المغرب أرض الصلحاء والأولياء، وحاضرة صفرو وضواحيها لاتخرج عن هذه القاعدة، لكن جل أصحاب هذه الزوايا والأضرحة لم ينالوا حظهم من البحث والتنقيب باستثناء ما نعثر عليه مبثوثا بين ثنايا كتب المناقب والتاريخ والتراجم. وسيدي يوسف ين أحمد الصنهاجي الفجيجي الحسني أحد هؤلاء الأبرار. وقد تجشم ذ.الحسين البعاوي البهلولي عناء سبر أغوار حياة هذا الشخص المعروف بزهده وبركاته ومواقفه الوضاءة وجهره بالحق وتفقهه في الدين ونكرانه للذات، فقدّم دراسة مفيدة وتحقيقا نفيساً للنسخة الأصلية المصوّرة المومإ إليها في عدة مصادر، وهو يأمل أن تغني أعمال وأبحاث أخرى يقوم بها الباحثون والدارسون، هذا التحقيق، سواء بالنسبة لسيدي يوسف أو غيره من الأولياء، وهم كثر بهذه المنطقة العزيزة من وطننا العزيز. عنوان الكتاب »النفحة المسكية في مناقب يوسف بن أحمد دفين الزاويةالصنهاجية بضواحي الواحة ا لصفريوية «وقد صدر عن مطبعة آنفو - برانت في فاس، ويشتمل على تقديم وتقييد، ونبذة عن أجداد هذا الولي الصالح ونسبه وأسماء شيوخه وبعض من فضائله رضي الله عنه. يقول المؤلف: »ومع مرور الأيام والسنوات بدأت تراودني فكرة إخراج هذه »الوثيقة« حتى يتعرف عليها أبناء المنطقة خصوصا والمغاربة عموما، لكن تنوع المحتوى من أعلام بشرية وحضارية جعلتني أفكر في تحقيق ما يمكن تحقيقه، فكنت كأعزل واجهته جحافل من الجيوش المدججة بالأسلحة، وبدأت التنقيب، ثم جاء الفرج على يد أحد الأصدقاء الذي وجهني وأرشدني الى الطريق الصحيح، بل أخذ المبادرة وأمدني بمعلومات قيمة، إنه الأستاذ الباحث علي لغزيوي اليازغي المعروف بأبحاثه ومنشوراته وحضوره القوي في الساحة الثقافية والجامعية والإذاعية، فجزاه الله خيرا على ما أسداه إلي من توجيهات. والملاحظ على هذا المخطوط المصور مايلي: طغيان العامية المغربية على كثير من صفحاته. ذكر أسماء أشخاص وأماكن بكل من فاس وصنهاجة والقريبة من صفرو والريف يصعب تحقيقها بكل دقة كحاكم فاس »المريني علال« و »سيدي محمد الصغير« في لقاء المترجم له بمزدغة. خلو المخطوط المصور من التواريخ سواء تاريخ ولادة الولي أوكرونولوجيا تنقلاته بين صنهاجة وزاوية سيدي الغازي بتافيلالت، أو بين تافيلالت وفاس، أو بين صنهاجة والريف. والتاريخ الوحيد المذكور بدليل مؤرخ المغرب والسلوة (1058 ه) موضع جدل وارتياب، كما ذكر الأستاذ محمد الحسني مزوار شرفاء صنهاجة. لعل حياة سيدي يوسف بن أحمد في المجال الصوفي تتحدد بفترة الصراع الذي كان قائما بين الشرفاء العلويين والدلائيين، خصوصا فترة انقسام المغرب بين حكم محمد الحاج الدلائي وبزوغ نجم المولى الرشيد العلوي والله أعلم...«. يتألف هذا الكتاب من 128 صفحة من قطع متوسط.