صدر حديثا عن وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أقاليم الجنوب بالمملكة كتاب بعنوان "المغرب الصحراوي"، يحتفي بالمظاهر الثقافية والمعطيات التراثية للأقاليم الجنوبية. والكتاب الذي صدر ضمن سلسلة "تاريخ ومجتمعات المغرب الصحراوي" من إنجاز المصور جان بابتيست لورو والباحث محمد الفايز، ويعد ثمرة شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بغية إغناء المكتبة الوطنية بمرجع يزاوج بين النص العربي ورديفه الأمازيغي معرفا القراء والمهتمين بالخصوصيات المجالية والبشرية للمغرب الصحراوي، حسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية. إنه مؤلف يستكشف بطريقة مدهشة المغرب الصحراوي، بصحاريه ، بمدنه الجديدة وواحاته، وفق توجه هو في آن معا تاريخي، تراثي وجمالي. وهو يتيح للقارئ استكشاف قائمة مكثفة من المعطيات المتعددة والمتقاطعة حول هذا المغرب الصحراوي العجيب والاستثنائي. لقد جاب جان بابتيست لورو، مصور المناظر الطبيعية والحدائق، مختلف مناطق هذا المجال والصور التي التقطها شاهدة على ثراء ثقافة هذه الأرض الصحراوية والأطلسية. كما توضح نصوص محمد الفايز، أستاذ التاريخ الاقتصادي بجامعة القاضي عياض، العمق التاريخي لهذا المجال، جامعة بين الهم الجمالي والمسعى العلمي في هذا المؤلف المرجعي. يقدم الكتاب، في 246 صفحة من القطع الكبير، الفضاء الصحراوي بوصفه مجالا "يكتشف فيه تراث منسي، مكون من ماء، نخيل، وخيرات بشرية" معتبرا أنه "إذا كان مستكشفون من أمثال تيودور مونو قد فتنتهم شساعة الصحراء، فإن الباحث في العلوم الإنسانية بدوره قد أذهله عمق تاريخ يجبره على أن يحصر أصله في القرن الثامن، لكي لا يتيه في غياهب ما قبل التاريخ". وتمكن نظرة المصور الفوتوغرافي جان بابتيست لورو، من تمثل الصحراء والولوج إلى حميميتها. إنها "لقطات منفتحة على أرخبيل الواحات أو على بحر المحيط، تعطي فكرة عن خصوبة مفهوم المناظر الثقافية". أما عن رسالة الكتاب، بمعزل عن رصد جمالية وروعة المشهد الصحراوي، فقد ورد في التوطئة أنه "حان أوان الحلم بإعداد برامج تثمن المواقع في منظور تنمية مستدامة. وإذا ما تم التوصل إلى تقاسم فكرة كون الواحات تشكل مؤسسات إنسانية استثنائية وإلى فتح أعين أصحاب القرار على فوائد مقاربة التراث، فسيكون من الممكن اعتبار أن الهدف من وراء هذا المؤلف قد تحقق".