ظلت المناطق الرطبة بالمغرب، التي احتفل بيومها العالمي يوم 2 فبراير تحت شعار «من الأعلى نحو الأسفل، المناطق الرطبة تجمع بعضنا البعض»، حتى وقت قريب وسطا حيويا على مستوى مواردها وكذا مرتعا لانتشار أمراض الملاريا و البلهارسيا وغيرها، إلى جانب قيمتها الإيكولوجية وتنوعها الإحيائي. وتعج هذه المنظومات الإيكولوجية نسبيا بأصناف مستوطنة لأنها تشكل محطات توقف وإقامة وتوالد بالنسبة لآلاف الطيور المائية النادرة أو المهددة مثل النورس والبط البري وغيرها. كما أنها تضطلع بدور مهم باعتبارها ملتقى طرق للطيور المهاجرة. وهكذا يشكل مضيق جبل طارق شمالا طريقا مختصرا تسلكه معظم الأصناف القارية من غرب أوروبا. كما أن الهامش المحيطي الصحراوي يعتبر أحد المسالك النادرة للهجرة عبر الصحراء. ويعد المغرب أغنى البلدان المغاربية بالمناطق الرطبة، حيث تغطي المنظومات البحيرات والبرك المائية حاليا مساحة إجمالية تفوق 200 ألف هكتار « 3 .0 بالمائة من مساحة البلاد»، فضلا عن حوالي 3500 كلم من السواحل البحرية دون احتساب شبكة الأنهار التي تتعدى عشرات الآلاف من الكيلومترات. وأدى التقدم التكنولوجي والتزايد الديموغرافي، بالمقابل، إلى تراجع مقلق لهذه المناطق التي تعد أحد أكثر الأوساط عرضة للتهديد نتيجة الاستغلال المفرط لمواردها وتعرضها للتلوث. ولمواجهة هذه المخاطر، انخرط المغرب منذ المصادقة على اتفاقية «رامسار» سنة 1982 في مسار تفعيل سياسة تتوخى الحفاظ والتنمية المستدامة لموارده الطبيعية، تحظى فيها المناطق الرطبة بمكانة متميزة، إذ حددها المخطط المديري للمناطق المحمية في حوالي 84 محمية ينبغي تزويدها في أفق 2020 بوسائل التدبير الملائمة. كما أطلقت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، في إطار تنفيذ المخططات الاستراتيجية لاتفاقية «رامسار»، عدة مشاريع تروم تعزيز جهود الحفاظ على التنوع الإحيائي للمناطق الرطبة وتحقيق التنمية المستدامة المحلية والتشاركية. مشروع لدعم التنمية بالمنتزه الوطني بالحسيمة وقع المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبدالعظيم الحافي ولويس بلانس سفير إسبانيا بالمغرب، في الأسبوع الماضي، ثلاث تسويات شراكة لتفعيل مشروع يهم دعم التنمية بالمنتزه الوطني بالحسيمة مع الشركة الإسبانية لعلم الطيور، ومركز التعاون الوطني المتوسطي التابع للإتحاد العالمي من أجل المحافظة على الطبيعة، إضافة الى الجمعية الكطلانية للوقت الحر والثقافة، حيث خصص لهذا المشروع غلاف مالي قدر في 1.262.105 أورو. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذا المشروع يهدف إلى إعادة تأهيل المنتزه الوطني للحسيمة، وذلك بإعداد برنامج للتنمية و إعطاء نفس جديد للسياحة الخضراء. وأفادت مصادر عليمة بأن هذا المشروع يروم إعادة تهيئة المنظومات الغابوية المحلية، والمحافظة على الثروات البحرية كالمرجان الأحمر والفقمات، وإعداد مشاريع للمحافظة على الثروات الحيوانية كالشرنوف الصياد وزمج الماء والكواسر. كما أوضحت المصادر أن هذه التسويات تهدف إلى تنمية البحث العلمي قصد تدبير فعال للموارد الطبيعية، إضافة الى وضع إستراتيجية للاتصال والتربية البيئية مع إشراك الساكنة المحلية في عمليات التحسيس. وتعتبر هذه التسويات أداة لدعم التعاون المغربي الإسباني من أجل المحافظة على الثروات الطبيعية بالحوض الأبيض المتوسط حيث تعد هذه الشراكة الإستراتيجية وسيلة فعالة لتحديد ، بطريقة فعالة ، المناطق المحمية وأداة ضرورية من أجل تدبير مستدام للثروات الطبيعية بالمنطقة المتوسطية ولتحسين الأوضاع الإيكولوجية والجمالية وضمان مستوى عيش أفضل للساكنة المحلية. خليجيون يصطادون الحباري ببوعرفة حل بمدينة بوعرفة أمراء و شيوخ خليجيون ، في زيارتهم السنوية المعتادة للمنطقة، وذلك من أجل ممارسة القنص، حيث منحتهم السلطات المغربية رخصا لقنص طائر الحباري في مناطق الإقليم. وقد رخصت السلطات للإماراتيين بالقنص في المناطق الممتدة على الجانب الأيسر من الطريق المؤدية من بوعرفة إلى وجدة، والتي تشمل تامللت، وحمورزاك، وضاية العطشانة. أما القطريون فقد حصلوا على تصريح بالقنص في المناطق الممتدة على يمين نفس الطريق، والتي تضم منطقتي تيكري ودوك وغيرهما. وأفادت مصادر مطلعة بأن الإماراتيين قاموا ببناء بعض المنازل بكل من بوعرفة وتالسينت، كما شقوا بعض الطرق، كتلك التي تربط بين تالسينت وأنوال، وحمورزاك، كما أنهم يقدمون أثناء إقامتهم مساعدات غذائية، وأغطية لسكان البوادي، ويشغلون شباب المنطقة.