ترأس المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي، أول أمس الثلاثاء، العملية الثانية لإطلاق ظباء «المهاة» وصغار النعام أحمر الرقبة في محطة أقلمة وإعادة توطين الوحيش الصحراوي في إقليم أوسرد. وتأتي عملية الإطلاق هاته، التي جرت بحضور مسؤولين ومنتخبين وفاعلين محليين، على إثر نجاح عملية تمت في 2008 لمجموعة من الحيوانات ذوات الحوافر (غزلان «المهر» و»المهاة») نحو محطة الصافية والتي «تأقلمت تماما وتتكاثر في أحسن الظرف في هذا الوسط الطبيعي». وأوضح الحافي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تتوخى، عبر عمليات إعادة التوطين هاته، إعادة تأهيل الأنظمة البيئية الصحراوية وإحداث محمية طبيعية عبر إدخال «مجموعات مؤسسة» ونوى تكاثرية للمجموعات الحيوانية إلى محطة الصفية. وأشار أن هذه الظباء وصغار النعام تنضاف إلى مجموعة أولى أدخلت سنة 2008 إلى محطة الصفية وتضم 20 من غزلان «المهر» وظباء «المهاة» والتي تكيفت بشكل جيد وتضاعف عددها، وأن هذه المحطة تسجل اليوم نتيجة «جد إيجابية»، مبرزا أن المندوبية السامية ستعمل على توسيع هذا الموقع ومضاعفة الأصناف الحيوانية داخله. وحسب توضيحات قدمت بهذه المناسبة، تم القبض على ظباء المهاة وصغار النعام الأحمر الرقبة بالمحمية الحيوانية الروكين في المنتزه الوطني سوس ماسة، ونقلت على متن الطائرة إلى الداخلة بتعاون مع القوات المسلحة الملكية ثم على متن شاحنات انطلاقا من المطار وحتى محطة الصفية. وتهدف عمليات إعادة التوطين هذه إعادة تأهيل تراث الوحيش الصحراوي ومعالجة خسائر التنوع البيولوجي بالمناطق الصحراوية عبر تطوير شبكة للمحطات والمحميات والفضاءات المحمية وذلك في إطار اتفاقية الحفاظ على الأصناف المهاجرة المنتمية للوحيش والتزاما بالاتفاقية الأممية حول التنوع البيولوجي. وتضمن المندوبية السامية، من خلال استراتيجيتها الوطنية للحفاظ على ذوات الحوافر حماية وتكاثر في حالة القبض وإعادة توطين هذا الوحيش الصحراوي المنقرض في فضاءات انتشاره الأصلية، وذلك قصد الحفاظ على التراث الحيواني للمنظومات البيئية الصحراوية ومحاربة التصحر والنهوض بالسياحة المشهدية عبر إدخال أصناف ذات جاذبية عالية وتتلاءم تماما مع المناخ البيولوجي الصحراوي. وعلى هامش هذه العملية، ترأس الحافي بالداخلة ورشة حول تهيئة الوحيش الصحراوي لتقديم حصيلة مخطط العمل الاستراتيجي للحفاظ على الحيوانات ذوات الحوافر بالمغرب، فضلا عن الحفاظ على البيئة والجوانب الصحية والجينية اعتمادا على أفضل الطرق لحماية هذا الوحيش الصحراوي على المدى المتوسط والبعيد. وتمت تهيئة موقع الصفية الذي يمتد على مساحة 600 هكتار في 2008 بغلاف مالي يقدر بثمانية ملايين درهم بشراكة مع المجلس الإقليمي لأوسرد والجماعة القروية بير غندوز وجمعية «الطبيعة مبادرة» للحفاظ على بعض الحيوانات ذوات الحوافر في المغرب. وتعد النعام الأحمر الرقبة (نعام شمال إفريقيا) محور برنامج يهدف إعادة توطينها والذي تم الشروع في تنفيذه من خلال توطين هذا الصنف بالمنتزه الوطني لسوس ماسة الذي يضم حاليا حوالي 150 نعامة. وتم في 2008 تزويد تونس بحوالي 20 من صغار النعام التي تنتمي إلى قطيع النعام بالمنتزه الوطني لسوس ماسة، وذلك بهدف إعادة توطينها في المنتزهات الوطنية جنوبتونس. كما تم إطلاق برنامج لإعادة توطين غزلان المهر في المغرب سنة 1993، من خلال جلب ست منها إلى محمية الرميلة (مراكش)، وثلاث من إسبانيا وثلاث غزلان من ألمانيا. وقد مكن تكاثر هذه الجماعة المؤسسة من غزلان المهر من تطوير القطيع الذي يضم حاليا 130 غزالة. وبهذا العدد أصبحت محمية الرميلة حاليا الموقع الذي يضم عددا مهما من هذه الفصيلة. وتعد ظباء المهاة من الحيوانات ذوات الحوافر، التي كانت موجودة بالمناطق الصحراوية، وخاصة بالكثبان الرملية بمناطق العيون وإيريقي وتافيلالت وعرق الشبي.