تم أمس الأحد ببودنيب (87 كلم شرق الرشيدية)، بمبادرة من جمعية (الواحة)، تقديم كتاب "التراث الشفهي بتافيلالت، المكونات والأنواع" الذي صدر العام الماضي في ثلاثة أجزاء. وحضر هذا اللقاء، الذي نظم بشراكة مع فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية، الكتاب والباحثون الذين ساهموا في إنجاز هذا المؤلف، الواقع في 1157 صفحة والذي كتب باللغتين العربية والأمازيغية. وتناول المتدخلون، كل حسب تخصصه، المحاور الموضوعاتية لهذا المؤلف الذي أنجز لفائدة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمتمثلة في فنون الجرفي والبلدي والملحون وإزلان وتامديازت والملولي والميسوري، إلى جانب ألوان ومكونات أخرى من التراث الشفهي لتافيلالت باعتبارها منطقة ثقافية. وأوضح سعيد كريمي، أحد منسقي هذا المؤلف، أن الأمر لا يتعلق هنا سوى بجزء يسير من التراث الشفهي لتافيلالت، مبرزا أن ورش البحث والتنقيب في هذا التراث يظل مفتوحا في وجه الباحثين لتسليط الضوء على الجوانب التي ما تزال غير معروفة. وبعد أن ذكر بمبادرة فريق الباحثين، أشار الكاتب العام لفرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية إلى أن النصوص المجمعة تضم نوادر لغوية تعكس مجموعة من المحفوظات الدلالية وبساطة أبناء المنطقة وتضامنهم وثقافتهم وكذا طريقة عيشهم في فضاءات مختلفة، من صحاري وجبال وواحات. ومن جهتهم استعرض عدد من الكتاب والباحثين التنوع الذي يميز الحقل الثقافي بمنطقة تافيلالت، مشددين على أن الساحة الثقافية والتراثية بهذه المنطقة تحتاج إلى العديد من الأبحاث والدراسات، لا سيما حول الهندسة المعمارية والقصور وطرق استغلال الموارد المائية، وأنماط عيش الرحل. وقد تطلب إنجاز هذا العمل تضافر جهود أزيد من 40 باحثا مولعا بالتراث الشفهي لتافيلالت، والذين استعانوا بالذاكرة من أجل إحياء الموروث الفني المتنوع. وقد ضم الجزءان الأولان من هذا المؤلف نصوصا من المديح والملحون والجرفي والبلدي والكناوي والملولي والأمثال والحكايات، وكذا مجموعة من النصوص الزجلية. أما الجزء الثالث من هذا المؤلف، والذي خصص للتراث الأمازيغي بتافيلالت، فيتميز بحضور ثلاثة كتابات تتمثل في الأبجدية العربية واللاتينية ثم تيفيناغ.