وقعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) اليوم الجمعة بالرباط على اتفاقية بشأن البرنامج الجهوي لمحاربة التصحر من خلال التدبير التشاركي للأحواض المائية. ويندرج البرنامج، موضوع الاتفاقية، في إطار الشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ،وتموله الحكومة الاسبانية لفائدة بلدان المغرب وموريتانيا والاكوادور، بغلاف مالي تناهز قيمته 5ر2 مليون دولار خصص منه نحو سبعمائة ألف دولار لفائدة المغرب. ويروم البرنامج في شقه المتعلق بالمغرب تثبيت وتنظيم الشبكة الهيدروغرافية لوادي (ايكس) وروافده وتهيئة الحوض المائي (تاتيوين) التابعين للجماعة القروية آيت ايكدز بخنيفرة على مساحة 20 ألف هكتار، والحيلولة دون توحل السد في السافلة بما يقارب 400 ألف طن سنويا، وضمان ارتفاع حقينة السد بما يقارب 500 ألف متر مكعب من المياه سنويا. كما يهدف إلى خلق مشاريع مدرة للدخل لفائدة الساكنة المحلية، فضلا عن تفعيل برامج وقائية للبنية التحتية الأساسية لمدينة ميدلت. وتلتزم منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بمقتضى البرنامج على الخصوص، بتوفير التجهيزات والخدمات وتنظيم بعثات دورية لمواكبة ودعم المشاريع المقترحة ،فيما تلتزم الأطراف الأخرى بالأساس باتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتسهيل تنفيذ البرنامج وتمكين موظفي (الفاو) من الوسائل التي قد يحتاجونها ، ومن الولوج الى مكان المشاريع ،ومدهم بكل الوثائق والمعلومات الضرورية في هذا المجال. وأبرز السيد عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، في كلمة خلال حفل التوقيع على هذه الاتفاقية ، التجربة الرائدة للمغرب في مجال تهيئة الأحواض المائية ،معربا عن استعداد المندوبية لاقتسام خبرتها مع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المنوطة بها ، وذلك بتبني مقاربة تشرك الساكنة المحلية المستفيدة في انجاز وتدبير هذا النوع من المشاريع. ونوه بالدعم والتأطير التقني الذي وفرته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة لتنفيذ جملة من المخططات لمواجهة انعكاسات التغيرات المناخية منها بالأساس المخطط الوطني لمواجهة حرائق الغابات والمخطط المتعلق بصحة الغابات. وأكد السيد الحافي على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المندوبية والحكومة الاسبانية التي ستمكن المغرب من تحديد احتياجاته والوسائل اللازم تعبئتها من أجل تدبير مستدام للموارد الطبيعية وتحسين الظروف الايكولوجية والبيئية للمنطقة المستهدفة والرفع من مستوى عيش الساكنة المحلية. من جهته، أكد ممثل منظمة الاممالمتحدة للأغذية والزراعة السيد أندري أوبان على الدعم الذي تقدمه (الفاو) لأنشطة المندوبية السامية، معتبرا أن البرنامج الجهوي لمحاربة التصحر يعد مشروعا نموذجيا بالنسبة للإنسان والبيئة. وقال في هذا الإطار إن (الفاو) ستبذل ما في وسعها قصد المساهمة في إنجاح هذا المشروع، معربا عن الأمل أن يتم توسيع نطاق هذه التجربة لتشمل مناطق أخرى. من جانبه، أشاد سفير اسبانيا بالمغرب السيد لويس بلانس بالتعاون القائم على كافة الأصعدة بين والمغرب وبلاده، مؤكدا أن اسبانيا تقف الى جانب المغرب من أجل رفع تحدي التنمية البشرية التي يشكل الإنسان محورها الأساسي. وأضاف أن هذه الاتفاقية، التي تندرج في إطار محاربة الفقر على وجه الخصوص، تحمل بعدا اجتماعيا واقتصاديا بالنسبة للمنطقة المستهدفة على اعتبار أن مجالات البيئة والإنسان والمجتمع والاقتصاد تشكل وحدة مترابطة لا يمكن الفصل بينها، مشددا على ضرورة مواصلة العمل في هذا المجال لتحقيق التنمية المنشودة.