قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن الزيارة التي بدأها اليوم للرباط وفد "الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي" ، والذي يضم بين أعضائه ممثلين عن شبيبة البوليساريو تدخل في إطار "استعادة المبادرة" التي قررها المؤتمر التاسع للحزب في مجال الدبلوماسية الموازية لخدمة قضية الصحراء. وأوضح لشكر خلال حوار مشترك مع إذاعة "صحراء ميديا" وموقع "مغاربكم "أن أعضاء شبيبة الحزب تولد لديهم إحساس أن شباب الأممية الاشتراكية "لا يعرفون قضيتنا وبالتالي شعرنا بالغبن". وصرح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن الزيارة التي رتبها الحزب لوفد شبيبة الأممية الاشتراكية، والتي سيلتقي خلالها مسؤولين مغاربة وعددا ممن وصفهم بانفصاليي الداخل، يهدف من ورائها الحزب إلى أن يسمع من خلالها أعضاء الوفد "الرأي والرأي المخالف"، ليتأكدوا أن ما يقال "عن عسكرة الصحراء ووجود انتهاك لحقوق الإنسان" لا أساس له. وأردف لشكر قائلا "لسنا بصدد حوار بين شبيبتنا وشبيبة البوليساريو" ،مشيرا إلى أن الزيارة تدخل في إطار التحركات التي قامت بها شبيبة الاتحاد الاشتراكي في إطار علاقتها بشبيبة الأممية الاشتراكية، من أجل إطلاع أعضائها على حقيقة ما يجري وإظهار أن ما يصلهم من تقارير عن قضية الصحراء غير صحيح. وتطرق الكاتب الأول لحزب "الوردة" إلى زيارته الأخيرة إلى موريتانيا، حيث التقى خلالها بالناشط الصحراوي، مصطفى سلمة، الذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ مدة أمام مقر ممثلية المفوضية العليا للاجئين بنواكشوط، احتجاجا على منعه من طرف البوليساريو من الالتحاق بعائلته بمخيمات تندوف، مبرزا إن الزيارة كانت لأسباب إنسانية وحقوقية. وكشف لشكر أن من بين أهداف الزيارة كذلك بعث إشارة إلى المنظمات الحقوقية الدولية التي قال إنها تتعامل بمنطق "الكيل بمكيالين"، مذكرا بحادث الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر. وقال الوزير المغربي السابق في حكومة عباس الفاسي ،أن على المنظمات الدولية أن تعي "أن المغرب ليس هو محتجزات تندوف" حيث لا يتم السماح بالتعبير عن أي رأي مخالف مهما كان. وبخصوص دور يمكن أن تلعبه موريتانيا في قضية الصحراء، أوضح لشكر أن جارة المغرب الجنوبية "معنية بهذا المشكل مثلما هي الجزائر معنية به أيضا، ولو أن هاته الأخيرة تحشر نفسها أكثر من اللازم في المشكل" ،على حد تعبير الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي. وفي نفس السياق، أبرز لشكر إنه يمكن للموريتانيين أن يلعبوا دورا في التقريب بين مواقف طرفي النزاع ، مشيرا في نفس الآن أن بلاده تتعامل بشكل إيجابي بينما "الطرف الآخر" أي جبهة البوليساريو "غير مستعد للتخلي قيد أنملة عن خيار الانفصال عن المغرب الذي تبناه منذ 1975". وتحدث زعيم حزب "الوردة" عن الزيارة التي قام بها لموريتانيا بدعوة من "حزب التكتل" تأتي في إطار العلاقات بين حزبين تجمع بينهما هيئات يسارية وتقدمية كالأممية الاشتراكية والمنتدى العربي الاجتماعي الديمقراطي. وعن سؤال عن كيف يرى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، تأخر المشاورات السياسية لتشكيل حكومة جديدة في المغرب، أعرب إدريس لشكر أنه لا يرى في ما يحصل مشاورات، إذ لو كانت كذلك "لانتهت إلى نتيجة". وجدد لشكر الاعتقاد أن متزعم الحكومة الحالية، أي العدالة والتنمية، "لن يكون في المستوى، لكن كان من الضروري احترام الإرادة الشعبية" معتبرا أن ذلك هو ما سيساعد الكتلة الناخبة على حسن الاختيار في ما بعد. ويعتقد لشكر أن حزبه حقق إنجازات عدة على مجموعة من الأصعدة ، بينما الحكومة الحالية "ما زالت تراوح مكانها" مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم ينحصر في الزيادات في أسعار المواد الأساسية، مما يؤثر على مستوى عيش الناس دون أن تفتح الحكومة "أي أوراش كبرى" في أرض الواقع.