استدعى أمس، المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، أعضاء اللجنة المركزية للاجتماع في دورة استثنائية يومي الخميس والجمعة القادمين، لانتخاب أمين عام للحزب بفندق الرياض، في مقابل هذه الدعوة تتمسك جماعة بومهدي، التي تحصلت على ترخيص الداخلية بحقها في الدعوة إلى دورة أعلى هيئة بين مؤتمرين وعقدها بنفس التاريخ بفندق الأوراسي، في خطوة تنذر بانفجار الأفلان وإنقسام أعلى هيئة لديه، والدخول في حالة إنسداد مضاعفة. وحسب ما جاء في بيان المكتب السياسي المجتمع بمقر الحزب، فإنه تبعا لقراره المتخذ في اجتماعه المنعقد بتاريخ 3 أوت الماضي، وبعد اطلاعه على المستجدات الحزبية فإن المكتب السياسي، بعد المشاورات الواسعة مع الجهات المعنية قصد توفير الشروط الملائمة، يدعو أعضاء اللجنة المركزيةإلى حضور الدورة الاستثنائية للجنة المركزية التي تقرر عقدها بفندق الرياض لانتخاب أمين عام للحزب. وحسب نفس البيان، فقد كلف المكتب السياسي رئيسه عبد الرحمان بلعياط، بإرسال الدعوات واتخاذ الإجراءات الكفيلة لإنجاح أشغال هذه الدورة، وقال منسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط، في اتصال أمس، للشروق "استدعيت اللجنة المركزية للانعقاد يومي ال29 و30 أوت الجاري، بحسب ما تخوله لي المادة 9 من النظام الداخلي، وحددنا نقطة واحدة في جدول الأعمال تتعلق بانتخاب الأمين العام"، وعما إذا كان الاجتماع الذي دعا إليه بلعياط، هو نفس الاجتماع الذي دعت إليه جماعة بومهدي، تحاشى بلعياط الإجابة واكتفى بالإشارة إلى أنه صاحب الحق في استدعاء الدورة، معتبرا الحصول على الرخصة مجرد إجراء إداري فقط "لطالما اتفقنا مع الإدارة بخصوص ذلك شفويا". من جهته كشف عضو اللجنة المركزية، محمد بورزام، "للشروق" أن المكتب السياسي استدعى اللجنة المركزية بنفس تاريخ الدورة التي دعت إليها الجماعة الأخرى، لقطع الطريق أمام من أرادوا ليّ عنق القانون، وفرض عمار سعداني بالقوة أمينا عاما بتواطؤ مع الإدارة التي مكّنتهم من الترخيص لدعوة اللجنة المركزية"، ويقول بورزام "لم نجهد أنفسنا كل هذا الجهد لنتخلص من بلخادم حتى نقع في بلخادم مواز أو أسوء منه"، ويضيف عمار سعداني، أراد أن يفرض نفسه بالقوة ولو عبر طرق ملتوية، إلا أن مخططه انكشف"، ويقول بورزام "شرعنا في الاتصال بكل من أبدوا رغبة في الترشح لمنصب الأمين العام حتى يتنازلوا للمرشح الذي سنواجه به سعداني يوم الخميس القادم، وسنعمل على أن يكون مرشح توافق يسقط سعداني بالضربة القاضية وفي الدور الأول، ويتم انتخابه عن طريق الصندوق وبالأغلبية"، وفي وقت رفض بورزام، كشف الاسم الذي اتفق المكتب السياسي على طرحه لمنافسة عمار سعداني، الذي يعتبر مرشح جماعة بومهدي على الأمانة العامة، رجحت مصادر "الشروق" داخل بيت العتيد كفّة وزير النقل عضو المكتب السياسي عمار تو، كما توقعت إمكانية طرح اسم وزير الصحة رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عبد العزيز زياري، وإن كانت مصادرنا تؤكد أن عمار تو، زاهد في تولي هذا المنصب نظرا لعوامل سياسية وجهوية محظة مرتبطة أساسا بشخص الرئيس بوتفليقة. وبين دعوة بلعياط لاجتماع اللجنة المركزية والترخيص الذي يحمله مصطفى بومهدي، لعقد الدورة أضحت نقطة الخلاف الجوهرية تخص مكان اللقاء، ونقلت مصادرنا من المقر المركزي للأفلان أن مشادة كلامية عنيفة حصلت أمس، بين عبد الرحمان بلعياط، ومصطفى بومهدي، خلال لقاء جمعهما كان يفترض أن يكون للتنسيق، وإذا به ينتهي بتصلّب في المواقف بسبب تمسك بومهدي بحقه في رئاسة وتنظيم الدورة، في مقابل تمسك بلعياط بأهليته وأحقيته في ذلك، وقالت مصادرنا أن بومهدي انصرف من مقر الأفلان، متمسكا بعقد الدورة بفندق الأوراسي، لطالما أنه صاحب ال186 توقيع. بلعياط الذي أجرى أمس، سلسلة لقاءات مارطونية جعلته يلتقي أعضاء المكتب السياسي قبل أن يقطع الاجتماع للتنقل إلى وزارة الداخلية للقاء الوزير، بخصوص اجتماع اللجنة المركزية ، التقى بعدها محافظي الحزب وأشرف مباشرة بعد ذلك على تفعيل لجنة الترشيحات لمنصب الأمانة العامة، والذي يبدو أن دوره انقلب من تلقي الترشيحات إلى الاتصال قصد التنازل عن الترشح لمرشح بعينه يرى فيه المكتب السياسي، أنه الأقدر على منافسة سعداني. الصراع الحاصل وعدم التوافق بين الجناحين المتصارعين حول مكان انعقاد دورة اللجنة المركزية، ينذر بانفجار قريب داخل الآفلان، في ظل سيناريو وحيد يقول بإمكانية عقد دورتين للجنة المركزية والخروج برأسين للحزب يعمقان أزمة الحزب ويجره إلى الانسداد، في ظل حديث عن غياب ومقاطعة بعض الأسماء لاجتماع المكتب السياسي أمس، حيث تخلّف حسب مصادرنا كل من وزير العمل الطيب لوح، وعضو مجلس الأمة ليلى الطيب، ومحمد عليوي ومحمد زحالي وبرادعي وبهلول .