فقدت الساحة الثقافية المغربية، علما من أعلامها، وصوتا من أنقى أصواتها، وقامة من أبرز قاماتها التي تركت بصماتها واضحة على مسارها الأدبي والعلمي المتميز. فقد تلقى اتحاد كتاب المغرب، ببالغ الأسى وعميق الحسرة، نبأ رحيل الكاتب والمفكر المغربي، عضو الاتحاد، الأستاذ الدكتور سالم يفوت، اليوم السبت بإحدى مصحات الدارالبيضاء، على إثر مرض عانى منه مدة طويلة، وقد ووري جثمانه الثرى بنفس المدينة،حسب بيان تلقى موقع " مغار بكم" نسخة منه. والفقيد ، يضيف المصدر ذاته، من مواليد 30 يونيو 1947 بمدينة الدارالبيضاء،تابع دراسته العليا في الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وحصل على الإجازة سنة 1968، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1978، وعلى دكتوراه الدولة سنة 1985. اشتغل المرحوم في بداية حياته التربوية أستاذا للفلسفة بثانوية الإمام مالك بالدارالبيضاء، قبل أن يلتحق عام 1978 بالتعليم الجامعي للتدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث ترأس شعبة الفلسفة لمدة اثنتي عشرة سنة. انضم الراحل سالم يفوت إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1977، وعُرِف بحرصه على العمل المؤسسي بهذه المنظمة. تميز المفكر سالم يفوت بإسهاماته الفكرية الوازنة ومؤلفاته المعرفية والفلسفية القيمة، فضلا عن انخراطه في تطوير الدرس الفلسفي المغربي واهتمامه بتاريخ العلوم والإبستيمولوجيا. أشرف على العديد من الأطاريح الجامعية، كما قام بترجمة بعض أعمال ميشال فوكو، وبتنسيق عدة ندوات فكرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وخلص بيان اتحاد كتاب المغرب، إلى أن الراحل كان ينتصر لقيم الفلسفة والعقلانية في المجتمع المغربي ،وهو ما عكسه مجمل أعماله الفكرية والمسؤوليات التي اضطلع بها طوال مسيره العلمي والتربوي والجامعي.