم مقتدين بالاتحاد الأوروبي. *تحدثت بعض المصادر عن ورود اسمك في قضيتي فساد، الأولى تتعلق بتسلّمك أموالا من أحد المتهمين في قضية الطريق السيار مقابل إحياء حفلتين بالجزائر، والثانية ترويجك للكوكايين. ما تعليقك؟ -تفاجأت مثل كل الناس ببعض الأبواق التي تحدثت عن تورطي في قضايا فساد مع أحد رجال الأعمال الذي لا أنكر أنه صديقي، وأكثر من ذلك يقطن بجواري في لوكسمبورغ، وما زاد من تعجبي هو الحديث عن تسلمي أموال مقابل إحيائي حفلات في الجزائر، بالرغم من أنني لا أتعامل عند تنظيم حفلات بالوطن مع الخواص بل تعاملي يكون مباشرة بدعوة رسمية من مصالح البلدية أو ديوان وزارة الثقافة، وحتى لو تسلّمت أموالا من طرف جهة معينة فأنا لا أغني بالمجان وقد انتهى عهد أعراس الأسطح وحفلات الختان التي بدأت بها مشواري الفني. *كيف سيكون تعاملك مع هاتين التهمتين؟ - سأرفع دعوى قضائية ضد من حاول توريطي في القضيتين، وقد قمت بتعيين محامين للتكفل بالقضية لأن الضرر المعنوي الكبير الذي خلفته هذه الّإشاعات خاصة تهمة ترويج السموم أثر عليّ وعلى عائلتي، كيف لا وقد نسب لي أعدائي تهمة ترويج الكوكايين الذي هدم البيوت وقتل النفوس وأضر بالبلاد والعباد، ولا يحق لي، وأنا مطرب مشهور بتاريخ مشرّف، تلطيخه بقضية كوكايين. *على غرار عدد كبير من الفنانين سواء في بلادنا أوحتى في أوطان أخرى، ألا تفكر في اقتحام عالم السياسة الذي قد يزيدك شهرة ومالا؟ -أنا والسياسة طريقان متوازيان لا يلتقيان أبدا، حتى تكون سياسيا يجب أن تمنح الرعيّة كل وقتك ولا مجال للسهو أو الزلاّت، وأنا بطبعي أعشق النوم اللذيذ بمجرد أن أضع رأسي على الوسادة يطيب لي النوم عكس السياسي الذي لا يغفو له جفن وباله دوما مشغول، ولهذه الأسباب لست متحمسا لخوض غمار السياسة ونتركها لأهلها أفضل. *لكن أحيانا يتم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إقحام الفنانين في السياسة والدليل بعض المطربين تدفعهم أطراف لحمل رايات بلدان معينة بغرض تمرير رسائل مشفرة يكون فيها المطرب كبش فداء. هل وقع لك مثل هذا المشكل؟ -حتى أصدقك القول تجدني مرّكزا كثيرا على الخشبة، وقبل أن أحمل علما يجب أن أدقق جيدا في هويته لأنها مسؤولية جد ثقيلة، لكن أحيانا أتعمد المجازفة لأنني كما قلت مطرب عاشق للسلام بين الشعوب والدليل حملي لعلم الصحراء الغربية في حفل ضخم بإسبانيا ووضعته جنبا إلى جنب مع العلم المغربي، كما أحمل علم فلسطين باستمرار، وأذكر جيدا أنني حملت علم مصر في عز الأزمة التي كانت بيننا في محاولة مني إذابة جليد العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وحتى علم السعودية حملته في إحدى حفلاتي بعد أن رماه لي بعض المعجبين وهو بمثابة فخر كبير لي، كوني تحوّلت لسفير سلام من خلال الموسيقى، وكما يعرف الجميع أحيانا تنجح الرياضة أو الفن أين تفشل السياسة...... يضحك......