في إطار تعزيز وجودها العسكري في العالم كقوة كبرى تحاول مجددا مضاهاة الولاياتالمتحدة، تعزز البحرية الروسية من وجودها في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط حيث توجد السفينة ذات البعد الاستراتيجي بيوتور فليكي بيدرو الأكبر' قبالة السواحل الإسبانية والمغربية. وكان للاتحاد السوفييتي وجود في مختلف البحار والمحيطات إلا أن انهياره أدى الى تراجع نفوذ روسيا وريثته بعد تفكك المعسكر الشرقي. وبدأت روسيا مجددا تخطط لتواجد عسكري بحري في مختلف بحار العالم ومن ضمن ذلك تركز كثيرا على البحر الأبيض المتوسط والمنطقة التي تشمل شمال المحيط الأطلسي الى مضيق جبل طارق. في هذا الصدد، توجد السفينة الحربية التي تعمل بالطاقة النووية وحاملة لصواريخ نووية بيوتور فيلكي ‘بدرو الأكبر' قبالة مياه في إقليمي الحسيمة-الناضور شمال شرق المغرب وقبالة السواحل الشرقية لمنطقة الأندلس الإسبانية. وخصص موقع القناة التلفزيونية الروسية المتعددة اللغات ‘روسيا اليوم' تقريرا بالإسبانية أول أمس حول الوجود الروسي في البحر الأبيض المتوسط. وركز على هذه السفينة العسكرية الضخمة التي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم وكانت تعادلها سفينة ‘كلاس ايوا' الأمريكية التي جرى سحبها من الخدمة (هذه السفينة مختلفة عن حاملات الطائرات). ومن جانبها، أوردت وكالة الأنباء نوفوستي منذ يومين أن هذه السفينة العملاقة تتواجد الآن في بحر ألبران، وهي المنطقة البحرية المقابلة لشواطئ شرق المغرب وجنوب شرق الأندلس، وأكدت أنها أجرت مناورات حربية متعددة متعلقة بمواجهة هجومات الطيران وصد هجمات بحرية لسفن حربية وأخرى لغواصات. وتؤكد وزارة الدفاع الروسية أن وجود هذه السفينة بالقرب من مضيق جبل طارق يدخل في إطار الوجود في مناطق استراتيجية. وقررت روسيا منذ سنة تكثيف تواجدها في البحر الأبيض المتوسط والمحافظة على تواجد مستمر، وهذا لا يتعلق فقط بالأزمة السورية، حيث ترابط عدد من السفن الحربية الروسية بالقرب من المياه السورية ومن الشرق الأوسط عموما بل باستراتيجية توزيع روسيا لنفوذها. ويعتبر مضيق جبل طارق حيويا لروسيا خاصة في ظل تبلور طريق بحري تجاري جديد يمر عبر الشواطئ الشمالية الروسية بالقرب من القطب الشمالي نحو أوروبا وباقي العالم وسيعوض قناة سويس. وفي الوقت ذاته، تتواجد روسيا بالقرب من القاعدة الأمريكية روتا في الأراضي الجنوبية الإسبانية التي ستحتضن نظام الدرع الصاروخي والذي تعتبره روسيا مهددا لأمنها، بينما تؤكد واشنطن أنه مواجه ضد إيران. ويسود الاعتقاد أن الهدف الحقيقي للسفينة هو القاعدة الأمريكية، حيث سترابط سفينة روسية متطورة بشكل دائم لمواجهة اي خطر للدرع الصاروخي.