يواصل الشاب محمد مولود محمد عالي بوسحاب، إضرابه عن الطعام لليوم الرابع على التوالي في ولاية العيون بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتيندوف، احتجاجا على تعسف إدارة البوليساريو و تضييقها، ليس على حريات اللاجئين فحسب بل أيضا على مصادر عيشهم، فلم يكفهم الاستئثار بالمساعدات الإنسانية وحصار المخيمات بالأحزمة الرملية والثكنات العسكرية بل تطور الأمر عندهم الى التدخل المباشر في حياة الإنسان، و تحديد له حتى نوع النشاط الذي ينبغي أن يتعيش منه. الشاب محمد مولود، نموذج من حالات اللاجئين الصحراويين الذين فرضت عليهم ظروف الحرب في الصحراء اللجوء الى الجزائر رفقة والديه ، وهو من مواليد مدينة السمارة الصحراوية ( ابريل 1975)، و الابن البكر لوالده الذي توفي منذ أزيد من سنة ونصف، تاركا عائلة متكونة من 11 ابنا و بنتا و زوجتين ارملتين ليس لهم معيل بعد الله غير محمد مولود المتزوج و له ثلاث بنات . لم تسعف هذه الظروف محمد مولود ولا غيره من شباب المخيمات ليسلم من تسلط ادارة البوليساريو، اذ عمدت هذه الأخيرة الى توقيف عمله ليس لذنب او مخالفة ارتكبها و إنما بسبب إجراءات تمييزية تخص بها إدارة البوليساريو الصحراويين أبناء الإقليم المتنازع عليه الذين يعيشون في المخيمات، فهؤلاء ليس لديهم الحق في الاستقلال بأي شأن من شئونهم، لأنهم هم مصدر شرعية البوليساريو وركيزة مطامع الجزائر في الإقليم. و بالتالي يجب أن يبقوا خاضعين لما تجود به البوليساريو من تسولها العالم باسمهم، لأن استقلاليتهم تعني أن يكونوا شركاء في أمرهم أو يعودوا إلى أرضهم و الحالتين تقوضان مشروع البوليساريو و الجزائر. ورغم أن قوانين البوليساريو تجرم عودة الصحراويين، و تصنف كل من عاد أو حرض أو ساعد على العودة إلى الصحراء تحت باب الخيانة المجرم بأقصى العقوبات، إلا أن الشاب محمد مولود كسر اليوم حاجز الخوف من بطش الأجهزة الأمنية و تقدم الى مكتب مفوضية غوث اللاجئين بولاية العيون، بطلب أن تعيده وأسرته الى وطنه، و حملها المسئولية الكاملة عن سلامته ابتداء من صباح اليوم الى حين تلبيتها لطلبه لأنه يعرف تفكير و سلوك أجهزة البوليساريو و الجزائر الأمنية. من جهتنا، نعلن تضامننا المطلق مع الشاب محمد مولود محمد عالي بوسحاب الحامل لبطاقة تعريف صادرة عن سلطة البوليساريو رقم89090840، و بقدر ما نتخوف على حياته نحمل مفوضية غوث اللاجئين و السلطات الجزائرية المسئولية الكاملة عن سلامته إلى حين عودته إلى وطنه كريما. و نشدد على الإسراع بالإجراءات الكفيلة بعودته إلى وطنه لأن البوليساريو بدأت تمارس عليه شتى صنوف الضغوطات و تهدده في سلامته حتى لا يفتح باب العودة لكل من أراد إلى وطنه و هو ما تراه الجزائر إفراغا للمخيمات من سكانها و بالتالي خسارة لمصالحها في الصحراء. نهيب بكل أحرار العالم الوقوف الى جانب الشاب محمد مولود وأفراد أسرته إلى حين عودتهم إلى وطنهم و إعادة إدماجهم في مجتمعهم، بعد عقود من الحرمان قضوها في الملاجئ، فوق التراب الجزائري. و سنبقى متابعين لقضية محمد مولود و غيرها من قضايا اللاجئين الصحراويين في المخيمات، إلى حين استعادتهم لكافة حقوقهم التي تعتبرها البوليساريو منة منها عليهم. * المبعد الصحراوي الى موريتانيا نواكشوط في 12 غشت 2013