لم يسجل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، أي حضور إعلامي له، وهو المحب للجدل والنقاش، منذ مدة، وذلك في فترة حاسمة من تاريخ المغرب السياسي، ينتظر فيها المواطنون المغاربة باهتمام ما ستسفر عنه المشاورات لترميم ماتبقى من الأغلبية الحكومية. وعزا بعض المتتبعين هذا الغياب لبنكيران واعتكافه في بيته بحي الليمون بالرباط، إلى انتظاره لعودة وزرائه من إجازاتهم السنوية، التي تنتهي هذا الأسبوع، وكذا انتظار رجوع صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار من عطلته التي قضاها في اسبانيا. فيما تسربت بعض الأنباء، لم يتم التأكد بعد من مدى صحتها، ويتعلق الأمر بإصابة بنكيران بالزكام الذي الزمه البقاء في الفراش، أملا في العلاج، ليتفرغ لمواصلة بقية أشواط المشاورات مع حليفيه في الأغلبية الحكومية، امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وخاصة فيما يرتبط بإعادة الهيلكلة الحكومية، التي يطالب بها مزوار، كشرط أساسي للالتحاق بالفريق الحكومي، خلفا لحزب الاستقلال، الذي أعلن عن توجهه نحو المعارضة. وسوف يكون ترؤس بنكيران لانطلاق أعمال الملتقى الوطني التاسع لشبيبة حزب العدالة والتنمية، مساء يوم الأحد المقبل،تحت شعار: "نضال مستمر لحماية الخيار الديمقراطي"، أول ظهور إعلامي له، بعد أن لزم الصمت، عقب الخطاب الملكي الأخير، الذي اتسم يتوجيه انتقاد قوي للتدبير الحكومي الحالي لمنظومة التربية والتكوين في المغرب. وكان قد تولى إبداء رد الفعل على الخطاب الملكي في تصريح للتلفزيون، هو عبد الله باها، نائب الأمين العام، ووزير الدولة، الذي تسميه الصحافة المغربية ب" العلبة السوداء " لبنكيران،حيث أكد أن تأهيل الموارد البشرية مهمة أساسية بالنسبة لمستقبل البلاد. وينعقد الملتقى التاسع لشبيبة العدالة والتنمية في ظل سياق وطني وإقليمي استثنائي ودقيق، بمشاركة مجموعة من الدول من بينها، تونس، وفلسطين، ومصر، وتركيا، وليبيا، والجزائر، والسودان، وموريتانيا، والأردن. وأفاد بيان تلقى موقع " مغار بكم" نسخة منه، أن أزيد من 3000 شاب وشابة من مُختلف الأقاليم المغربية،سوف يشاركون فيه،انطلاقا من 25 غشت الجاري إلى غاية فاتح شتنبر المقبل، بالقاعة المغطاة بمركب محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء،بينما يتولى تأطير فقراته نخبة من المفكرين والمثقفين من خلال ندوات وحلقات للنقاش،" تتوزع بين مدارسة خصوصيات الانتقال الديمقراطي، وطرح تحديات الإصلاح، واستشراف دور الشباب والإعلام في هذا المسار، فضلا عن قراءات متنورة في التجديد الفقهي وإشكالات الواقع المعاصر". كما سيشهد الملتقى تنظيم لقاءات تواصلية مصغرة، وفقرات ثقافية وفنية متنوعة بمشاركة مجموعات فنية معروفة، من بينها مجموعة " السهام" الموسيقية.