يحلم العديد من اللاعبين بالمشاركة في نهائي كأس العرش، وحتى ولو لم يتسن لهم الفوز به، فإن شرف المسابقة تقلل من مرارة الهزيمة، وهناك من اللاعبين من ابتسمت لهم الكرة طويلا، وصنعت لهم إسما وطنيا وعالميا، لكنها أبت أن تمنحهم فخر مداعبتها خلال نهائي الكأس الفضية، وهناك لاعب يبدو أنه غير معني كثيرا بهذا الكلام، وهذه الأحلام، وهو يستعد لخوض خامس لقاء نهائي له في المسابقة.. فشمس الدين الشطيبي، لاعب الرجاء البيضاوي، بات كمن يعيد اللقاء بصديق قديم، تفرض العلاقة بينهما، ضرب موعد سنوي لتجديد روابط الصداقة. جرب شمس الدين الشطيبي، حظه مع نهائي سنة كأس العرش سنة 2009، عندما كان لاعبا لفريق الفتح الرباطي، لكنه فشل في الفوز بها، حينما ابتسمت ضربات الحظ الترجيحية لفريق الجيش الملكي، فسالت دموع الشطيبي حسرة على كأس كانت تتأرجح بين فريقي العاصمة، قبل أن تختار الإستقرار في متحف الفريق العسكري، تاركة الشطيبي مذهولا وغير مصدق لحلم تبخر في سماء الرباط. عقد الشطيبي، الملقب ب"شميشة"، العزم على إعادة المحاولة، ليجبر القدر على الإبتسام في وجه، سنة واحدة بعد ذلك، حينما فاز الفتح الرباطي على المغرب الفاسي بهدفين لهدف، ليدون شميشة اسمه في لائحة اللاعبين أبطال كأس العرش. قرر شميشة، ذو ال27 سنة، الإنتقال إلى المغرب الفاسي، لأنه عاش مرارة خسارة الكأس، وتفهم شعور اللاعبين الفاسيين، ليقود النمور الصفراء للفوز بالكأس، دائما على أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، على حساب النادي المكناسي، لتبدأ أحلام الشطيبي تتوسع، وطموحه يزداد، دون أن يترك وصفته السحرية.. "تغيير الفريق مقابل الإحتفاظ بالكأس". انتقل الشطيبي الموسم الماضي إلى فريق الرجاء الرياضي، وانتقم لنفسه من هزيمته قبل أربع سنوات أمام الجيش الملكي، بإحرازه اللقب رفقة الفريق الأخضر بضربات الترجيح، من ملعب الأمير مولاي عبد الله، الذي باتت طريقه المؤدية لمنصة التتويج، مألوفة عند الشطيبي. يبدو أن الشطيبي أحس أنه أحيانا، يجب على المرء الإستقرار في فريق ما، وأنه إذا كان الترحال يُكسب التجربة ويُضيف الخبرة، فإن هذه التجربة والخبرة، لن تكونا ذا نفع إذا لم يعرف صاحبها متى وأين يتوقف عن التجوال، وليفسح المجال ل"الإستمرارية"، لتقول كلمتها أيضا في عالم يؤمن بالثنائية والإزدواجية. فهم شميشة كل هذا عندما قرر الإستمرار مع الرجاء، ضامنا لنفسه خامس حضور في نهائي كأس العرش، عندما تجاوزت نسور الرجاء القرش المسفيوي في نصف النهائي، ليبدأ مشوار البحث عن ثاني لقب له مع نفس الفريق، بعدما حقق ثلاثة ألقاب سابقة مع ثلاثة أندية مختلفة، موسعا دائرة أحلامه وأهدافه، في مسابقة لها تاريخها ووقعها الكبير على الجمهور واللاعبين المغاربة، وخصوصا على لاعب باتت شمسه لا تغيب عنها.