من أجل تعزيز وتقوية علاقات التعاون والشراكة مابين اسبانيا والمغرب، ترأس د. عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات والتصحر والسيد لويس بلانس سفير اسبانيا بالمغرب، يوم الجمعة الماضي مراسيم توقيع ثلاثة تسويات شراكة، حول تفعيل مشروع التنمية بالمنتزه الوطني بالحسيمة مع الشركة الاسبانية لعلم الطيور، مركز التعاون الوطني المتوسطي للاتحاد العالمي من أجل المحافظة على الطبيعة والجمعية الكطالنية للوقت الحر والثقافة. يروم هذا المشروع الذي خصص له غلاف مالي قدره 1.262.105 أورو، تثمين وإعادة تأهيل المنتزه الوطني للحسيمة بإعداد برنامج طموح للتنمية وبإعطاء نفس جديد للسياحة الخضراء وبخلق فرص عمل مدرة للدخل لتحسين الوضع السوسيو اقتصادي للساكنة المحلية، كما سيمكن هذا المشروع من إعادة تأهيل المنظومات الغابوية المحلية والمحافظة على الثروات البحرية كالمرجان الأحمر والفقمات وإعداد مشاريع للمحافظة على كالشرونوف الصياد وزمج الماء والكواسر. و إلى ذلك صرح د. عبد العظيم الحافي بهذه المناسبة، على أن تسويات الشراكة هذه ستساعد كذلك على تنمية البحث العلمي من أجل تدبير فعال للموارد الطبيعية، إضافة إلى وضع إستراتيجية للاتصال والتربية البيئية مع إشراك الساكنة المحلية في عمليات التحسيس، وتعتبر أيضا أداة للتعاون المغربي الاسباني من أجل المحافظة على الثروات الطبيعية بالحوض الأبيض المتوسط، بحيث تعد هذه الشراكة الإستراتيجية، وسيلة فعالة لتحديد المناطق المحمية وأداة ضرورية من أجل تدبير مستدام للثروات الطبيعية بالمنطقة المتوسطية ولتحسين الأوضاع الايكولوجية والجمالية وضمان عيش أفضل للساكنة المحلية. وفي إطار مخططها العشري 2005-2014 قامت المندوبية السامية للمياه والغابات بخلق 10 منتزهات وزودته بمخططات التهيئة لتحديد أمثل للمناطق المحمية وإعادة تأهيل مواطن الوحيش والنبيت مع تمثين موروثهم الثقافي والطبيعي، أما بخصوص المنتزه الوطني للحسيمة فقد تم إنشاؤه في سنة 2004 وفق ظهير 204.781 ويغطي مساحة 48.460 هكتار، وجدد مخطط تهيئته على شكل برنامج ثلاثي يهدف بالأساس إلى جعل هذا المنتزه يواكب الظرفية السوسيو اقتصادية المحلية. ويذكر على أن المندوبية السامية للمياه والغابات، أنشأت في سنة 2004 أربع منتزهات ذات تنوع بيولوجي فريد من نوعه، منتزه بالحسيمة، ومنتزه تلسمطان بشفشاون، ومنتزه إفران، بالإضافة إلى منتزه الأطلس الكبير بجهة الرشيديةخنيفرة، وفي سنة 2006 تم خلق المنتزه الوطني لخنيفيس الذي يعتبر أول منتزه صحراوي بالمملكة، وتهدف هذه المنتزهات العشر الحالية التي تقدر مساحتها ب 750.000 هكتار إلى المحافظة على التنوع البيولوجي، محاربة التصحر، المحافظة على الثروات الحيوانية والنباتية المحلية وفق سياسة تدبير مستدامة تحفز السياسة الايكولوجية، والأنشطة المتعلقة بالاستجمام والبحث في إطار هادف إلى خلق فرص شغل مدرة للدخل للساكنة المحلية.