أظهرت دراسة، نشرت اليوم الاثنين بالرباط، أن الأفكار النمطية التي تؤطر العلاقات بين الجنسين، سواء في الفضاءات العمومية أو الخاصة، تبقي المرأة حبيسة صورة سلبية، على الرغم من التقدم الحاصل في المغرب على مستوى مقاربة النوع. كما أظهرت هذه الدراسة حول "الصور النمطية القائمة على النوع في المغرب" بأنه يتم، في المخيال الشعبي، في الغالب تصوير الرجل والمرأة بطريقة نمطية، مضيفة أن هذا التصور يتبلور من خلال دلالات إيجابية بالنسبة للرجل وأخرى سلبية بالنسبة للمرأة. وأشارت الدراسة إلى أن المصطلحات الشائعة المتداولة بخصوص الرجل والمرأة تنطوي هي الأخرى على مفاهيم تحيل على أن العلاقة بينهما تقوم على ثمة متناقضات، من قبيل القوة مقابل الضعف ورباطة الجأش مقابل العواطف ورب الأسرة المسؤول مقابل المرأة التي مهمتها الإنجاب فقط والقوامة والقوة مقابل الخضوع والطاعة. كما تفيد الدراسة بأنه على الرغم من تعلق غالبية النساء بمبدأ المساواة بين الجنسين ورفضهن لوضعية عقدة النقص تجاه الرجل، فإن العديد منهن يتبنين أفكارا نمطية مسبقة بخصوص ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الجنسين في المجتمع. فالعديد من النساء، سواء كن عاملات أو ربات بيوت، لا تزلن تتعاملن بنوع من الإقرار مع بعض المفاهيم المحددة لأدوار الرجال والنساء، وتقبلن بالعديد من أوجه عدم المساواة التي لا تزال إلى اليوم حاضرة ضمن أوساط الرجال كما النساء. في سياق ذلك، تقترح الدراسة، التي قدمت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، وضع استراتيجية شاملة للحد من مظاهر انتشار الصور النمطية القائمة النوع، وكذا التمييز على أساس الجنس وإشراك مختلف الشركاء في مكافحة هذه الظاهرة. وتوصي الدراسة، من جانب آخر، بوضع دليل عملي يوزع على مختلف المتدخلين في مجال التنمية الراغبين في أجرأة تدابير تروم تكوين النساء وإدماجهن في الوظائف والمهن التي تعد حكرا على الرجال. يشار إلى أن هذه الدراسة، التي أنجزتها الباحثة فاطمة باكاس، وأستاذ علم الاجتماع كمال بلاخ، تندرج في إطار مشروع "قوة النساء" الذي يساهم في تمويله الاتحاد الأوروبي وتنفذه جمعية "بروغيتو موندو" بشراكة مع منظمة العفو الدولية.