أصدر ميشال إيميريش مؤخرا كتاب «اكتشاف وحيش المغرب الشرقي»، الذي يبرز روعة وتنوع أصناف الوحيش بالمنطقة الشرقية للمملكة. ويعكس هذا الكتاب، الصادر عن دار النشر «ملتقى الطرق» في 281 صفحة من القطع الكبير «روعة الوحيش في هذا الجزء من المملكة سواء كتابة أو بالصور». وأبرز المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية محمد المباركي، في مقدمة الكتاب، أنه يختزن « كما من المعلومات المثيرة للاهتمام، مقرونة بصور رائعة وغير مسبوقة تحبب (لقارئ الكتاب) هذه المنطقة وطبيعتها ذات المفاتن غير المعروفة». وأضاف المباركي أن « القليل فقط يدركون الغنى الاستثنائي للمنطقة الشرقية بالوحيش. ومن خلال الجرد الموسع للمزايا التراثية الجهوية الذي نشتغل عليه لتأسيس تنمية مستدامة ومحترمة، لن يتم تجاهل الوحيش أو الحط من قيمته. بل سيصبح الوحيش من الآن فصاعدا ومن خلال هذه الدراسة مثيرا للاهتمام ولما لا لإقامة في المنطقة الشرقية». من جهته، أشار الناشر عبد القادر رتناني، أن إيميريش كان في مستوى هذه الانتظارات باعتباره «مصورا مميزا للحيوانات، أغنى صوره، المتعددة وغير المسبوقة، بملاحظاته الميدانية ومعارفه الواسعة والمرتبطة بالطبيعة». وقال «بفضل أسلوبه السلس وفنه الحكائي، عبر مزاوجة العلم والشغف والترفيه»، قدم الكاتب، المعروف بكونه عالم طبيعة كبير، «كتابا تعيشه أكثر مما تقرؤه». ويرصد أيريميش مسارات بدأها من تالسينت حتى بوعنان، مرورا ببوعرفة وفكيك وقرية إيش وشط تيغري (مساحة صحراوية واسعة) وعين بني مطهر وجرادة وموقع شخار وتافوغالت وموقع جبل بني سناين وشاطئ السعيدية على مستوى مصب نهر ملوية ورأس الماء وشاطئ الناظور وموقع جبل غوروغو، وموقع سد محمد السادس، وموقع لالة شافية وكعدة ودبدو، وانتهاء بنجود ركام، مما يجعل الكتاب «شهادة خالدة على تنوع وجمالية وحيش الجهة الشرقية للمملكة». وعموما، فإن هذا الكتاب يقدم صورا متنوعة لكل ما تزخر به المنطقة الشرقية من مناظر طبيعية تتنوع بين التلال والصحراء مع كل ما تأويه من أصناف متعددة من الحيوانات والزواحف. وتجد الإشارة إلى أن ميشيل إيميريش، الذي ولد بمدينة الدارالبيضاء، يعد من محبي البحث في تاريخ الطبيعة ومن المدافعين عن حماية الوحيش وأحد مؤسسي جمعيتي «مجموعة الدراسات والأبحاث للإيكولوجيين الصحراويين» و «مجموعة الدراسة والرصد لحماية الحيوانات المتوحشة والنظم البيئية». كما أنه من خلال نشاطه التصويري المكثف وكتاباته المرتبطة بالوسط الطبيعي، شارك إيميريش أيضا في تأليف كتاب تحت عنوان «الصحراء وسط زاخر بالحياة : مذكرات حول رحلات علماء الطبيعة في المغرب الصحراوي»، الصادر عن دار النشر «لا كروازي دي شومان». إن الرحلات الاكتشافية للأوساط البيئية والطبيعية المتنوعة تعكس رغبة المؤلف في تقاسم شغفه ومعارفه ذات الصلة بعالم الحيوان الذي لا يزال جانب كبير منه يلفه الغموض.