أكد عبد القادر حجار، سفير الجزائر في تونس، تكفله بإجراء لقاءات مع الفعاليات السياسية والمهنية والمدنية التونسية، للخروج من الأزمة السياسية بين المعارضة والحكومة التي تقودها حركة النهضة. ونبه الدبلوماسي الجزائري، أن الأمر يتم بتوجيهات من الرئيس بوتفليقة، وذكر أن اللقاءات لا "ترقى إلى وساطة جزائرية". قال عبد القادر حجار في تصريحات ل "الشروق"، إنه انطلاقا من مهامه كسفير للجزائر بتونس، شرع في سلسلة اتصالات مع أبزر الشخصيات التونسية، ومن ذلك "الرئيس منصف المرزوقي، والشيخ راشد الغنوشي، وباجي قايد السبسي، ورئيس الاتحاد التونسي للشغل حسني العباسي، وسمير بالطيب وحمة الهمامي، ونجيب الشابي ووداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة". وذكر حجار مفصلا ما يقوم به: "التقيت بغالبية الفاعلين في تونس، وناقشت معهم الأوضاع بطلب منهم، دون أن تكون هنالك وساطة جزائرية، فالاتصالات واللقاءات التي أجريها، ومن ذلك لقاء اليوم مع الشيخ راشد الغنوشي، وغدا مع الأستاذ باجي قايد السبسي، غرضها المساعدة في حل الأزمة، من باب التعاون والوفاق الذي يمز الدولتين منذ القديم". وشدد حجار، والذي كان السفير الوحيد رفقة السفير الأمريكي اللذين لم يقطعها إجازتهما الصيفية، والبقاء في تونس لمتابعة الوضع، وقال عن الأمر: "كيف للأمريكان أن يهتموا بالوضع في تونس، وتبقى الجزائر بعيدة، لما لها من علاقات وطيدة مع الإخوة في تونس". وعن أسباب قيامه بالمهمة وهل كانت بتكليف من الرئيس بوتفليقة، قال: "أنا أضطلع بمهامي كسفير، وكل ما أقوم به يتم بتوجيهات من الرئيس بوتفليقة، وهو الذي أكد خلال استقباله رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي، حيث ذكرني أمام الإخوة التونسيين بالاسم أنني أقوم بجهد للوصول إلى اتفاق بين الفرقاء". وعما دار بينه وبين ضيوفه التونسيين، كشف حجار: "أعطيت رأيي في الأزمة الذي هو موقف الدولة الجزائرية المتمثل في عدم التدخل في الشؤون التونسية، وعلى التونسيين حل مشاكلهم، والجزائر مضطلعة ومهتمة بما يدور في دول الجوار". وتابع: "من باب النصيحة قلت لهم إني لا أحبذ حل الحكومة والمجلس التأسيسي، فالراحل عبد الحميد مهري كان يقول شرعية ناقصة أفضل من لا شرعية". وعن الأصداء التي لقيها من اللقاءات، أشار حجار: "لقد أبلغني الشيخ راشد الغنوشي أنه مرتاح، لما دار بيننا، كما أبلغت من هيئة رسمية في الجزائر- يرجح أنها رئاسة الجمهورية- ارتياح الغنوشي والسبسي للقائهما الرئيس بوتفليقة الأسبوع الماضي". ورد حجار على بعض الأصوات التي رأت تحرك الجزائر في الأزمة التونسية خاصة بعد استقبال الرئيس بوتفليقة كلا من راشد الغنوشي، وباجي قايد السبسي، تدخلا وتدويلا للأزمة التونسية، وهو الكلام الذي بدر من الهاشمي الحامدي مالك قناة المستقلة، وقال بشأنه: "ما قاله الحامدي غير صحيح، التدخل هو ما تقوم به الدول التي يعرفها هو... نحن نهتم مع إخواننا التونسيين للعبور إلى بر الأمان، وتأمين الحدود المشتركة ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله"، مضيفا: "نرجو من الإخوان أن لا يستغلوا ما نقوم به، ونؤكد لهم وللجميع أن الجزائر تسعى لأن تمر تونس إلى بر الأمان". وذكّر حجار، بما تم التوصل إليه بين الجزائروتونس في الفترة الأخيرة، ومن ذلك إعداد وثيقة للتعاون والتنمية في المناطق الحدودية، والمصادقة على بروتوكول تجاري تفاضلي بين الدولتين والذي صدر في الجريدة الرسمية بتاريخ 31 أوت الماضي، زيادة على التعاون في المجال الأمني والسياسي.